عادي

الغرب يعزز مساعدته العسكرية ورسيا تتقدم في شرق أوكرانيا

14:29 مساء
قراءة 3 دقائق
أعلنت الولايات المتحدة مساء الثلاثاء، إرسال «قاذفات صواريخ متطورة» لأوكرانيا التي تشارف على خسارة مدينة سيفيرودونيتسك في شرق البلاد، في وقت انتقدت موسكو واشنطن بخصوص شحنات الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا، معتبرة أن هذه الخطوة قد تزيد من احتمالات اندلاع مواجهة مباشرة مع الغرب.
دعم عسكري وحظر نفطي
ففي حين شدد الاتحاد الأوروبي للتو الطوق الاقتصادي مع فرض حزمة سادسة من العقوبات على موسكو تنص خصوصاً على حظر على النفط الروسي، تتقدم واشنطن على صعيد الدعم العسكري. وكتب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز «سنزوّد الأوكرانيين بأنظمة صاروخية أكثر تطوّراً وذخائر، مما سيتيح لهم أن يصيبوا بدقّة أكثر أهدافاً أساسية في ميدان المعركة في أوكرانيا». ولم يوضح الرئيس الأمريكي عن أيّ نوع تحديداً من الأنظمة الصاروخية يتحدّث، لكنّ مسؤولاً كبيراً في البيت الأبيض قال إنّ الأمر يتعلّق براجمات صواريخ من طراز «هيمارس». وهيمارس هي راجمات صواريخ تركّب على مدرّعات خفيفة وتُطلق صواريخ موجّهة ودقيقة الإصابة. وتندرج هذه الراجمات في إطار حزمة مساعدات عسكرية أمريكية جديدة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 700 مليون دولار. وفي مقاله أشار الرئيس الأمريكي إلى أنّه يريد أن تكون أوكرانيا «في أقوى موقف ممكن» في حال دخلت في مفاوضات مع روسيا. وأضاف بايدن «نحن لا نشجّع أوكرانيا ولا نزوّدها بوسائل لشنّ ضربات خارج أراضيها». وفي هذه المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا، توشك القوات الروسية على السيطرة عن مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية «التي تسيطر على الجزء الأكبر منها» حسبما أعلن حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي. ودعا هذا الأخير سكان المدينة «المدمرة بنسبة 90 %» إلى ملازمة الملاجئ و«تحضير أقنعة وجه بعد رشها بمحلول الصوديوم» إثر «إصابة مخزن لحمض النتريك» في مصنع كيماوي خلال قصف روسي.
قصف عشوائي
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالته المصورة اليومية مساء الثلاثاء «نظراً لوجود إنتاج كيماوي في سيفيرودونيتسك فإن القصف الجوي العشوائي الذي يشنه الجيش الروسي في هذه المدينة، هو عمليات مجنونة بكل بساطة». وأضاف «لكن في اليوم السابع والتسعين من حرب كهذه لم يعد مفاجئاً أن يكون كل هذا الجنون مقبولاً للعسكريين الروس والقادة الروس والجنود الروس». وتمنع المعارك الخطرة جداً إجلاء المدنيين ما دفع حاكم المنطقة إلى القول إن «أي إمكانية لمغادرة المدينة مستحيلة». وقدر المجلس النرويجي للاجئين أن نحو 12 ألف مدني ما زالوا عالقين جراء المعارك والقصف في سيفيرودونيتسك التي كان يبلغ عدد سكانها مئة ألف قبل الحرب. والمجلس هو منظمة غير حكومية كان يتخذ العدد الأكبر من موظفيه في أوكرانيا من سيفيرودونيتسك مقراً. وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية غانا ماليار إن أحد أهداف موسكو يتمثل بـ«محاصرة القوات الأوكرانية وتعقيد الوضع من خلال ابتزازنا لاحقاً من خلال قواتنا المحاصرة». وأكدت صباح الأربعاء عبر يوتيوب «حتى الآن لم ينجحوا في ذلك لأن الجيش الأوكراني يقاوم بقوة كبيرة» قبل أن تقر بأن القوات الروسية «تتفوق عتاداً وعديداً وأسلحة». وفي الجنوب، ذكرت القوات الأوكرانية أنها استعادت أراض لا سيما في المنطقة المحيطة بخيرسون القريبة من القرم والتي سيطر عليها الروس في مطلع آذار/مارس.
وعلى الصعيد الدبلوماسي لا أمل بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار قريباً وإن مؤقتاً، مع غياب المفاوضات بين الطرفين.
أزمة غذائية عالمية
ويبدو أن الدول الغربية تركز جهودها على عودة النشاط إلى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، إذ يتعذر تصدير مئات الأطنان من الحبوب الأوكرانية بسبب الحصار الروسي ما يزيد من مخاوف حدوث أزمة غذائية عالمية. وستكون إقامة «ممرات آمنة» لنقل هذه الحبوب في صلب زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف إلى تركيا في الثامن من حزيران/يونيو حسبما ذكر نظيره التركي مولود جاويش أوغلو. لكن لافروف حمّل كييف والدول الغربية مسؤولية الوضع. وقال «الدول الغربية التي تسببت بكم هائل من المشاكل المصطنعة بإغلاق موانئها أمام السفن الروسية والقضاء على السلاسل اللوجستية والمالية يجب أن تفكر جدياً بما هو أهم بالنسبة لها: القيام بحملة علاقات عامة مرتبطة بمشكلة أمن الغذاء أو اتخاذ خطوات ملموسة لحل المشكلة».
إلى ذلك، قالت روسيا اليوم الأربعاء إن قرار الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بأنظمة صاروخية متطورة وذخائر، سلبي للغاية وسيزيد من مخاطر وقوع مواجهة مباشرة. وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي لوكالة الإعلام الروسية بأن موسكو تنظر إلى المساعدة العسكرية الأمريكية لأوكرانيا «بشكل سلبي للغاية»، في إشارة إلى خطط أمريكا لتزويد كييف بمنظومة الصواريخ هايمارس.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"