عادي

إخماد الحريق في بنغلاديش والسلطات تحمّل المسؤولية للمستثمر

01:35 صباحا
قراءة 3 دقائق
بنغلادش

اتهمت السلطات في بنغلاديش الاثنين مستثمر مخزن حاويات بإغفال إبلاغ رجال الإطفاء بوجود مواد كيماوية عندما قدموا إلى الموقع مساء السبت لإخماد حريق تسبب في انفجار هائل أودى بحياة ما لا يقل عن 49 شخصًا، من ضمنهم تسعة من عناصر الإطفاء.
نشب الحريق السبت حوالى الساعة 21,30 (15,30 ت غ) في مخزن خاص في سيتاكوندا يضم نحو 4 آلاف حاوية يقع على بعد نحو 40 كلم من ميناء شيتاغونغ الرئيسي جنوب شرقي البلاد. وتم إرسال المئات من رجال الإطفاء على الفور إلى الموقع لإخماد الحريق الذي طال عدة حاويات مملوءة بالمواد الكيماوية، مما تسبب في انفجار هائل بعد ساعة، وفق ما ذكر جهاز الإطفاء. وقُتل ما لا يقل عن 49 شخصًا وأصيب أكثر من 300 آخرين. ونُقل عشرة جرحى في حالة حرجة بالطائرة لتلقي العلاج في العاصمة دكا.
 الحمض النووي 
وقال كبير الأطباء في المنطقة إلياس تشودري إنه تم استدعاء أطباء من عطلهم في عدة مستشفيات للمساعدة في علاج مئات الجرحى. وتجمع أقارب المفقودين والقتلى في المستشفى بانتظار إعطاء عينات من حمضهم النووي للتعرف على الضحايا. وقضى في الحريق تسعة من عناصر الإطفاء فيما ما زال اثنان في عداد المفقودين، بحسب السلطات. قال بورناشاندرا موتسودي، نائب مدير مركز إطفاء شيتاغونغ الذي كان يقود عمليات مكافحة الحرائق السبت، «لم يسبق في تاريخ جهاز الإطفاء أن لقي هذا العدد الكبير من رجال الإطفاء حتفهم... لا يوجد حدث أكثر إيلاماً من فقدان الإخوة». وأشار إلى أن الموقع الذي تبلغ مساحته 10,5 هكتار «لا توجد فيه أي خطة سلامة لمواجهة الحرائق». وأضاف موتسودي أن «خطة السلامة توضح كيف سيواجه المخزن حريقًا (محتملًا) ويسيطر عليه. ولكن لم يكن هناك شيء من هذا القبيل» معربًا عن أسفه لأن مسؤولي المستودع «لم يبلغوا بوجود المواد الكيماوية»، وخاصة مادة بيروكسيد الهيدروجين، مؤكداً أنهم «لو فعلوا ذلك، لكان عدد الضحايا أقل بكثير».
 تفاعل كيماوي 
وأوضح «هناك قواعد لتخزين بيروكسيد الهيدروجين» مضيفاً «لو أخذنا علماً بذلك لما استخدمنا الماء بتاتاً ولما دخلنا بمركباتنا إلى المخزن».
ولعدم تبلغهم بوجود بيروكسيد الهيدروجين في الموقع، كافح رجال الإطفاء الحريق بالماء الذي تسبب بلا شك في تفاعل كيماوي قاتل و«طارت حاوية إلى ارتفاع 150 مترًا»، بحسب موتسودي. وقال محمد علي (60 عاماً) الذي كان في متجر بقالة قريب «أدى الانفجار إلى تطاير كرات نار انهمرت كالمطر. كنا خائفين جداً وغادرنا منزلنا على الفور». وعرقل البحث عن مفقودين، أمس الاثنين، الحريق قبل إخماده بالكامل. وتصاعدت أعمدة الدخان من عشرات الحاويات. وقال أحد مفتشي جهاز الإطفاء، هارونور رشيد، إن «ما بين 30 إلى 40 حاوية ما زالت تحترق».
وأضاف أن «الحريق تحت السيطرة لكن المواد الكيماوية تشكل المعضلة الرئيسية». وشركة «مخزن بي.ام للحاويات» هو مشروع مشترك تم تأسيسه في عام 2012 من قبل رجال أعمال من بنغلاديش وهولندا ويعمل به حوالي 600 شخص. وأظهر الموقع الإلكتروني للشركة أن رئيسها هو بيرت برونك، وهو هولندي. وينشط عدد قليل من رجال الأعمال الأوروبيين في البلاد. وتشير وسائل إعلام محلية إلى أن من بين مديري الشركة مسؤولاً رفيعاً في الحزب الحاكم في شيتاغونغ وهو أيضًا رئيس تحرير صحيفة بنغالية محلية.
وقال عبد الكلام آزاد قائد الشرطة المحلية «تحقيقنا جارٍ. سنتحقق من كل الأمور».
 صناعة النسيج 
ويتم تصدير نحو 90 في المئة من البضائع التجارية المنتجة في بنغلاديش والتي تقدر قيمتها بنحو مئة مليار دولار، بما فيها ملابس لشركات البيع بالتجزئة على غرار «اتش اند ام» و«والمارات» وغيرها عبر ميناء شيتاغونغ الواقع عند الطرف الشمالي لخليج البنغال. وقال رئيس المنطقة مومينور رحمن إن المخزن يحتوي أيضًا ملابس تقدر قيمتها بملايين الدولارات كانت مخصصة للتصدير إلى الدول الغربية. وقال راكيبول علم تشودري من نقابة مصنعي ومصدري الملابس في بنغلاديش: إن الحريق أتى على ما قيمته 110 ملايين دولار من الملابس.... إنها خسارة فادحة.
قضى أكثر من 70 شخصاً في شباط/فبراير 2019 إثر حريق اندلع في شقق في دكا خُزّنت فيها منتجات كيماوية بطريقة مخالفة للقانون.
(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"