منحة «أبوظبي للكتاب»

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

كما جرت عليه العادة العادلة في كل عام، وبموجب ما زخرت به جعبة معرض أبوظبي الدولي للكتاب في الدورة ال 31 للعام الجاري 2022 من كتب في شتى ميادين العلم والمعرفة، وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، بتخصيص 6 ملايين درهم منحة لشراء مجموعة قيّمة ومتكاملة من عناوين الكتب والمراجع والمواد التعليمية التي يضمها المعرض، ليتم توزيعها على مكتبات مدارس الدولة، وذلك دعماً لقطاعي النشر والتعليم، وإثراءً لحصيلة المراجع التي تحتوي عليها، وبما يُعزز من سبل تحصيل العلم والمعرفة أمام جميع الطلبة وفي مختلف المراحل.
هكذا منحة ثقافية تعليمية سنوية سامية، تدل على دعم القيادة اللامحدود للفكر الإنساني ولرأس المال البشري في جميع أنحاء مدارس الدولة، دون إسقاط لحق أي مدرسة في التحصيل العلمي المتنوع وفي التحصل على الجرعات الثقافية الداعمة للخريطة الذهنية التعليمية، وبما هي محققة للعدالة الفكرية والمعرفية لجميع طلاب وطالبات المدارس دون تمييز بين مواطن ومقيم، وبين عربي وأجنبي.
التوجيه السامي بشراء مجموعة قيمة ومتكاملة من عناوين كتب ومراجع ومواد تعليمية يضمها المعرض، بقدر ما هو منحة دافعة للمؤسسات التعليمية بما تتضمنه هياكلها التنظيمية من هيئات إدارية وتعليمية وطلابية للتزود بمصادر علمية متعددة الاتجاهات والاختصاصات، بما يؤدي إلى إثراء الفكر المؤسسي المدرسي بجميع فئاته «الإدارية والتعليمية والطلابية»، فإنه بمنزلة رسالة واضحة العلم والمعالم، مستهدفة دور النشر عامة، ودور النشر المحلية خاصة، والمؤسسات الثقافية المعنية بنشر وتوزيع الكتب، للعمل على التنوع في المخرجات الفكرية لمنشوراتها، لتتنوع إصداراتها بكتب ومعاجم تعليمية، جنباً إلى جنب مع سائر الكتب الثقافية والأدبية والبحثية التخصصية، وما سوى ذلك من كتب فكرية وتاريخية وثقافية أخرى، مع الإشارة إلى أن الرسالة لا تستهدف دور النشر فحسب، بل هي معنية بجموع المثقفين من أدباء وباحثين وأكاديميين جامعيين أو معلمين في النطاق المدرسي، للعمل على إنتاج كتب معنية بالنواحي والمعارف التعليمية، بحسب التخصص العلمي لكل كاتب وأكاديمي.
 بعيداً عن الواقع الإبداعي للمثقفين؛ فالروائيون والقاصون والشعراء والكتّاب ممن مؤهلاتهم العلمية بعيدة عن مجالاتهم الإبداعية، لا بد أن يساهموا في رفد المشهد التعليمي بكتب في مجال تخصصهم الأكاديمي، وهنا يتوجب على دور النشر والمؤسسات الثقافية المساهمة في دعم المؤلفين مادياً ومعنوياً، بما يجعل عطاءهم يتمخض عن مخرجات تتمثل في كتب نوعية تعليمية تدعم المكتبة الطلابية؛ فالمكتبة المدرسية بحاجة ماسة إلى مراجع علمية وكتب تعليمية تتوافق والخطة التعليمية الإماراتية الحديثة، وفق آخر تطورات قطاع التعليم الإماراتي، من خلال ما أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، عن هيكلة رئيسية جديدة لمنظومة التعليم في دولة الإمارات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"