جيمس ويلسون هو رجل أعمال اسكتلندي واقتصادي وسياسي ليبرالي، له الفضل في تأسيس مجلة «الإيكونوميست» الأسبوعية الشهيرة، وبنك «تشارترد» الهند وأستراليا والصين، والذي اندمج مع بنك «ستاندرد» في عام 1969، لتشكيل بنك «ستاندرد تشارترد»، بالإضافة إلى أنه كان أول عضو مالي في المجلس التنفيذي لنائب الملك البريطاني من ديسمبر 1859 حتى وفاته في أغسطس من عام 1860.
ولد ويلسون في مدينة «هاويك» على الحدود الاسكتلندية في الثالث من يونيو من عام 1805، وكان والده وليام ويلسون يمتلك مصنعاً للقبعات، وكان أسلافه من مزارعي الأغنام المحليين. وكان الرابع بين 15 طفلاً، في حين أن والدته توفيت عندما كان صغيراً.
أسس مع أشقائه مصنعاً لإنتاج القبعات، إلا أنهم حلّوا الشراكة في عام 1831. واستمر ويلسون في نفس المجال وحقق نجاحاً كبيراً، حيث بلغت ثروته في عام 1831 ما يصل إلى 25 ألف جنيه استرليني أي ما يعادل مليوني جنيه استرليني في عام 2020. وخلال الأزمة الاقتصادية في عام 1837، خسر ويلسون معظم ثروته عندما انخفض سعر قماش الدنيم. وبحلول عام 1839، باع معظم ممتلكاته لتجنّب الإفلاس. ومع ذلك، وفي عام 1853، أسس بنك «تشارترد» الهند وأستراليا والصين، والذي اندمج لاحقاً مع «بنك ستاندرد» لتشكيل مصرف «ستاندرد تشارترد» في عام 1969.
في عام 1843 أسس «ذي إيكونوميست»، وهي صحيفة للترويج للتجارة الحرة، وعمل رئيس تحرير لها ومالكها الوحيد لمدة 16 عاماً.
وتأسست المجلة في الأساس لدعم إلغاء قوانين الذرة (1815-1846)، وهو نظام التعريفات الجمركية على الواردات. ومع مرور الوقت، توسعت تغطية الصحيفة أكثر إلى الاقتصاد السياسي وفي النهاية بدأت في نشر مقالات عن الأحداث الجارية والتمويل والتجارة والسياسة البريطانية. وخلال منتصف إلى أواخر القرن العشرين، وسعت بشكل كبير تخطيطها وشكلها، مضيفة أعمدة رأي وتقارير خاصة، وكاريكاتيراً سياسياً ورسائل القراء ومراجعات الكتب وميزات التكنولوجيا.
ويتم تعيين رئيس التحرير في المجلة عن طريق مجلس الأمناء، والذي لا يمكن إقالته إلا بإذن منهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن ثلثي فريق العمل (المتكوّن من 75 فرداً) يعملون من لندن على الرغم من تركيزهم على تغطية كل أحداث العالم.
ولا تزال مجلة «الإيكونوميست» تُنشر حتى اليوم، ويباع منها أكثر من 1.6 مليون نسخة على مستوى العالم. وكان ويلسون أكثر الإحصائيين احتراماً في عصره ورأى أن الاقتصاد وسيلة متفائلة وعقلانية للتوسط في مستقبل مستدام اجتماعياً بالاعتماد على المدرسة الاسكتلندية لآدم سميث ومدرسة «رواد الأعمال» الفرنسية لجان بابتيست ساي.
أصبح عضواً في مجلس العموم البريطاني في عام 1847. وبفضل خبرته الاقتصادية، قام رئيس الوزراء جون راسل في عام 1848 بتعيينه أميناً لمجلس الحكم، والذي أشرف على سيطرة شركة الهند الشرقية على الهند البريطانية، وهو المنصب الذي شغله حتى سقوط الحكومة في عام 1852. ثم شغل منصب وزير الخزانة البريطانية بين عامي 1853 و1858.
توفي ويلسون في كلكتا بالهند في الحادي عشر من أغسطس من عام 1860، عن عمر يناهز 55 عاماً.
