حرب طويلة مرشحة للتوسع

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

بات من الواضح أن الحرب الأوكرانية التي تجاوزت يومها المئة لن تنتهي سريعاً حتى ولو تمكنت روسيا من السيطرة على كل منطقة الدونباس كما تخطط. فالولايات المتحدة من خلال حلف الأطلسي تسعى لإطالة أمد الحرب لأشهر في إطار ما تخطط له لاستنزاف روسيا بهدف إنهاكها وربما هزيمتها، وإخراجها من معادلة الصراع على النظام الدولي.
 فقد قررت الولايات المتحدة قبل أيام رفع وتيرة إمداد أوكرانيا بالسلاح، كماً ونوعاً، وتزويدها بمنظومة صواريخ وذخائرمتطورة يمكن برأي واشنطن وأمين عام حلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن تحدث فرقاً في ساحة المعركة لصالح أوكرانيا. إذ أكد ستولتنبرغ بعد محادثات أجراها في واشنطن مع المسؤولين الأمريكيين أن الحرب أصبحت «حرب استنزاف، حيث يدفع الأوكرانيون ثمناً باهظاً للدفاع عن بلادهم في ساحة المعركة، ولكن روسيا تتكبد خسائر كبيرة». 
وأشار إلى أن شحنات الأسلحة الجديدة «ستمكنهم من ضرب أهداف رئيسية بدقة أكبر وتمكين أوكرانيا من تحقيق تفوق ميداني».
 لم يخف أمين عام حلف الأطلسي نوايا الدول الغربية بالقول «علينا أن نكون مستعدين للتعامل مع حرب طويلة في أوكرانيا».
 إذاً، الهدف الغربي بات واضحاً، وروسيا تدرك ذلك بلا شك، أي تحويل أوكرانيا إلى مستنقع تغرق فيه، وتخرج منه مدماة ومتهالكة لا تستطيع تحقيق أهدافها بالوصول لأمن أوروبي متوازن، ولا وقف زحف حلف الأطلسي إلى حدودها الغربية، ولا جعل أوكرانيا محايدة ومنزوعة السلاح، وكل ذلك بواسطة الأوكرانيين الذين يخوضون الحرب بالوكالة، ويتم استخدامهم ضحايا في حرب مدمرة.
 وإذا كان ستولتنبرغ يستبعد أي رد انتقامي من جانب روسيا على تزويد أوكرانيا بصواريخ وذخائر متطورة، لكن لا أحد يمكن أن يتوقع ما يمكن أن يقوم به الكرملين، فروسيا ليست دولة هشة يمكن أن تسمح بهزيمتها، وقد اكتفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بالقول:«نعتقد أن الولايات المتحدة تصب عمداً الزيت على النار، ومن الواضح أن الولايات المتحدة متمسكة بقتال روسيا حتى آخر جندي أوكراني». وعندما سئل عن الكيفية التي سترد بها روسيا إذا استخدمت أوكرانيا مثل هذه الصواريخ لضرب الأراضي الروسية، قال بيسكوف «دعونا لا نتحدث عن أسوأ الاحتمالات».
 لكن أسوأ الاحتمالات تتدحرج رويداً رويداً مثل كرة الثلج، إذ إن حصول أوكرانيا على صواريخ دقيقة يمكن أن تضرب أهدافاً على بعد 180 كيلومتراً، فهذا يعني أن العديد من المدن الروسية باتت في مرمى أوكرانيا، وأن هذا الأمر إذا حصل فإن روسيا سوف تعتبر أن أمنها القومي في العمق بات مهدداً، وهي بالتالي سوف ترد، ليس في أوكرانيا، وإنما فيما يتعداها بحيث تتوسع رقعة الحرب.
 لقد سدت الدول الغربية كل نوافذ الحوار، وتشجع أوكرانيا على عدم التفاوض من خلال إمدادها بالسلاح المتطور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"