عادي
خطط مدروسة متكاملة لتعزيز أهداف المناهج

عودة الأنشطة.. تجديد لطاقات المعلمين والطلبة في الميدان

00:56 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم
يتأهب الميدان التربوي إلى مرحلة جديدة من التعافي من جائحة «كورونا»، من خلال التحديثات الأخيرة للبروتوكول الوطني لتشغيل مؤسسات التعليم في الإمارات؛ إذ أعاد الأنشطة والفعاليات في المدارس والجامعات، ليمكن الأنشطة المدرسية بمختلف أنواعها، وتعود الحيوية والحياة من خلال ممارسات تعليمية ممنهجة، حُرم منها الطلبة والمعلمون على مدار عامين منذ مجيء الفيروس التاجي.

في وقت أكد خبراء أن التحديثات الأخيرة، تعدّ خطوة جادة نحو التعافي الكامل، واستئناف رحلة اكتشاف المواهب من الطلبة في الميدان التربوي، مشددين على أهمية الانتباه إلى التطورات التي يشهدها قطاع التعليم خلال الجائحة، والتركيز على ابتكار برامج مستحدثة للأنشطة تواكب أهداف المناهج وتطورات مسارات وأنماط التعليم مؤخراً.

عدد من مديري المدارس أكدوا أن التحديثات تستنهض طاقات الطلبة والمعلمين والطلبة من جديد، مؤكدين التركيز على إعداد حقائب جديدة ومتنوعة للأنشطة تُسهم في تنمية مهارات الطلبة، وتواكب في مضمونها جميع التطورات التعليمية خلال الجائحة، من خلال سيناريوهات متنوعة وجاهزية لتطبيق المستجدات.

معلمون أكدوا أن عودة الأنشطة فرصة ذهبية جديدة لاكتشاف المواهب الطلابية، وتوظيف طاقات الطلبة بطرائق علمية مدروسة، موضحين أن الأنشطة تعدّ عنصراً مهماً في العملية التعليمية، وممارسات تعليمية ممنهجة تستنهض طاقات الطلبة.

عدد من الطلبة وأولياء الأمور، أكدوا أن الجائحة حرمتهم من العديد من الأنشطة التعليمية التي تجسد مواهب متنوعة في جميع المواد الدراسية لاسيما العلمية، بما فيها الرياضيات والكيمياء والفيزياء والأحياء والعلوم.

«الخليج» تقف على جاهزية مؤسسات التعليم، وأهم خطط برامج الأنشطة ومستجداتها، وآثارها على التقدم العلمي للطلبة في مختلف مراحل التعليم.

تحديثات البروتوكول

البداية كانت مع قراءة «الخليج» لأهم التحديثات على البروتوكول الوطني لتشغيل مؤسسات التعليم في الدولة؛ إذ ارتكزت على ثمانية مسارات، تضم السماح بعودة جميع الأنشطة والفعاليات في المنشآت التعليمية، مع الالتزام بارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة، تمكين أولياء الأمور بحضور الفعاليات المختلفة الخاصة بالطلاب شرط الالتزام بالإجراءات الوقائية، مثل لبس الكمامات في الأماكن المغلقة، والعمل بنظام المرور الأخضر، وعودة الرحلات الترفيهية والتثقيفية في المنشآت التعليمية، مع الالتزام بارتداء الكمامات في الحافلات أثناء التنقل من وإلى وجهات الرحلات.

المرور الأخضر

وركزت التحديثات على السماح بالمشاركة في الرحلات للمطعمين أو غير المطعمين على حد سواء، شرط ضمان تفعيل نظام المرور الأخضر لجميع المشاركين، وإلزامية المرور الأخضر على جميع زوار المنشآت التعليمية، وإلزامية دورية الفحص المخبري PCR والمرور الأخضر على الطلبة من فئة السادسة عشرة عاماً فما فوق، والطاقم التعليمي والعاملين في المنشآت التعليمية، وإلزامية إجراء فحص مخبري PCR شهري للطلبة من فئة ما دون السادسة عشرة عاماً.

وألغت التحديثات الحجر الصحي للمخالطين، والعمل بالتعليمات الصادرة من الجهات الصحية، مع إضافة خيار التعليم عن بعد للمصابين وأصحاب الأمراض التنفسية، فضلاً عن ضرورة إجراء فحص مخبري PCR شهرياً لدخول السكن الجامعي، أو حسب متطلبات نظام المرور الأخضر للطلبة المطعمين أو غير المطعمين فيما يخص دخول السكن الجامعي.

خطوة جديدة

في وقفة مع الخبير الدكتور وافي الحاج، أكد أن عودة الأنشطة تعدّ خطوة جديدة لتمكين المعلمين ومؤسسات التعليم من مواصلة رحلة اكتشاف الموهوبين في مختلف مراحل التعليم، معتبراً أن التحديثات الأخيرة أداة فاعلة تستنهض طاقات الطلبة والمعلمين في الميدان التربوي.

وشدد على أهمية الانتباه إلى المتغيرات والتطورات المشهودة في العملية التعليمية خلال جائحة «كورونا»، ومواءمتها مع نوعية الأنشطة ومحتواها لتحقيق الاستفادة القصوى للطلبة، موضحاً أهمية وجود فرق متخصصة في الميدان لمتابعة الأنشطة وبرامجها المحدثة، فضلاً عن توظيف مهارات الطلبة بحسب الأنشطة المتاحة، لترجمة واقع المحتوى في المناهج وأهدافها، ومواكبة التطورات بشكل مؤثر وإيجابي.

وأشار إلى أهمية الأنشطة المدرسية التي تؤدي دوراً محورياً في عملية التعليم والتعلم، التي لا تقتصر فقط على التدريس والتحصيل، بل تصل إلى ممارسة مختلف الأنشطة والفعاليات التي تثري معارف وعلوم الطلبة، وتبرز مواهبهم وقدراتهم ومهاراتهم، وهنا لا تقل في أهمية مكوناتها عن الدروس، والتحصيل العلمي للمتعلمين.

خطط مدروسة

ويرى عدد من مديري المدارس والتربويين وليد فؤاد لافي، وخلود فهمي، ورانا محمود، وسلمى عيد، أن الحياة والحيوية عادتا من جديد إلى مؤسسات التعليم في الدولة، عقب الإعلان عن التحديثات الأخيرة للبروتوكول الوطني لتشغيل منشآت التعليم، موضحين أن العمل جارٍ على قدم وساق لاستحداث خطط مدروسة وبرامج ممنهجة ستغير شكل الأنشطة، وتعزز فاعليتها خلال المرحلة المقبلة، لاسيما بعد الغياب عنها على مدار العامين السابقين.

وقالوا، إن المدرسة تؤدي دوراً ريادياً، في تربية وتعليم الأجيال، وتغرس في نفوسهم الأخلاق والمبادئ الحميدة، ليس من خلال المواد التعليمية فحسب، بل والأنشطة أيضاً التي تحتوي على رسائل متنوعة تحاكي جوانب مختلفة في حياة المتعلمين، منها المعرفي والأخلاقي والمهاري، فضلاً عن فرصة اكتشاف مواهبهم، وتدريب الطلبة وتأهيلهم للتعليم التعاوني، وبناء روابط قوية مع معلميهم.

وأكدوا أن الأنشطة المدرسية ترتقي بمهارات التواصل لدى المتعلمين، وتجعلهم أكثر مرونة عند التعامل مع الآخرين بمختلف فئاتهم، فضلاً عن تحرر الطالب من الخجل والعزلة والانطوائية، لمشاركة زملائه ممارسات تعليمية هادفة، والتركيز على إظهار مواهب متميزة، تُسهم في رفع معنوياته، وتحفزه على التطور المستمر.

الدافعية نحو التعليم

المعلمون إبراهيم القباني، وريبال غسان العطا، وعاطف حسين، ورمضان محمد، ومنى عبد الإله، ودولت شاهين، وسحر ناصر، أكدوا أهمية الأنشطة المدرسية في بناء شخصية المتعلمين، فضلاً عن رفع سقف دافعيتهم لعملية التعليم والتعلم، والارتقاء بمستوياتهم التعليمية، معتبرين أن الأنشطة تلعب دوراً محورياً في اكتشاف مواهب الطلبة وتوظيفها نحو مجالات متنوعة خارج إطار الحياة الصفية، مما يُسهم في تمكين الطلبة، وزيادة درجة الوعي لديهم في مختلف التخصصات.

وأفادوا بأن التوقعات الراهنة تأخذنا إلى استحداث ممارسات تعليمية ممنهجة ومدروسة لإدارة ملف الأنشطة المدرسية خلال المرحلة المقبلة، لاسيما عقب التطورات المشهودة في قطاع التعليم خلال الجائحة، والذي ابتكر مفاهيم جديدة لها، وجعلها أكثر تأثيراً على المتعلمين، لتشمل أنواعاً مختلفة من النشاطات المتباينة، حسب ميول المتعلم، وتنقسم لنشاطات مختلفة ونوعية في المجالات كافة.

عشرة مؤثرات

ورصدوا ل«الخليج» عشرة مؤثرات إيجابية للأنشطة على أداء الطالب، إذ تعد أداة فاعلة لتعدل السلوكيات غير اللائقة، وغرس حب التعاون والمشاركة مع الآخر، وبناء شخصية المتعلم وتعزيز ثقته بنفسه، من خلال ممارسة الأنشطة المدرسية بحسب ميوله وهواياته، فضلاً عن تعميق ميوله للإبداع وقدراته الجسدية والمعرفية.

وأوضحوا أن الأنشطة المدرسية تسهم بفاعلية في تعليم الطالب، كيفية التوظيف الأمثل للوقت، كما تشكل حلقة تكملية للمناهج الدراسية، تسهم في تحقيق المرونة والجودة في التحصيل العلمي للمتعلمين، فضلاً عن أنها تستنهض طاقات حماس الطلبة، وتعزز في نفوسهم روح المنافسة بعيداً عن الروتين التقليدي للدراسة، مؤكدين أنها وسيلة مؤثرة لتنمية مهارات الطلبة في الاستكشاف والتعلم الجديد في مجالات مختلفة، فضلاً عن ترسيخ المعارف والعلوم الدراسية في أذهان المتعلمين.

متنفس حقيقي

وفي وقفة مع عدد من أولياء الأمور إيهاب زيادة، ومها عارف، وسهام عبد الله وحسين علي، ومهند رياض، أكدوا أهمية الأنشطة المدرسية لأبنائهم، معتبرين إياها المتنفس الحقيقي لهم خلال عملية التعليم والتعلم، فضلاً عن دورها الفاعل في تعزيز مفهوم العمل الجماعي وتعلّم الأبناء الدراسة ضمن فريق، وتحسن الطلبة صحياً، لاسيما عند ممارستهم الأنشطة الرياضية.

وأفادوا بأن «كورونا» كانت سبباً أساسياً في افتقار الطلبة للعديد من المهارات والمواهب؛ إذ توقف معها على مدار عامين جميع الأنشطة في مؤسسات التعليم بمختلف أنواعها، موضحين أن التحديثات الأخيرة تتيح الفرصة أمام المدارس والمعلمين والطلبة من جديد، للاستعاضة عما فقدوا من مهارات خلال الجائحة، فضلاً عن تعزيز المسؤولية في النفوس، والاعتماد على الذات، فضلاً عن فهم المواد الدراسية وتعزيز المفاهيم المدروسة.

تحصيل الطلبة

وفي رصد آراء الطلبة حول التحديثات الأخيرة، وأهمية عودة الأنشطة في منشآت التعليم في الدولة، أكد كل من خلود محمد، وليلى وائل، وعمرو إبراهيم، ومهرة آل علي، وخلدون علي، وحمدان البلوشي، أهمية الأنشطة في تحصيل الطلبة العلمي، وتطوير مهاراتهم، فضلاً عن الآثار الإيجابية في بناء شخصياتهم والارتقاء بمستوياتهم الاجتماعية والأكاديمية، بالإضافة إلى الارتقاء بمهاراتهم واكتشاف مواهبهم في مختلف المجالات أثناء التعليم.

وقالوا، إن الأنشطة المدرسية تأخذ أشكالاً متباينة ومختلفة، منها الثقافية والفنية بما فيها المسرح والرسم والأشغال اليدوية والغناء والإذاعة المدرسية والأعمال الحرفية، فضلاً عن الأنشطة الرياضية والبيئية، والرحلات المدرسية التي تُسهم في الارتقاء بمهارات الاستكشاف لديهم، معتبرين أن التحديثات الجديدة محطة جديدة تستنهض طاقات الطلبة، وتجدد فيهم الإبداع والابتكار من جديد.

إغلاق تدريجي

حددت تحديثات البروتوكول الوطني الجديدة، لتشغيل المنشآت التعليمية، آلية الإغلاق التدريجي في حالة التأكد من وجود إصابات لفيروس «كوفيد-19»، إذ يتم مباشرة عقب التأكد من وجود إصابات، مع إغلاق للمنشأة التعليمية في حال تعدت نسبة الإصابة 15% من إجمالي الحضور، على أن تكون مدة الإغلاق 3 أيام.

شدد الخبير التربوي الدكتور وافي الحاج على أهمية إدراك معلمي الأنشطة مستجدات مهامهم خلال المرحلة المقبلة؛ إذ ينبغي التنويع في الأنشطة المدرسية، لتتلاءم واحتياجات الطلاب وميولهم، وتحفيزهم على الابتكار، والتركيز على المتفوقين لتنمية قدراتهم ومهاراتهم المميزة، وتوجيهم وإبراز إنجازاتهم لتشجيعهم على المزيد من الإبداع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"