عادي
اسأل الخليج

تعرف إلى الحارس الذي لايهزم و«عميد» المحترفين السود

10:20 صباحا
قراءة 3 دقائق
إعداد: معن خليل
تاريخ تواجد اللاعبين الأفارقة أو من الذين يتحدرون من أصول إفريقية قديم جداً في الملاعب الأوروبية، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن آرثر وارتون هو رائد هؤلاء جميعاً بفضل ما تركه من بصمة في إنجلترا مهد كرة القدم، التي انتظرت نحو 108 سنوات، قبل أن تكرمه بوصفه عميداً للاعبين السود، خصوصاً أنه كان أول لاعب أسمر يحترف اللعبة ويجعلها مهنة له وذلك قبل 137 عاماً.
الرياضي الشامل
ولد آرثر وارتون في مدينة أكرا الغانية عام 1865 لعائلة غنية وعندما أصبح في سن السابعة عشرة من عمره أرسله والده إلى إنجلترا لإتمام تعليمه وإعداده لكي يكون قساً مثله، لكن الابن لم يكن سر أبيه أبداً بعدما اختار أن يكون رياضياً، ومارس كل أنواع الرياضة وبرز فيها جميعها بشكل أثار الإعجاب، فأصبح أسرع رجل في بريطانيا في سباق 100 متر وذلك عام 1885، محطماً الرقم القياسي العالمي، كما فاز ببطولة بريطانيا للدراجات الهوائية.
كما تألق وارتون في لعبتي الكريكيت والرجبي ولعب مع فرق كبيرة، لكنه اتجه لكرة القدم في مفارقة بعدما أعجب مدرب فريق دارلينتن ببنيته الجسمانية ولياقته البدنية العالية فعرض عليه اللعب لفريقه فوافق واختار اللعب في حراسة المرمى فبرز بشكل لافت وأصبح أحد أبطال اللعبة، بفضل شجاعته وحركاته البهلوانية التي كانت جديدة ومبتكرة في ذلك الوقت.
الحارس البهلواني
ويروي تس سميث الصحفي في جريدة «شيفليد تلجراف» في مقال قديم إبداعات وارتون وكتب: «رأيته يقفز ليمسك بالعارضة الأفقية ثم فجأة يلتقط الكرة بقدميه، لم أر مثل هذه الصدة خلال 50 عاماً من متابعتي لكرة القدم».
ورغم نجوميته عانى وارتون العنصرية التي كانت سائدة في إنجلترا في تلك الفترة وكان الجمهور يطلق عليه «وارتون الأسود»، وأكد النقاد أنه لولا بشرته السوداء لكان اختير بالتأكيد ليكون حارس منتخب إنجلترا الأول لما ظهر عليه من براعة جعلت الجماهير تلقبه بـ«الحارس الذي لا يهزم».
كانت نقطة التحول في مسيرة وارتون الكروية انتقاله لنادي بريستن نورث اند الشهير في ذلك الوقت واستطاع بموهبته قيادته إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي وذلك عام 1887، لكن إدمانه الكحول جعله يدخل مرحلة أفول نجمه قبل أن يعتزل عام 1902 تاركاً إرثاً مميزاً لا ينسى، حتى أن دارلينتن ناديه الأول الذي لعب له موسم 1885-1886 وضع أمام ملعبه تمثالاً له، كما أنشئت مؤسسة تحمل اسمه، لكن كل ذلك جاء متأخراً بعدما طاله النسيان لفترة طويلة منذ أن توفي عام 1930.
رائد حقيقي
ويؤكد فيف أندرسون أول لاعب أسمر لعب لمنتخب إنجلترا أنه لفترة طويلة لم يكن يسمع أو يعرف آرثر وارتون ويقول في حديث سابق «لقد كانت مفاجأة حقيقية عندما بلغتني معلومة حوله، وعندما شاهدت معرض صوره وذكرياته في المتحف الوطني لكرة القدم، انتابني شعور بالدهشة، لم أصدق أن اسمه بالكاد يسمع اليوم بعد كل ما حققه، ربما تظنون أني أول من يعرفه، هناك بعض الروابط التي تجمعنا إلى الأبد، فهو أول محترف أسود وأنا أول لاعب دولي أسود، إنه لشرف عظيم أن يرتبط اسمه باسمي، إن قصة آرثر تجسد جزءاً كبيراً من ثقافة كرة القدم الإنجليزية».
وأكد برندن باستن أحد اللاعبين السود المميزين في فترة السبعينات «عندما تتعرف إلى تاريخ وارتون وتدرك ما مر به من مراحل، فإن القلب ينشرح لرؤية الاتحاد الإنجليزي يحتفي بهذا الرجل والعداء ولاعب كرة القدم الفريد، إن الأمر يتعلق برائد حقيقي، لأن رحلته شكلت انطلاقة رحلة جميع اللاعبين السود».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"