عادي

تعرف إلى قرن العنف

21:40 مساء
قراءة دقيقتين
تحت عنوان: «طابور الموتى» يكتب التشيكي باتريك أورشادنيك قائلاً عن فظائع الحرب العالمية الأولى في كتابه «أوروبيانا»: «كان طابور الجنود الفرنسيين الذين لقوا حتفهم في الحرب 2681 كم، وطابور الجنود الإنجليز 1547 كم، والألمان 3010 كم، وكان إجمالي طابور الموتى في أنحاء العالم 15508 كم».
الكتاب الذي يفتتح بالحديث عن آمال البشر في نهايات القرن التاسع عشر، بقرن مقبل جديد مفعم بالأمل بالنسبة للبشرية، وهو الأمر الذي كان يبشر به التقدم العلمي المتسارع، لم يلبث أن يتحول إلى هجاء قاسي اللهجة للقرن الماضي، هجاء ينطلق من التوصيف المعروف للقرن العشرين «قرن العنف»، بل يتجاوزه في لهجة تذكر القارئ بكتاب كولن ولسن الشهير «التاريخ الإجرامي للجنس البشري». فالقرن الماضي شهد 60 إبادة جماعية، وهو ما لم يحدث في أي قرن آخر.
«أوروبيانا» عمل مكتوب بنفس قصير متألم، وكأن المؤلف يسعى إلى الانتهاء مما يود قوله بسرعة، وبحس أديب، جلس في ليلة واحدة وانتهى من كتابه الذي يبلغ 130 صفحة من القطع الصغير، ولا يتضمن أي تعليق من صاحبه في النص، هي مجرد معلومات متراصة ومتواصلة من دون انقطاع، يصنفها أو يبوبها أورشادنيك من خلال عناوين فرعية في هوامش الصفحات الجانبية، نحن أمام كاتب يركض، ويجعلنا نركض معه، يتورط أحياناً في ذكر أحداث عادية في القرن العشرين مثل رصده للمذاهب الفنية أو الفلسفية الكبرى أو الكتب اللافتة أو الاختراعات المؤثرة، ولكنه لا يلبث أن يعود إلى موضوعات شديدة الدلالة على تطور الإنسان القيمي والأخلاقي والروحي، موضوعات تتعلق بالعنف أو المجاعات أو التفرقة العنصرية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"