عادي
على خطى إسبانيا وآيسلندا والولايات المتحدة وكندا

بريطانيا تختبر أسبوع عمل من أربعة أيام

15:21 مساء
قراءة 3 دقائق
بات لويس بلومسفيلد يمتلك مزيداً من الوقت ليمضيه مع عائلته، ويفكر في القيام بعمل تطوعي أو حتى اكتساب مهارات جديدة، بعدما قرر المصنع حيث يعمل شمالي لندن، المشاركة في اختبار واسع النطاق لاعتماد أسبوع عمل من أربعة أيام.
ويقول بلومسفيلد (36 عاماً) بحماسة: «هناك أمور كثيرة يمكن أن أفعلها خلال يوم عطلة إضافي». ويشارك مصنع «بريشر دروب» الذي يعمل فيه بلومسفيلد ابتداء من حزيران/يونيو في اختبار واسع النطاق في بريطانيا يشمل 3000 عامل في 60 مؤسسة، يقضي باعتماد أسبوع عمل من أربعة أيام.
وتهدف هذه التجربة التي تعتبر الأكبر على الإطلاق في العالم، لمساعدة الشركات على تقليص أوقات العمل من دون خفض الرواتب أو إبطاء دورة الإنتاج.
وخاضت دول مثل إسبانيا وآيسلندا والولايات المتحدة وكندا تجارب مماثلة، ومن المتوقع أن تنضم أستراليا ونيوزيلندا إلى هذه المجموعة في آب/أغسطس.
ويؤكد أليكس سوجونغ كيم بانغ، مدير المشاريع في «4 داي ويك غلوبال» (4 أيام عمل في الأسبوع)، المؤسسة المنظمة لهذه التجارب، أن الاختبار في بريطانيا لستة أشهر سيمنح الشركات الوقت الكافي لاختبار النظام وجمع البيانات.
ويشرح لوكالة «فرانس برس» أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تتكيف بسهولة أكبر؛ إذ يمكنها إجراء تغييرات كبيرة بشكل أسرع. وتهدف شركة «بريشر دروب» إلى تحسين أحوال موظفيها وتقليل بصمتها الكربونية.
وتؤكد «المؤسسة الملكية للبيولوجيا» التي تشارك بدورها في الاختبار أنها تهدف إلى منح موظفيها مزيداً من الاستقلالية، وتأمل كما «بريشر دروب» في أن يسهم تقليص أيام العمل الأسبوعية في جذب عمال جدد، والحفاظ على أفضل الموظفين في صفوفها، خصوصاً ضمن سوق عمل يشهد ضغوطاً في المملكة المتحدة.
وبلغت نسبة البطالة أدنى مستوياتها منذ ما يقارب 50 عاماً عند 3,7%، ووصلت عروض العمل إلى رقم قياسي قدره 1,3 مليون وظيفة.
ليس أمراً سهلاً
ويعترف مؤسس «بريشر دروب» سام سميث بأن الإقفال لثلاثة أيام في الأسبوع دونه صعوبات ويقول: «يجب ألا يتوقف عمل المصنع، لكننا سنبحث الأمر خلال الاختبار». ويدرس سميث إمكانية إعطاء أيام إجازات مختلفة للموظفين وتقسيمهم إلى فريقين ما يتيح تشغيل المصنع بدون توقف.
في المقابل يبقى من الأسهل اعتماد أسبوع عمل أقصر في قطاع الخدمات الذي يمثل 80% من اقتصاد المملكة المتحدة.
لكن المسألة أكثر تعقيداً بالنسبة لخدمات التوزيع والأطعمة والمشروبات، كما يشرح جوناثان بويز الخبير الاقتصادي في معهد التمنية الشخصية، وهو اتحاد للعاملين في مجال الموارد البشرية. فبالنسبة له يكمن سر النجاح في تقييم الإنتاجية، خصوصاً في قطاع الخدمات، حيث يصعب قياسها كمياً كما في المصانع.
«إن قلصنا الأيام من 5 إلى 4 سنفقد يوم عمل، وبالتالي سنخسر إنتاجاً. وهنا يكمن السؤال، هل ستنجح الزيادة المفترضة في الإنتاجية في تعويض هذه الخسارة؟ إن لم يكن كذلك، من الصعب جداً اعتماد الأيام الأربعة من دون التضحية بالنمو».
لكن بالنسبة لآيدن هاربر، أحد مؤلفي كتاب يروج للعمل لمدة أربعة أيام (The Case for a Four Day Week)، تتمتع الدول التي تعتمد هذا النظام بإنتاجية أكبر.
ويشرح لوكالة «فرانس برس» أن اليونان في المقابل هي واحدة من الدول الأوروبية التي تعتمد أطول ساعات عمل مقابل إنتاجية ضعيفة.
ويرى فيل مكبرلاين، مؤسس منصة 4dayweek.io المتخصصة في العمل المرن والوظائف القائمة على 4 أيام في الأسبوع، أن أسبوع عمل أقصر هو خيار مربح للمؤسسات والعمال على حد سواء، ويتحدث عن «قدرة خارقة على التوظيف».
وتؤكد هذه المنصة أن عدد الشركات الراغبة في التوظيف على أساس العمل أربعة أيام ازداد بأربعة أضعاف خلال العامين الماضيين، ما يعكس اعتماد نظام العمل الهجين بصورة متزايدة والسعي إلى تحسين نوعية الحياة بعد سنتين من وباء كوفيد ـ 19. (أ.ف.ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"