عادي

تعرف إلى قصص المدربين الأكثر بقاء في مقاعدهم الساخنة

09:44 صباحا
قراءة 6 دقائق
إعداد: معن خليل
أعلن الاسكتلندي «السير» أليكس فيرجسون عام 2013 اعتزاله التدريب بعد 27 سنة خدمة مع ناد واحد هو مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي استلم مهام إدارته الفنية عام 1986 محققاً إنجازات فريدة مع 13 لقباً في «البريميرليج» إضافة إلى تتويجات أخرى محلية وأوروبية وعالمية، مستفيداً من نعمة الاستقرار التي أمنت بها إدارة الفريق الملقب بـ«الشياطين الحمر»، في مفارقة نادرة بالنسبة للمقعد الذي يوصف بأنه الأكثر سخونة، وصاحبه دائماً معرض للإقالة بعد أي إخفاق.
رغم أن فيرجسون بقي 27 عاماً في وظيفته رئيساً للجهاز الفني، إلا أنه ليس الوحيد الذي «عمر» في فريق واحد طوال هذه المدة، حيث إن سجلات الكثير من الأندية تحتفظ بتواريخ أكبر لمدربين تحدوا مقولة «المقعد الساخن» وحولوه بفضل شخصياتهم الفذة وإنجازاتهم إلى «مقعد بارد» حفظ لهم الجلوس فوق سدته لسنوات تجاوزت الأربعين كما هي حال غاي رو الذي قاد نادي أوكسير الفرنسي لمدة 44 عاماً، أو أقل بسنة واحدة( ويلي مالي – سلتيك الاسكتلندي ) أو سنتين ( جورج رامسي – أستون فيلا الإنجليزي )، ووصلت إلى 34 عاماً ( بيل ستروث – رينجرز غلاسكو الاسكتلندي).
الأسطورة رو
وكان لكل مدرب من المعمرين في مناصبهم قصة، لعل أكثرها وقعاً، ما حدث لغاي رو الذي تقدم عام 1961 بطلب رسمي إلى نادي أوكسير الفرنسي من أجل أن يحوز وظيفة قائد الجهاز الفني لفريقه الأول، وساق أسباباً كثيرة في شخصيته تجعل مجلس الإدارة يوافق عليه مثل الدقة في الإعداد وتحفيز اللاعبين لتحقيق الأفضل والأكثر غرابة هو إجراء التدريبات في فترة الظهر.
لم يكن الكثير من أعضاء مجلس الإدارة متحمسين لتعيين غاي رو مدرباً لأن عمره كان آنذاك 23 عاماً فقط، إلا أن الرئيس جان جارناولت كان له قراره النهائي بقبول أوراق الشاب المتحمس، ليغير في تلك السنة مجرى تاريخ ناديه وكرة القدم الفرنسية بشكل عام.
عين رو مدرباً وبدأ مهامه لكنه اضطر لفترة سنتين لأداء الخدمة الإلزامية، ليغيب عن النادي ويعود إليه مجدداً عام 1964، ويروى أن الرجل الذي أنهى جنديته عامل لاعبيه مثل «العسكر» وأجرى تدريبات غير عادية وليست موجودة في قاموس اللعبة عندما درب فريقه في مناسبات عدة لمدة خمس ساعات ونصف الساعة في الغابة لرفع معدلات اللياقة البدنية.
بدأت أفكار رو التدريبية تؤتي ثمارها وتأهل أوكسير المغمور إلى دوري الدرجة الثالثة عام 1970 وصعد لدوري الثانية بعد أربع سنوات، وخاض عام 1979 نهائي مسابقة الكأس وخسر أمام نانت الشهير يومها.
تحقق حلم أوكسير بصعوده إلى دوري الدرجة الأولى عام 1980، حيث بقي الفريق الذي لعب له الأسطورة كانتونا آنذاك، في البطولة دون أن يهبط مرة أخرى، بل إنه نقل تألقه إلى الخارج مع وصول عام 1993 إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي قبل أن يخسر أمام بوروسيا دورتموند الألماني، وبعد عام فاز أوكسير بلقب كأس فرنسا، ليأتي الحصاد التاريخي بالفوز بلقب الدوري عام 1996 لأول وآخر مرة في تاريخ النادي.
وحقق أوكسير لقب الكأس في ثلاث مناسبات أخرى تحت قيادة غاي رو الذي قلده الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك وسام الشرف عام 1999، قبل أن يعلن المدرب الأسطورة عام 2005 الرحيل عن النادي الذي قضى في ربوعه 44 عاماً من الخدمة في مهنة التدريب.
يذكر أن المدرب الثاني الأكثر تواجداً في ناد واحد في الدوري الفرنسي هو جوزيه ارابيس الذي قاد نانت لمدة 16 سنة، ثم ألبير باتوه ( ريمس - 13 عاماً)، وجويل مولر ( ميتز- 11 عاماً )، والجزائري قادر فيرود وقاد نادي نيم لتسع سنوات متوالية من عام 1969 حتى 1978.
أسطورة ويلي
ويلي مالي احتل المركز الثاني من حيث عدد السنوات التي بقي فيها بمنصبه مدرباً لسلتيك الاسكتلندي والتي وصلت إلى 43 عاماً بدأت عام 1897 وانتهت عام 1940، قاد خلالها فريقه للصعود لمنصة التتويج ثلاثين مرة منها 16 لقباً في الدوري.
أصبح ويلي أول مدرب لسلتيك وهو في التاسعة والعشرين من عمره، وقاد الفريق للقب في أول موسم تحت قيادته، في بداية فترة ذهبية امتدت 43 سنة، وشهدت تألق مجموعة من الأساطير من أمثال جون تومسون وباتسي وغالتشر وجيمي ماكغروري.
ويحمل ويلي الرقم القياسي في عدد السنوات مع فريق واحد في اسكتلندا، ويأتي بعده في نادي سلتيك جوك ستاين ( 13 عاماً من عام 1965 حتى 1978 ) أحرز خلالها 25 لقباً منها 10 ألقاب دوري.
أما على صعيد الكرة الاسكتلندية عموماً فإن المدرب الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد ويلي هو بيل ستروث الذي درب نادي رينجرز غلاسكو لمدة 34 عاماً بشكل متوال.
وبدأ ستروث الإشراف على الجهاز الفني لرينجرز عام 1920، وهو يعد أحد أكثر المدربين نجاحاً في الكرة الاسكتلندية مع فوز قياسي بلقب الدوري بلغت 18 لقباً.
والمثير أن ستروث تولى منصب المدرب المساعد في رينجرز عام 1914.
السير أليكس
لم يكن أليكس فيرجسون مغموراً عندما استلم تدريب مانشستر يونايتد عام 1986، فهو جاء من تجربة غنية قاد خلالها نادي أبردين الاسكتلندي لمدة 8 سنوات متواصلة وحقق معه عدة إنجازات كسر من خلالها السيطرة المطلقة لفريقي سلتيك ورينجرز، ثم درب منتخب اسكتلندا الأول عام 1985، قبل أن يبتسم له القدر بالتواجد في مانشستر يونايتد عندما عين بديلاً لروي ايتنكسون.
انتظر فيرجسون ثلاثة أعوام ونصف العام ليفوز بلقبه الأول مع مانشستر يونايتد وذلك بصعود فريقه إلى منصة تتويج كأس إنجلترا عام 1990، قبل أن تكر سبحة الإنجازات وأهمها الظفر بدرع الدوري عام 1993 والذي كان الأول للنادي بعد غياب طويل استمر منذ عام 1967، وقد تبع هذا اللقب الكبير حتى 2013 رصيد 12 لقباً في نفس البطولة.
وكان فيرجسون معرضاً للإقالة أكثر من مرة ولاسيما مع احتلال مانشستر يونايتد للمركز الحادي عشر مرتين عامي 1987 و1989، لكن الحظ أسعفه بفوزه بلقب الكأس عام 1990 الذي كان الفيصل في بقائه بمنصبه 27 عاماً تذوق خلالها كل ما طب له من ألقاب محلية وخارجية وتدرب على يده أهم لاعبي العالم، كما نال لقب «السير» تقديراً لعطاءاته مع كرة القدم البريطانية عموماً والإنجليزية خصوصاً.
ولا يعد فيرجسون الأول من نوعه في إنجلترا من حيث البقاء في ناد واحد لأطول فترة ممكنة، بل هو الثاني بعد مدرب أستون فيلا جورج رامسي الذي بقي في منصبه لمدة 42 عاماً من عام 1884 حتى 1926 قاد خلالها فريقه للفوز بلقب الدوري ست مرات، مع العلم أن الفريق لم يحصل من بعده إلا على لقب واحد في البطولة كان عام 1981.
وكان رامسي يعد أنجح مدرب في تاريخ كأس إنجلترا برصيد ستة ألقاب، لكن فيرجسون يتفوق على رامسي من حيث عدد الألقاب في الدوري وعدد المباريات، حيث خاض الأول حتى وقت اعتزاله مع اليونايتد 1500 مباراة مقابل 1327 للثاني.
وهناك في الدوري الإنجليزي من حمل لقب أكثر مدرب بقي في ناديه مثل الفرنسي أرسين فينجر برصيد 22 سنة متواصلة مع أرسنال بدأت عام 1996 وانتهت في 2018، ليكسر رقم مدرب الفريق السابق جورج أليسون ( 13 عاماً).
والمثير أن بريطانيا يتواجد فيها أكثر المدربين المعمرين في العالم، فإضافة إلى ويلي وفيرجسون ورامسي وستروث في إنجلترا واسكتلندا، هناك مدرب في إيرلندا الشمالية كسر رقم فيرجسون هو روني مكفال الذي درب نادي بورتادوان لمدة 30 عاماً وترك منصبه في 2016.
وعالمياً، هناك أكثر من مدرب صمد في ناديه لفترة طويلة مثل دي هان مع هيرنفين الهولندي بواقع 19 عاماً، وفافاليري لوبونافسكي مع دينامو كييف الأوكراني لمدة 16 عاماً وتوماس شاف مع فيردربريمن الألماني الذي يعد أكثر «المعمرين» في تاريخ «البوندسليجا».
وانضم شاف إلى بريمن، وهو فتى صغير ولعب في الفريق الأول بين عامي 1978 و1995، ثم استمر مع الفريق في منصب المدير الفني بين عامي 1999 و2013، وكان يلعب ويدر بريمن في نفس الوقت من عام 1987 حتى 1995، وعمل مساعداً من 1993 حتى 1995، ومدرباً للفريق الثاني من بريمن من 1995 حتى 1999 ثم مدرباً للفريق الأول من 1999 حتى 2013، قبل أن يتركه ويدرب فرانكفورت في 2014.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"