صوت للخير ودبلوماسية حكيمة

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

يستمر نهج الإمارات الداعي إلى ترسيخ دعائم السلام والأمن والاستقرار في العالم ثابتاً في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأكدته مجدداً جولة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى كل من ألمانيا وبولندا وتركيا. وما سمعناه من تصريحات سموه مع كبار المسؤولين في هذه الدول الصديقة، كان وفياً للتقاليد الدبلوماسية العريقة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومشبعاً برسائل غزيرة المعاني والدلالات من أجل مستقبل أفضل للجميع.
تدرك دولة الإمارات الأوضاع العالمية الصعبة، وتعرف أن حجم التحديات يتطلب تضحيات جساماً، ومقاربات سياسية استثنائية، لحل الأزمات وإنهاء الصراعات وإعلاء قيم التعاون والتعايش، إذ ليس من الحكمة أن تظل الإنسانية رهينة المحن المستجدة والخوف من المجهول، بل لا بد من التعلق بالأمل، والبحث عن كل ما هو مشترك إيجابي يمكّن شعوب الأرض قاطبة من الحياة الكريمة، ويجنبها كل المنغصات التي تفاقم انعدام الاستقرار وتشيع المآسي والأحزان. ومن هذا المنطلق تعمل دولة الإمارات، عبر دبلوماسيتها المتزنة والحكيمة، على أن يكون صوتها مسموعاً في المحافل الدولية، لأنها دولة بُنيت على قيم الخير والتسامح، ويعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية، كل أفرادها ينعمون بالأمن والاستقرار.
لقاء سمو الشيخ عبدالله بن زايد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو في إسطنبول، تطرق إلى جملة من القضايا المحورية التي تشغل المنطقة والعالم. وفضلاً عن العلاقات المتنامية بين البلدين في شتى المجالات، كانت تطورات الأزمة الأوكرانية ومسار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والأوضاع في المنطقة عموماً، حاضرة في المباحثات، وكان هناك توافق وانسجام في الرؤى بين البلدين، وقد أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «حرص دولة الإمارات بدعم ورعاية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على تعزيز آفاق التعاون الثنائي مع تركيا والعمل معاً من أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والمضي قدماً في مسارات التنمية من أجل تلبية تطلعات الشعوب في التقدم والازدهار».
 يحمل هذا التصريح البليغ جوهر السياسية الخارجية للإمارات وأهدافها، وأن الخير كل الخير في الأمن والاستقرار والتنمية، فهي غاية كل شعب وأمّة، بل وغاية الإنسانية قاطبة والأجيال المقبلة.
المرحلة التي يمر بها العالم دقيقة وحرجة، وتتطلب مواقف مسؤولة وشجاعة، وهذا التوجه تنخرط فيه الإمارات، وتعمل على إنجاحه من خلال دبلوماسيتها المشهود لها بالكفاءة والوضوح، ومبادراتها البناءة والمنفتحة على كل الشعوب والحضارات، ودورها الفعال ومكانتها الرفيعة في المجتمع الدولي، وخصوصاً في هذه المرحلة التي تتولى فيها عضوية مجلس الأمن الدولي. فالرسالة التي تحملها الإمارات تأمل الخير والسؤدد للبشرية جمعاء، كما تدعو إلى تدشين مرحلة جديدة، مرحلة بناء وتنمية وأمل في منطقتنا التي أثخنتها الحروب والصراعات، وباتت جديرة بأن يكون مستقبلها أفضل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"