عادي
عشرات الإصابات بين الفلسطينيين ومخاوف جدية من تصعيد شامل

«مسيرة الأعلام» تستفز القدس.. ونداءات لضبط النفس

00:03 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
1

أصيب عشرات الفلسطينيين، أمس الأحد، خلال مواجهات اندلعت مع غلاة التطرف الاستيطاني والقوات الإسرائيلية في القدس، مع انطلاق مسيرة الأعلام الاستفزازية، التي اخترقت شوارع القدس المحتلة، بعد مرور سنة على حرب مع قطاع غزة تفجّرت بعد مسيرة مماثلة العام الماضي، فيما اتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل بالاستهتار بالمجتمع الدولي، وردت على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بأن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وحذرت من أن غياب تحرك دولي عاجل لحماية الفلسطينيين يعد تواطؤاً مع انتهاكات واعتداءات إسرائيل.

استفزاز استيطاني

ووصلت «مسيرة الأعلام» الاستفزازية التي ينظمها غلاة التطرف الاستيطاني في القدس، إلى منطقة باب العامود وأسوار البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة واتجهت إلى الحي الإسلامي ومنه إلى باحات حائط البراق، فيما اندلعت مواجهات مع القوات الإسرائيلية التي فرقت بالقوة مسيرة ترفع الأعلام الفلسطينية. واعتدى المستوطنون على محال المقدسيين وعلى الفلسطينيين وسط استفزازات استمرت على طول المسيرة التي انطلقت بعد ظهر أمس من الشق الغربي للمدينة وشهدت مشاركة أعضاء في الكنيست ومسؤولين في البلدية الإسرائيلية في القدس ورموز اليمين الاستيطاني المتطرف. وقمعت القوات الإسرائيلية بالرصاص المطاطي والقنابل المدمعة والصوتية المشاركين في مسيرة ترفع الأعلام الفلسطينية في باب الساهرة ومدخل شارع صلاح الدين، فيما اعتدت على الصحفيين في منطقة باب العامود ومحيط البلدة القديمة.

اعتقالات عشوائية

ونفذت القوات الإسرائيلية في القدس حملة اعتقالات عشوائية استهدفت شباناً فلسطينيين تواجدوا في منطقة باب العامود ومحيط البلدة القديمة، كما اعتدت على مسعفين وفتيات فلسطينيات بالهراوات واقتادتهن للتحقيق في مراكز الاعتقال. وذكر شهود عيان أن عضو الكنيست المتطرف، إيتمار بن غفير، وصل إلى باب العامود للمشاركة بالمسيرة، وردد المستوطنون القادمون من البلدة القديمة في القدس، هتافات عنصرية ضد الفلسطينيين والعرب. وكانت مواجهات دارت بين مقدسيين ويهود متطرفين في الحي الإسلامي في البلدة القديمة قبيل انطلاق المسيرة الاستفزازية.

وبدأت هذه المواجهات من جانب مستوطنين متطرفين، كانوا يجولون في البلدة القديمة ومحيطها، حاملين أعلام إسرائيل وينشدون أغاني المستوطنين، ويطلقون هتافات وعبارات عنصرية ضد الفلسطينيين، وقسم منهم رش فلسطينيين، وبينهم نساء مسنات، بغاز الفلفل، ما دفع الشبان المقدسيين إلى إلقاء كراسي وزجاجات ماء بلاستيكية وحجارة باتجاه المعتدين. وتأتي هذه المواجهات بعد اقتحام عدد كبير من المستوطنين للمسجد الأقصى، في الصباح وبعد الظهر. وقالت السلطات الإسرائيلية إن عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى بلغ قرابة 2600 مستوطن. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع 24 إصابة في محيط وداخل البلدة القديمة في القدس، وتم نقل 8 إصابات للمستشفى لتلقي العلاج وباقي الإصابات تم علاجهم ميدانياً.

مطالبة بتحرك دولي

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، قبيل الاجتماع الأسبوعي للحكومة، «من الطبيعي أن نرفع علم إسرائيل في عاصمة إسرائيل». وردت الرئاسة الفلسطينية، على تصريحات بينيت، حول القدس، مؤكدة أن مدينة القدس الشرقية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، حسب قرارات الشرعية الدولية، والقانون الدولي. وكانت الرئاسة الفلسطينية قد حذرت من أن إسرائيل تلعب بالنار بلا مسؤولية وبتهور شديد من خلال السماح للمستوطنين بتدنيس المقدسات بالقدس المحتلة وتصعيد عمليات القتل.

وأضافت أن إسرائيل تستهتر بالمجتمع الدولي، ولا تحترم قرارات الشرعية الدولية، وتعتبر نفسها فوق القانون، مطالبة المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بتحمل مسؤولياتها، تجاه ما يجري، وعدم التعامل بازدواجية.

ودانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية استمرار الإسرائيليين بانتهاك الوضع القائم للمسجد الأقصى، ومحاولاتهم المستمرة لتغييره.

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بالخروج عن صمتهم المريب وتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه القدس ومقدساتها، واحترام مواقفهم المعلنة وترجمتها إلى إجراءات عملية وضغوط على إسرائيل لوقف استباحتها للمسجد الأقصى المبارك.

إلى ذلك، دعا الموفد الدولي إلى الشرق الأوسط تور وينيسلاند، الإسرائيليين والفلسطينيين إلى أقصى درجات ضبط النفس. وقال: «رسالة المجتمع الدولي واضحة: تجنبوا تصعيداً جديداً».

ودانت وزارة الخارجية الأردنية، السماح لمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك، معتبرة أن ذلك تمّ تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.

واعتبر الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول أن هذا يعد انتهاكاً للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"