عملاق لا ينام

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

**توقفت عجلة التاريخ عند اللحظات الدرامية المثيرة التي شهدت «ريمونتادا» مانشستر سيتي أمام آستون فيلّا في ختام بطولة الدوري الإنجليزي، صحيح أن الفريق نفسه فعلها قبل ذلك، عندما اجتاز كوينز بارك رينجرز في عام 2012، إلا أنه هذه المرة جرّد الاستثناء من كل حيثياته، وبرهن على أنه هو نفسه الاستثناء الذي يكسر القواعد في عالم كرة القدم فيجعل المستحيل ممكناً. فمن بعد أن كان خاسراً بهدفين نظيفين حتى الدقيقة 76 استطاع في غضون 5 دقائق فقط، أن يقلب النتيجة من خسارة وشيكة إلى فوز دراماتيكي بالثلاثة، ليعانق بذلك لقبه الرابع في آخر 5 مواسم، ويرفع غلته إلى 29 لقباً عبر تاريخه.
** ولا يمكن بأي حال أن يتم النظر إلى هذا الإنجاز إلا كحبة من حبات عنقود طويل يضم 17 لقباً، هي حصاد «القمر السماوي» في حقبة امتلاك سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، للنادي. فمنذ الثاني من سبتمبر 2008 حدثت النقلة التاريخية في مسيرة هذا النادي بتحقيق قفزات نوعية متلاحقة، شملت كيانه وبنيانه، قبل أن تشمل الفريق بلاعبيه والمدربين الذين تعاقبوا عليه، فكان هذا التاريخ علامة فارقة بين ما قبله وما بعده على كل الصعد، ويكفي للتدليل على ذلك أن النادي حقق في 14 عاماً ما لم يحققه طوال تاريخه البالغ 128 سنة!.
**وهناك جملة من الدروس في ملحمة «السيتي» تصلح لأن تكون خارطة طريق لتحقيق أي نجاح، أولها: الرؤية البعيدة التي ترصد الهدف بدقة وتخطط جيداً لتحقيقه، ثانياً: العمل بروح الفريق من كل العناصر دون أي تقصير، وثالثاً ورابعاً وخامساً وحتى النهاية: الإيمان بأنه لا يوجد مستحيل إذا صدق العزم وبُذل الجهد بتفانٍ للرمق الأخير.
**سعادتنا حقاً كبيرة وعظيمة بالإنجازات التي حققها مانشستر سيتي في ظل الملْكية الإماراتية، والتهنئة نزفّها من القلب لسمو الشيخ منصور بن زايد الذي جلب لنا هذا الفخر، وجعل كل الإنجليز يحفظون مقولته التي أجاب بها صحيفة «ديلي ميل» عن سبب اختياره لمانشستر سيتي بالذات، كي يشتريه؛ إذ قال: «شعرت بأنه عملاق نائم وأنه بحاجة لمن يوقظه!». ومن الواضح أن سموه، لم يكتف بإيقاظ ذلك العملاق وحسب، وإنما جعله متعطشاً نهماً للألقاب، ولا يعرف للنوم سبيلاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"