أبوظبي: عماد الدين خليل
حديقة أم الإمارات واحة ترفيهية خضراء في قلب العاصمة أبوظبي تبهج الزائرين بالمناظر الخلابة والمساحات الخضراء الواسعة التي تسهم في توفير أجواء طبيعية لتقليل من درجات الحرارة المرتفعة خلال أشهر الصيف، وتستقطب مختلف الجنسيات والفئات العمرية نظراً لتعدد الأنشطة والفعاليات الترفيهية للأطفال والأنشطة والمقاهي والمطاعم ذات الأجواء الرائعة للشباب والهواء النقي لكبار السن الذي يعزز أسلوب الحياة الصحي.
تعد واحدة من أقدم وأكبر الحدائق في العاصمة أبوظبي، للاستمتاع بالعطلات والإجازات وقضاء أوقات ممتعة بصحبة الأهل والأصدقاء؛ حيث تستقبل أكثر من 700 ألف زائر سنوياً، لتتربع في قلب العاصمة لتكون الوجهة الخضراء الأكبر في المدينة والتي تقع على إجمالي مساحة تبلغ 179 ألف متر مربع وتجمع أفراد المجتمع في أجواء عائلية مميزة، مقدمة لهم باقة من الفعاليات والأحداث المفعمة بالحيوية وفرص للاستكشاف والتعلم من خلال أنشطة ترفيهية ومأكولات متنوعة ترضي جميع الأذواق خلال استمتاعهم بالهواء الطلق والتواصل مع الطبيعة من حولهم.
وتشكل حديقة أم الإمارات من خلال موقعها في قلب المدينة ومرافقها المتعددة، واستضافتها لأكثر من 50 حدثاً سنوياً، وجهة ترفيهية للقاء الزوار والاستمتاع بأبرز الفعاليات والأحداث التي تشهدها العاصمة وأنشطة الصحة واللياقة التي تقام في الهواء الطلق، فضلاً عن التواصل مع الطبيعة بعيداً عن صخب المدينة، وتحتفي الحديقة بإرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي عُرف عنه اهتمامه البالغ بالبيئة والطبيعة.
عرفاناً وتقديراً لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك
كانت تُعرف في السابق بحديقة المشرف، وافتتحت أبوابها لأول مرة في عام 1982 وكانت مخصصة للنساء والأطفال فقط، وفي عام 2013، أغلقت الحديقة أبوابها مؤقتاً لمدة 24 شهراً بهدف الشروع في عملية تحديث وتطوير شاملة تكللت خلاله الحديقة بتصميم جديد، وفي عام 2016، سميت الحديقة بحديقة أم الإمارات عرفاناً وتقديراً لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
ومنذ إنشائها عملت حديقة أم الإمارات جنباً إلى جنب مع شركاء محليين وعالميين لتسخير مرافقها متعددة الاستخدام لاستضافة وتنظيم العديد من الفعاليات والأحداث التي استقطبت مئات الآلاف من الضيوف، ويحظى الزوار في حديقة أم الإمارات بفرصة لتعزيز مداركهم ومعارفهم من خلال العديد من الأنشطة الترفيهية التي تقدمها على مدار العام والمرافق المميزة التي تلبي تطلعات مختلف الأعمار.
وجهة مجتمعية
تعد حديقة أم الإمارات وجهة مجتمعية رائدة تستقبل سكان الإمارة من المواطنين والمقيمين والزوار من مختلف الأعمار وتوفر لهم باقة من أحدث المرافق التي تقدم تجارب تعليمية وترفيهية مميزة، كما تستثمر في المساحات الخضراء والحفاظ على البيئة والتراث الطبيعي لدولة الإمارات.
تتوسط حديقة أم الإمارات العاصمة أبوظبي على شارع محمد بن خليفة بين شارع المطار وشارع الكرامة، وتمتد على مساحة تبلغ 14.5 هكتار بطول يصل إلى أكثر من 690 متراً وعرض 205 أمتار، وخلال عملية التطوير التي شهدتها، قامت الحديقة ببرنامج مشاركة مجتمعية واسع النطاق انضم إليه أكثر من 25 مجموعة مجتمعية مهمة وهيئة حكومية إضافة إلى أكثر من 70 مدرسة.
وتوفر الحديقة للزائرين مجموعة واسعة من المقاهي والمطاعم المميزة من خلال 9 مطاعم ومقاهٍ تقدم المأكولات والمشروبات في صالاتها أو خارجها في أجواء عائلية ممتعة.
وتحتضن الحديقة مجموعة غنية من التنوع البيولوجي النباتي والحيواني بما في ذلك النخيل والأشجار المعمرة وغيرها من النباتات الأصلية والهجينة؛ حيث تضم أكثر من 250 نوعاً من الأشجار والنباتات، كما توفر باقات مخصصة لطلبة المدارس في المراحل الأساسية والمتوسطة والعليا تمكنهم من استكشاف الحياة الطبيعية في الحديقة بما في ذلك النباتات والحيوانات والنظم البيئية؛ حيث يزور الحديقة أكثر من 20 ألف طالب وطالبة من 250 مدرسة يزورون الحديقة سنوياً.
موسوعة غينيس
سجلت حديقة أم الإمارات 3 أرقام قياسية في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، شملت أولاً توقيع 1467 شخصاً على لوحة كبيرة صممتها وزارة التسامح بالتعاون مع مجموعة طيران الاتحاد في حديقة أم الإمارات، وثانياً تقديم 2586 نوعاً من الحلويات ضمن فعاليات «عالم أبوظبي للمأكولات» كجزء من موسم فنون الطهي الذي أطلقته دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي ليحقق رقماً قياسياً جديداً ضمن موسوعة غينيس لأكبر مجموعة متنوعة من الحلويات في العالم، وثالثاً تجمع 1817 شخصاً ليكونوا أطول سلسلة بشرية على مستوى العالم، وذلك ضمن مبادرة أطلقها مجلس شباب شرطة أبوظبي.
الوجهات والمرافق
ويستطيع الزوار الاستمتاع بباقة من الوجهات والمرافق العائلية الممتعة في الحديقة.
وتقع «حديقة المساء» في ركن هادئ في طرف حديقة أم الإمارات؛ حيث يمكن للزوار الاسترخاء على العشب الأخضر في هذا الملاذ الذي يحوز إعجاب الكثير من الزوار، و«حديقة الأطفال» منطقة مزودة بمناطق ألعاب حديثة وتفاعلية.
ويستضيف «المسرح المفتوح» الذي يعد مساحة خارجية كبيرة، الفعاليات والعروض الفنية الكبرى؛ حيث يتسع لأكثر من 2000 شخص.
كما يمكن للزوار من خلال «منطقة العشب الكبرى» التي تمتد على مساحة تبلغ 18 ألف متر مربع، استخدامها لأغراض ونشاطات مختلفة.
«بيت الظل» يعتبر أحد أبرز معالم حديقة أم الإمارات؛ حيث يضم أكثر من 40 من فصائل النباتات.
وتدعو منطقة «بستان الحكمة» التي تخلد إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، المنطقة الهادئة الزوار إلى التأمل والتفكير في أقوال الشيخ زايد المأثورة، كما تضم «حديقة النباتات» أكثر من 200 من فصائل النباتات الإقليمية.
ولعشاق الحيوانات توفر الحديقة ركناً خاصاً ب «حظيرة الحيوانات»، وتضم أكثر من 26 حيواناً.
ولمحبي الرياضية صممت الحديقة مضمار الجري الأخضر يمتد بطول يبلغ 1.2 كيلومتر، كما تضم الحديقة «بيك فيتنس» أحد أشهر المراكز الرياضية في الإمارات.
جوائز دولية
حصلت حديقة أم الإمارات على العديد من الجوائز الدولية لما تضمه من مرافق عصرية بمواصفات عالمية؛ حيث فازت بجائزة العلم الأخضر وهي المعيار الدولي والقياسي الأبرز للحدائق والمساحات الخضراء وتم الاحتفاء بحديقة أم الإمارات باعتبارها واحدة من أفضل الحدائق التي استوفت جميع معايير الجائزة في دولة الإمارات بما في ذلك الاستدامة والنظافة وصيانة المرافق والمحافظة على الطبيعة والتراث والتفاعل الاجتماعي والتسويق والإدارة، كما حصلت على جائزة الاستحقاق للتصميم من الجمعية الأمريكية لمهندسي المناظر الطبيعية (ASLA) لعام 2015.
