سوق عمل متغير

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

وظيفة المستقبل، حلم يراود الكثيرين ممن يطمحون إلى الجلوس على كرسي مكتبي فور انتهائهم من دراستهم الجامعية، التي تعتبر وحدها، ولا شيء دونها، السبيل إلى تحقيق مبتغاهم، شريطة حسن اختيار تخصص يُسعفهم في سوق عمل متغير، يشهد ولادة وظائف جديدة، ونهاية أخرى، في عصر تحكمه البرمجيات والمعرفة والتكنولوجيات الحديثة، التي تعتبر الحكم في إجادة العمل من دونه.
في زمن ليس ببعيد، كان اختيار التخصص الجامعي سهلاً، حيث كانت الوظائف ثابتة، وأشبه بقوالب جامدة تنتظر الخريجين لشغلها، أما اليوم فليس من المستغرب أن يجد المرء نفسه بعد سنوات أربع من الدراسة في تخصص نشط، عاطلاً عن العمل فور تخرجه، لا لعلة فيه، أو نقص في تكوينه العلمي، بل لأن ما درسه، قد فاته الزمن الوظيفي، وأصبح من ماضي مهام العمل التي تتطلب مواكبة، كي لا يتأخر الموظف عن زملائه، ويجد نفسه بعيداً عن خط نهاية في سباق دخلت فيه التكنولوجيا الحديثة في منافسة مع موظفين، عليهم مواكبة كل ما هو جديد، حتى لا يفوتهم الركب، وينضموا إلى باحثين عن وظيفة، لم تعد بالأصل موجودة في سوق العمل الحالي.
كثير من الموظفين الحاليين يجدون أنفسهم في صراع محموم مع ذكاء اصطناعي دخل حياتنا في المجالات التعليمية، والصحية، والتقنية والاجتماعية، حتى أنه سيشكل مستقبل البشرية على مختلف الصعد.
هذا التطور الذي هو نتاج جهد الإنسان وبنات أفكاره، والذي وصل به العلم إلى صنع روبوتات تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي للقيام بأعمال معينة، بناء على أوامر تتلقاها من خلال خوارزميات برمجية داخلها، متصلة بالحاسب الآلي، أصبح يثير مخاوف العديد من المتطيرين الذين يرون في الذكاء الاصطناعي خطراً داهماً قد يسلبهم وظائفهم.
لا أحد ينكر أنّ الثورة الصناعية الرابعة التي نشهدها في الحاضر ومستقبلاً، تقودها الاختراعات التكنولوجية كالذكاء الاصطناعي، ممّا يعني أنّ على الباحث عن عمل أن يتمتع بمستوى من التقبل والتأقلم مع التكنولوجيا، حيث سيكون مطالباً بالوصول إلى البيانات وتقرير طريقة التعامل معها، الأمر الذي يتطلّب امتلاك بعض المهارات التقنية، والأهم من ذلك، استيعاب أثر التكنولوجيات الجديدة المحتمل على أعماله ووظائفه وحياته بشكل عام، وهو ما يؤكد ضرورة تعلّم واكتساب مهارات جديدة تجعل الفرد ذا قيمة أعلى في عالم الأعمال المستقبلي، ولا مفر من الإبداع، فلا أحد قادر على إشباع حاجة سوق العمل المستقبلي من طرق التفكير المبتكرة سوى إبداع البشر.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"