المال والحرية النفسية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

الحقيقة أن جَني المال يضغط بشكل واضح على الكثيرين، ويجعلهم في حالة دائمة من التفكير والتوجس، خاصة عندما يحدث شح أو تدنٍ في الحصول عليه. وحقيقة فالمال واحد من أهم الأساسيات في أي مجتمع بشري، ومع هذا يجب علينا تجنّب الانغماس واللهاث وراء جمعه بفوضوية وبأي وسيلة، والتأكد من إعطاء الأولوية لصحتنا النفسية والعقلية.
وكما يقال فإن كل شيء يبدأ بالوعي، وإذا عرفنا العلة أدركنا طريقة العلاج؛ لذا فإن أول خطأ شائع عند البعض هو أن المزيد من الأموال هي الحل. والحقيقة المجردة الواضحة أمامنا جميعاً، هي أن الحصول على المزيد من المال لم يكن في أي يوم من الأيام حلاً نهائياً، ولا هو سبب للسعادة ولا الحصول على الصحة ولا الأمن، وأن الكثير من الأساسيات الرئيسية في الحياة لا تحتاج إلى المال للحصول عليها، ونعرف أن هناك مليونيرات مهمومين وتعساء ويعانون.. 
إذن المال وظيفته ليست نهائية ولا مفصلية مع أنها مهمة جداً، ولذا من المهم فهم وظيفته ونطاقه، ومن هنا تبدأ عملية تخفيف الضغوط التي قد نعانيها بسبب المال، وهذا يقودنا إلى الحاجة للثقافة المالية، وكما هو معروف فإن إدارة الأموال، ليست مادة دراسية نتعلمها في المدرسة، وإذا نشأ المرء في أسرة تعيش من الراتب إلى الراتب، فما الذي يمكن تعلمه؟ لم تعلمنا المدرسة كيفية إدارة أموالنا، سنتعلم بالطريقة الصعبة، وهذا يعني إهدار قدر كبير من الأموال قبل التعلم. ومع هذا، فإن أول خطوة لتنظيم حياتنا المالية يجب أن نسير عليها، هي الادخار. يقول العالم الأمريكي ثورنتون تي مونجر: «عادة الادخار أداة للتعليم في حد ذاتها، لأنها تعزز كل الفضائل، وتعلم إنكار الذات، وتنمي الشعور بالنظام، وتدرب على امتلاك بُعد النظر، وتوسيع مدارك العقل». ادّخر حتى ولو مبالغ زهيدة وقليلة. أيضاً سيطر على المال ولا تجعله سبباً لمرضك. 
لديّ صديقة متمسكة بوظيفة تكرهها بسبب الراتب، ولكن الغريب أنها تقضي الكثير من الوقت على تطبيقات التسوق، هذا الفكر الذي يجعلنا نفلس نهاية كل شهر، وندفن أنفسنا في ديون في نهاية المطاف.
أدرك أن الرغبة في كسب المزيد من المال لن تختفي، ولكن المزيد من المال ليس الهدف، ولنتذكر أن الحرية النفسية هي الأكثر قيمة، عندما أرى فرصة قد تكسبني مالاً أكثر ولكنها تقلّل من صحتي النفسية، يجب ألا أسعى وراءها، يجب أن أعطي الأولوية لعيش حياة صحية وسعيدة.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"