عادي

الإسكان في الشارقة.. سكن وأمان

01:15 صباحا
قراءة 3 دقائق

البيت سكن وسكينة.. وحين نرسم مشروعاتنا لإسكان المواطنين، كونه حقاً من حقوق كل مواطن، فإننا نتجاوز الشكل الظاهري للبيت، من أرض وبناء جدران ومرافق وغرف وطوابق، إلى معنى السكن الذي توحي به كلمة «الإسكان»، وما تحمله من معنى الاستقرار للأسرة وكل فرد فيها تربطه صلة القرابة والرحم. ففي الآية الكريمة يقول الله سبحانه وتعالى: «وَاللّهُ جَعَلَ لَكُمْ مّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً» ( سورة النحل 80).
والسكن أو المسكن هو ما سكنت إليه واستأنست به كما جاء في بعض الشروح، وهو ما نشير إليه بالطمأنينة والراحة والأمان، بوجود من يشاركوننا به.. بل ويشاركوننا الحياة باستقرارها أو تقلباتها، ومن دونها فالمكان/ البيت يكون خاوياً من هذه المعاني التي أقيم من أجلها؛ حيث يصبح مهجوراً من المحبة والراحة والرحمة والسكينة.
إن البيت من دون تحقق الشعور بالأمان والاستقرار النفسي والاجتماعي، يشكل تهديداً لبقائه على قوته المعنوية الداعمة لقوته البنائية، من أجل ذلك نتحدث عن مشاريع إسكان المواطنين لا بناء بيوت لهم وحسب.
إن برنامج «إسكان أهل الشارقة»، يسير ضمن هذا المنهج الذي أسسه صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مواكباً لبرامج تحقق السكن والسكينة؛ وما إنشاء المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة وما يحويه من مؤسسات متخصّصة في مواجهة القضايا المؤثرة في الاستقرار والأمان، إلّا جزء من هذا المنهج، الذي نسعى به إلى جعل السكينة أهم أعمدة السكن القوية والراسخة، فأن تقيم في بيت يختلف عن شعورك بالسكن والسكينة.
فبالنفس الساكنة (غير المضطربة) تبنى للتنمية مشاريع، وتخطط لها الاستدامة.
ومع أن دائرة الإسكان أنشئت عام 2010، وبرنامج الإسكان بدأ عام 2012.. فإن خطة إسكان المواطنين كانت تسير بحسب خطة أولية قبل ذلك؛ ولن نستغرب إذا قلنا إنه منذ عام 2000 وحتى عام 2009، بلغ عدد المستفيدين من مشروع الإسكان 6004.. روعيت فيه كل الفئات المجتمعية كالأرامل والمطلقات، فضلاً عن الأسر غير القادرة على توفير البيت الملائم.
وها نحن اليوم نرى - كما أعلن صاحب السموّ الحاكم - حكومة الشارقة تخصص مبلغ 8 مليارات درهم لتوسيع دائرة المستفيدين من إسكان الشارقة، ليبلغ عددهم 10 آلاف. تقدم لهم منحاً أو قروضاً، بحسب حاجة المستفيد، مع إعطاء المتزوجات من غير المواطنين حقهنّ في هذا المخصص المالي، بناء على ما توصي به المجالس البلدية.
ومنحة المسكن الحكومي حق لكل مواطن، على أن تراعى الأولويات في الاستحقاق. وهنا ندعو المواطنين الذين تقدموا بطلباتهم، أن يتحلوا بالصبر الجميل، حتى يأتي وقتهم لتسلّم ما هو حقهم، ما دامت هناك متابعة حثيثة من صاحب السموّ الحاكم، ورغبة حقيقية في أن نجعل الشارقة بيتاً وسكناً لكل فرد وكل أسرة.
 إن هذا المنهج يسير في إطار اهتمام دولة الإمارات بالإنسان، وبرفع أثقال المعيشة عنه، وهو ما يتطلع إليه المواطن دائماً، آملاً من حكومته بأن تسعده بتوفير ما يحقق استقراره وأمانه، ويحمل عنه ما يثقل كاهله، من ديون وغلاء معيشة وارتفاع أسعار الطاقات الحيوية التي لا عيش للإنسان المعاصر من دونها. إن ذلك كله يدخل ضمن الحاجة إلى السكن الذي قلنا إنه يتجاوز الأسمنت وما يكمل بهاء البيت وأناقته.
إننا لا نقلل من شأن البيت أرضاً وبناءً، فهو حاجة ضرورية بدأت مع خلق الإنسان، كالطعام والشراب، وهو ستر واطمئنان وأمان كما ذكرنا، وهو المحطة الرئيسية للإنسان ولنفسه المتعبة من السعي طوال النهار، وراء الإبقاء على حياته وحياة من يعولهم أو يعيش معهم، حمايةً لكرامتهم وسلامتهم، وكل له دور في ذلك، ومكان ينشغل فيه بين عمل ودراسة، حتى يلتقوا في سكنهم، ليبدأ انشغالهم فيما يقوّي أركان السكن، ويحقق سكينة النفس.. إنه إضافة جمالية لحياتنا المعاصرة، يستحق الاعتناء به وبتوزيعات مناسبة لمرافقه، وبسعته التي توفر فرصة لتحسين فضاءاته واختيارات أفضل لديكوراته التي تتناسب مع دخل الأسرة.
ولكن أناقته الأجمل، وساحاته الأكثر رونقاً حين يكون سكناً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"