عادي
مختصون: الضوابط مستمدة من التربية الحديثة

«الترند».. مضامين توجه الأبناء وتشكل تحدياً للأسر

00:54 صباحا
قراءة 3 دقائق
تحقيق: منى البدوي
«الترند» الذي يعني بلغة وسائل التواصل الاجتماعي الشيء الرائج والمنتشر أو الحدث الأكثر شهرة كلمة بات يرددها الأطفال ويلهثون لتقليد ما يشاهدون وترديد ما يسمعون وشراء ما تعرضه الترندات وإن كان مخالفاً للقيم والعادات والتقاليد المجتمعية والأخلاقية.
تظهر محتويات متنوعة في العالم الافتراضي، تجذب اهتمام عدد كبير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، ليتحول إلى «ترند»، ويتم تداولها بين المستخدمين يتفاعل بعضهم معها وسرعان ما يقوم بتقليد المضمون، وإن كان أحياناً مخالفاً للقيم.
في ظل غياب وسائل التربية الحديثة وانشغال أولياء الأمور عن الأطفال، يصبح محتوى وسائل التواصل الحديثة أشبه بالتيار الذي يجرف الأبناء بعيداً عن القيم والعادات والتقاليد المجتمعية، ومساهماً إلى حد كبير -باعتبارهم في سن التنشئة- في تكوين اهتماماتهم ورغباتهم وميولهم النفسية وسلوكياتهم المادية والاجتماعية وغيرها.
يواجه بعض أولياء الأمور جملة من التحديات التي تحول دون انجراف أبنائهم في العالم الافتراضي أو حجب ما يكسبهم عادات وسلوكيات يستهجنها المجتمع مثل رقصات وحركات وعبارات غير مألوفة وأحيانا غير لائقة في تصنيف بعض المجتمعات، أو توجيه سلوكياتهم الشرائية نحو منتجات مختلفة وهو ما يحمل الآباء فوق طاقتهم المادية خاصة أن الترندات متلاحقة.
ركز عدد من المختصين في مجال علم النفس والتربية، على عدد من الجوانب الأساسية في التربية الحديثة والتي يجب إتباعها في التعامل مع الأبناء منذ نعومة أظافرهم وأيضاً دور ولي الأمر في غرس القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية والدينية والإنسانية من خلال تحوله إلى قدوة للأبناء في كيفية مواجهة الفكر والمعتقدات والسلوكيات القادمة من العالم السيبراني.
قالت رشا البلاونة ولية أمر: بات «الترند» موجه لسلوك الأبناء الذين بعضهم لا يتوانى عن المسارعة في شراء أي منتج يتم تضمينه في «الترند» أو رقصات ومواقف وغيرها الأمر الذي يتطلب المسارعة في وضع ضوابط وحلول، ومنها تقنين الاستخدام والمراقبة بطريقة غير مباشرة بواسطة ما تتيحه البرامج التقنية الحديثة من إمكانية متابعة جهاز الطفل.
وأضافت: سعياً لمواجهة التحديات اتبعت جملة من الأساليب التربوية الحديثة ومنها ربط الرغبة في شراء المنتج وفقاً لتوجيه الترند يتم في حال القيام بسلوك إيجابي، وفي حال الرغبة بتقليد أي سلوك نصنفه ضمن العائلة بالسلبي، فإن الرفض لا يكون مباشراً،وإنما بإتباع أسلوب الحوار والمناقشة حول الفعل ومدى ملاءمته للقيم الاجتماعية، وهو ما أكسبهم القدرة على تفعيل المعايير الأخلاقية والاجتماعية التي سعينا لغرسها في نفوسهم وجعلهم أكثر وعياً بالمواقف المسموح تقليدها أو الممنوعة تماماً.
وأشارت نزهة خالد - ولية أمر- إلى أن اختلاف طبيعة وشخصية كل ابن من أبنائها عن الآخر يزيد من صعوبة الأمر، حيث إن هذا التنوع يتطلب إتباع طرق وأساليب مختلفة مشيرة إلى أنها تضطر أحياناً لاستخدام لغة الأمر والمنع بطريقة مباشرة، تجنباً لتعرضهم لكل ما هو سلبي قادم من عالم افتراضي متنوع ومختلف من حيث القيم والعادات والتقاليد.
قالت الدكتورة عائشة الجابري أخصائية نفسية وسفيرة النوايا الحسنة للعمل الخيري والإنساني في الوطن العربي وإفريقيا، في ظل التوجه العالمي نحو التكنولوجيا وما توفره من وسائل تواصل اجتماعي لها تأثير كبير في المتلقي، بات دور التربية مضاعفاً خاصة أنه يجب عدم حرمان الطفل أو المراهق من استخدامها أو التفاعل معها، تجنباً لإمداده بشعور النقص، ولكن من السهل وضع الضوابط القائمة على لغة الحوار والإقناع وأيضاً المتابعة والتقنين.
وأضافت أن العصر الحالي يتطلب من ولي الأمر أن يكون على درجة من الثقافة والوعي بكيفية تنشئة الأبناء بطرق تربوية حديثة قائمة على الحوار المتبادل والإقناع والمشاركة.
وقالت فاطمة الكعبي أخصائية إرشاد اجتماعي نفسي، أن على ولي الأمر أن يعي بأن الطفل منذ نعومة أظفاره يكتسب سلوكياته من أسرته والمحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه، لذلك لا بد أن يكون الوالدان قدوة حسنة للأبناء في كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة من حيث أساليب وأوقات وكيفية الاستخدام والتفاعل معها مع الأخذ في الاعتبار احترام الخصوصية والعادات والتقاليد، وهو ما سيضمن غرس هذه المبادئ في الطفل.
وأشارت إلى ما بات شائعاً بين مختلف الفئات العمرية ومنهم الأطفال وهو متابعة «الترند» والسعي نحو تقليده أو شراء المنتجات وليس ذلك فقط، بل التصوير بعد إتقان الأغنية أو الحركات أو شراء المنتج وعرض ذلك من خلال حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يتحول مع مرور الوقت إلى سلوك اعتيادي ينشأ عليه الطفل.
وأشارت إلى ضرورة مراعاة التدرج في الدخول إلى عالم مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم ترك الطفل وحده في العالم السيبراني.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"