عادي
مع بداية الفصل الدراسي الأخير

رفع تحصيل الطلبة مسؤولية المدرسة والأسرة

00:55 صباحا
قراءة 3 دقائق

تحقيق: أمير السني

مع بداية الفصل الدراسي الثالث والأخير من العام، يواجه العديد من أولياء الأمور، تحديات في التحصيل الأكاديمي لأبنائهم الطلبة، من خلال الدرجات المتدنية في نتائج الفصلين الأول والثاني، ما يدعو إلى الإسراع في رفع مستواهم الأكاديمي للمواد الدراسية التي تحتاج إلى مجهود أكبر، واجتهاد لكي يتحسن أداؤهم ويخرجوا بنتائج جيدة.

ودعا عدد من الأكاديميين والتربويين لوضع معالجات لتحسين المستوى الأكاديمي للطلاب خلال الفترة القادمة، من بينها تضافر جهود الأسرة والمدرسة لتهيئة البيئة المناسبة والجاذبة للتعلّم، ومراجعة أداء إدارات المدارس الخاصة التي يكثر فيها تدني درجات الطلاب خلال الفترتين الأولى والثانية، وتقليل مساحة الأنشطة غير الصفية والتركيز على المواد الضعيفة، وخاصة المواد العلمية، واستخدام الأجهزة الإلكترونية والمواد المسجلة بغرض المراجعة وترسيخ الفهم.

أرجع التربوي سالم اليماحي ضعف التحصيل الأكاديمي للطلبة إلى عدة أسباب، من بينها عدم توفر مناخ مدرسي جيد فذلك من الأسباب المباشرة لتدني مستويات الطلاب الدراسية والأخلاقية، حيث إن كثرة المشاكل داخل الصف وعدم قدرة المعلم على ضبط الأمور يؤثر في طلابه ويزيد من فرص إخفاقهم، كما أن الإدارة المدرسية لها دور كبير في نجاح أو فشل عملية التعلم، فعدم وجود خطط إسعافية واضحة تعالج الخلل داخل المدارس التي تتدنى فيها درجات الطلاب خلال الفترتين الأولى والثانية، سيؤدي إلى تفاقم الأزمة.

وأضاف أن هناك عوامل أخرى تتسبب في تدني درجات الطالب، منها عدم إدارة الوقت وضياعه، فالزمن عنصر مهم في حياة الطالب الذي عليه أن يذاكر المادة التي درسها في وقتها، لأن تأجيلها سيؤدي إلى تراكم الدروس، وبالتالي يصعب على الطالب الفهم والحفظ لكثرة المواد الدراسية، كما أن الانشغال بالأمور الترفيهية مثل التلفاز أو الألعاب الإلكترونية، وحجز مساحة زمنية كبيرة لها يؤدي إلى إضاعة الوقت، ولكن الترفيه المعقول مهم حتى لا يمل الطالب ويستطيع التركيز في دراسته. أما إضاعة الوقت في تلك الأشياء فتتسبب في إحراز نتائج ضعيفة في المواد الدراسية. والطالب يحتاج إلى أجواء نظيفة وهادئة تساعده على الدراسة ومراجعة الدروس، فالكثير من الطلبة يعانون إهمالاً من والديهم وعدم مراقبتهم لهم، ومتابعة واجباتهم المدرسية، وعدم اهتمامهم بمستوى أبنائهم الدراسي، نتيجة معاناة الطالب مشكلات أسرية مثل التفكك الأسري أو العنف الأسري أو الخلافات المستمرة.

تفاعل

التربوي هشام الصاوي يقول: إن تغيب الطالب عن الحصص الدراسية له أثر سيئ في التحصيل الأكاديمي، فحضور الدروس في الفصل وتفاعل التلاميذ والرد على الأسئلة والاستفسارات يساعد في ترسيخ الدرس في الذهن، ويسهل عملية المراجعة قبل فترة الامتحان ولا يتطلب جهداً كبيراً وعناء؛ بل يتفتح ذهن الطالب حينما يكون مشاركاً وفاعلاً في الفصل وأثناء الدرس، ما يسهل عليه الحفظ والاستيعاب، ولكي يتمكن الطفل من مواكبة المدرسة، ينبغي عليه أن يؤدي واجباته المنزلية وينجزها على أكمل وجه، إضافة إلى تهيئة البيئة الدراسية الهادئة والمناسبة في المنزل، بتخصيص منطقة خاصة للدراسة، ومساعدة الأسرة على تنظيم جدوله الدراسي، ومكافأته عندما ينجز أو يُكمل مهامه وواجباته المدرسية من أجل خلق دافع وحافز لنيل درجات كبيرة. ولولي الأمر دور كبير في البحث عن أسباب تدني درجات ابنه أو ابنته، من خلال التحدث معه وسؤاله عن سبب ضعف تحصيله الدراسي، فقد يجد الوالد سبباً آخر غير الذي يعتقده.

عامل نفسي

ويعتبر سليم الصادق أستاذ علم النفس، أن هناك عوامل عقلية أو بدنية أو اجتماعية أو عاطفية، تتسبب في ضعف مستوى التحصيل الأكاديمي للطلبة، فقد يكون الأداء الأكاديمي المنخفض انعكاساً لمشاكل المنزل، كأن يتعرّض الطفل للإساءة والعنف أو يشاهد العنف في منزله أو الظروف الصعبة التي قد يتعرّض لها أحد الوالدين، كالضيق المادي أو الإصابة بمرض خطر، كما أن نقص الانتباه واضطراب فرط النشاط بزيادة الإثارة الحركية، يؤدي إلى صعوبة في التركيز على الواجبات المنزلية أو التركيز في الحصة الدراسية في المدرسة.

وقد يواجه بعض الطلاب صعوبات التعلّم وهي لا تعني التخلّف العقلي، ويمكن أن تؤثر هذه الصعوبات فيهم بدرجات متفاوتة حسب الحالة، وقد تكون صعوبات التعلّم في عسر القراءة أو خللاً في الحساب وغيرها، إلى جانب النظام الغذائي السيئ الذي قد يؤثر في الأداء الأكاديمي للطفل بشكل كبير.

مواجهة المشكلة

ويؤكد المعلم التيجاني عمر أن التواصل الدائم بين المدرسة وأولياء أمور الطلاب، من أهم الحلول لمواجهة مشكلة ضعف التحصيل الأكاديمي لدى الطالب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"