الريال والزعيم «قمر 14»

23:40 مساء
قراءة دقيقتين

الإنجاز الذي حققه ريال مدريد وتتويجه بدوري أبطال أوروبا للمرة ال14 في تاريخه، تقف أمامه عدة عوامل كانت سبباً في الولادة الجديدة للنادي الملكي، ويمكن أن نختصرها في ثلاثة عناصر رئيسية كانت وراء تفوق الفريق. الأول حارس المرمى العملاق كورتوا الذي واجه أخطر وأفضل المهاجمين وأبطل مفعولهم، وبعده يأتي التوهّج المثير لكريم بنزيمة الذي أعاد اكتشاف نفسه، وتألق كما لم يفعل من قبل، وهو في منتصف العقد الثالث من عمره، وليس تقليلاً من مهارة النفاثة فينيسيوس أو إبداعات مودريتش، وصلابة كروس وكاسيميرو، ولكن وجود المدرب الإيطالي المخضرم أنشيلوتي كان له تأثير كبير في تحقيق الملكي اللقب ال14. 
ويحسب لأنشيلوتي أنه غيّر فلسفة وفكر اللاعبين عندما أعاد اكتشاف النجوم الكبار ودعم الفريق بأسماء شابة جديدة، ستلعب دوراً في الحفاظ على الإرث التاريخي للنادي الملكي.
محطات مثيرة مر بها الفريق الملكي وصولاً إلى محطة التتويج باللقب الرابع عشر، بدءاً من انتقال رونالدو ثم عودة زيدان الذي استقال لعدم تلبية طلباته من التعاقدات، أضف إلى ذلك خروج قائد الفريق راموس الذي انتقل إلى باريس سان جيرمان ولم يعد، كل تلك المقدمات اعتبر المهتمون بشأن الفريق الملكي أنها مؤشرات غير جيدة، ووصفها البعض بأنها بداية النهاية لسقوط عرش النادي الملكي، خاصة بعد البداية المتعثّرة في دوري المجموعات والتي لم يكن فيها مقنعاً، ولكن وجود أنشيلوتي بدّد كل تلك المخاوف بعدما استطاع المدرب الإيطالي أن يعيد ترتيب أوراق الريال المبعثرة. ومع مرور الوقت بدأت شخصية الفريق الجديد تتشكل وتزداد قوة.
ريال مدريد تفوّق على باريس سان جيرمان، وتشيلسي، ثم مانشستر سيتي، وأخيراً ليفربول، وجميع تلك المخرجات تؤكد شخصية زعيم أوروبا وكبيرها، فهي إشارة واضحة إلى دهاء المدرب أنشيلوتي الذي أصبح أول من يحقق الفوز في الدوريات الخمسة الكبرى، وأول مدرب يحقق لقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات في التاريخ.
آخر الكلام
تتويج ريال مدريد باللقب الأوروبي ال 14 منحه زعامة أوروبا، بينما يأتي فوز العين بالدوري للمرة ال14 تأكيداً لزعامته للأندية الإماراتية بلا منافس، وكلاهما كان ك«قمر 14»؛ لأنهما يرمزان للعراقة والرمزية التاريخية التي تميّز أندية عن أخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"