كلف غير مبررة

الكثير من الخدمات التي تقدم للطلبة خلال عامهم الدراسي، يجب أن تكون تكميلية للعملية التعليمية ومساندة لها، وبعيدة كل البعد عن المردود المالي الذي قد تحققه إدارة المدرسة. 
الكثير من الأهالي يشتكون غلاء بعض الأنشطة التي تقررها هذه المدارس وكلفها المرتفعة، ويكون معظمها شبه إلزامي للأهل، ولا يملكون خيار رفضها، حتى لا يتخلف ولدهم عن ركب أقرانه، بيد أن ما يكوي الأهل هذا الارتفاع المبالغ فيه.
بعض المدارس التي تود القيام بنشاط معين، تفرض على الأهالي دفع كلف زي هذا النشاط، وكثيراً ما يكون بأسعار مبالغ فيها، علماً بأن سعره الحقيقي في الأسواق أرخص بكثير، مما تطلبه المدرسة.
إلى جانب هذا، فإن أكثر ما يشتكي منه الأهالي الذين لديهم أطفال في المدارس، ارتفاع كلف النقل المدرسي، إلى درجة أن بعض الأهالي يرونه كما لوكان قسطاً لطفل ثالث، في حال كان لدى الأسرة طفلان يستخدمان الحافلات المدرسية، ويرون أن هذه الخدمة يجب أن تكون تكاملية للعملية التعليمية توفرها المدرسة بالكلفة، لا بالسعي للربح.
كثير من الأهالي يرون أن ارتفاع كلف النقل المدرسي، يتسبب بإشكاليات عدة، منها أن بعضهم يضطرون إلى نقل أولادهم بسياراتهم الخاصة، أو استجار ما يسمّى «كار لفت»، لأنه أرخص قليلاً عن الحافلات المدرسية.
هذه العملية تزيد الضغط والازدحام في المناطق التي تقع فيها المدارس في جميع مدن الدولة، لأنها تصبح مكتظة بين الحافلات المدرسية، وسيارات الأهالي، أو حتى سيارات الأجرة.
هذه العملية تحتاج إلى شيء من التنظيم، وهو بحسب رأي الأهالي يكمن في مراعاة أسعار النقل المدرسي؛ بحيث تصبح هذه الخدمة في متناول جميع الأهالي، دون أن يضطروا إلى البحث عن بدائل قد تكون مهلكة للأهالي الذين يضطرون لقضاء ساعات طويلة يومياً في الطرقات بين توصيل الأبناء ثم إعادتهم من المدرسة، لاسيما من يكون لديهم أبناء عدة في المدارس ومن مراحل مختلفة.
وهذا الأمر مبعث قلق أيضاً، لأن بعض المدارس، قد تتذرّع العام الدراسي المقبل، بارتفاع أسعار البترول، ومن ثم تزيد في هذا الارتفاع، ما يعني أننا أمام معضلة. لأن الأهالي لديهم التزامات كثيرة ومهام أخرى عليهم تأمينها لأسرهم وأبنائهم، وحتى يستطيعوا الإيفاء بكل هذا، يجب أن يكون هناك تعاون، ومساندة من القادرين.   
التعليم أساس تقدم الأمم وتحضّرها، ولتكن المدارس التي هي أساسه ومصنعه، عوناً للأهالي لتنشئة أبناء يعوّل على مخزونهم المعرفي والعلمي لبناء مستقبل حافل بالإنجاز، بعيداً عن إرهاقهم بكلف التعليم وتبعاته.
[email protected]