أسلوب حياة

00:36 صباحا
قراءة 3 دقائق

في العصر العالمي لمجتمع الإنترنت، تبدو خيارات القرّاء واسعة ومتشعبة، وتتيح فرصاً أكبر أمامهم للعثور على ما يودون قراءته من الكتب.. فقد أضافت التكنولوجيا الحديثة وسائل أخرى غير تقليدية أمام المهتمين من القرّاء والباحثين والمتخصصين، تبعاً لاهتمامات كل فئة، وطبيعة ما تبحث عنه من كتب وموسوعات ثقافية وفكرية وفنية وترفيهية.

غير أن هذه المساحة التي تبدو شاسعة، وفيها الكثير من الفرص والخيارات، قد خلقت إرباكاً من نوع ما، لجهة اختيار الكتاب الجيد من غيره، إلى الدرجة التي باتت فيها إمكانات اختيار الأفضل من هذه الكتب احتمالاً مزعجاً في أسوأ الأحوال.

أسوأ ما في الأمر، هو أن يكون القارئ نفسه، غير قادر على تحديد اتجاهاته وميوله، وليس بمقدوره أن يختار ما يريده من الكتب، وهنا تصبح مشورة المختصين مهمة، إلى جانب تلك الفئة التي حددت خياراتها سلفاً، وهي في الأغلب فئة الكتّاب والباحثين والأكاديميين.

قد تكون فئة الكتّاب والباحثين، هي الفئة الأقدر المرشحة لانتقاء أفضل الكتب، فهؤلاء أصحاب خبرة، ويعتمدون وضع استراتيجية شخصية تحدد خياراتهم لفترة زمنية محددة، كأن يكون لدى الكاتب قائمة بأسماء أفضل المؤلفين، فيسعى بدوره لمتابعة ما يصدرونه بوسائل شتى، في الإعلام، وفي المكتبات، وفي متاجر الكتب، وربما من خلال المعارض، وغيرها من الوسائل التقليدية والحديثة.

المكتبة، قد تكون أفضل الخيارات أمام هؤلاء، وهي الوسيلة التقليدية المعروفة عند معظمهم، وهم في الأغلب يحذرون من متابعة الخيارات «الإلكترونية» بالمجمل، فهي بنظرهم تتقن فن الدعاية على حساب المحتوى، والكثير منها، تهتم بالعناوين والموضوعات الصادمة والغريبة، وفي هذا، قدر من المهارة الخادعة والمضللة، التي تتعامل مع الكتب بوصفها سلعة تجارية ليس إلا، بالنسبة لهؤلاء فإن استعراض ما هو متوفر من رفوف المكتبات، وقراءة الأغلفة الخلفية للكتب، والشعور بالألفة النفسية والجسدية مع هذه الكتب، هو من الخيارات المفضلة على الإطلاق، وأكثر جدوى وأصالة من شراء الكتب عبر الإنترنت.

من جهة أخرى، يعتقد بعض الخبراء أن اختيار الكتب، هو «أسلوب حياة»، هؤلاء، يقدمون نصائح عملية لفئة الشباب والقرّاء بالعموم، قد يكون أفضلها هو التوجه لمؤلفات الفائزين بجائزة نوبل، وقراءة الروايات الكلاسيكية، والتوجه كذلك لأمناء المكتبات لطلب المشورة حول أفضل الإصدارات.. ومن هؤلاء على سبيل المثال، الكاتب ومدير المحتوى البريطاني «أليكس موريس» الذي يرى أن هناك نحو 17 طريقة للعثور على الكتاب الجيد منها على سبيل المثال: سؤال من لديه خبرة عن أفضل الكتّاب والمؤلفين، واللجوء إلى موقع «جودريدز» وهو موقع متاح لعشاق الأدب حول العالم، ويقدم مراجعات مهمة ونتائج معقولة حول مضمون ومحتوى الكتاب، والتوجه كذلك لقوائم أفضل 100 كتاب من جميع أنحاء العالم.

تطول القائمة أمام موريس الذي ينصح كذلك بالتوجه مواقع الإنترنت التي ستلبي بالضرورة خيارات متعددة من العناوين في موضوعات متنوعة ومختلفة.

غير أن موريس ينصح القرّاء بتجنب التوجه إلى قوائم الكتب الأفضل مبيعاً، وإذا أراد القارئ اعتمادها، فينصحه بالتحقق من بعض المراجعات الموثوقة من النقاد.

«كلاسيكيات بنغوين» وهي دار نشر بريطانية معروفة، تمثل واحدة من الخيارات المفضلة، لكثير من الخبراء والناصحين من حول العالم، وفيها قوائم شتى من الروايات الرائعة والعناوين الجيدة.

ويظل خيار التوجه إلى المكتبات، وقراءة ملخصات الكتب القديمة والجديدة خياراً محبباً، ويناسب العديد من القرّاء، خاصة وأن أمناء هذه المكتبات أصحاب خبرة، ويقدمون توصيات مهمة، فهم على دراية بالكتب الجيدة، التي صدرت مؤخراً، وإرشاداتهم، قد تكون جديرة بالاهتمام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب وشاعر وصحفي أردني، عمل في الصحافة الأردنية / في القسم الثقافي بجريدة الدستور ، ويعمل اليوم محررا في جريدة الخليج الإماراتية / القسم الثقافي، صدرت له عدة كتب في الشعر بينها: "ظلال" ، وردة الهذيان / ، وكبرياء الصفة / ، كما صدر له كتاب في الإمارات بعنوان "محطات حوارية مع وجوه ثقافية إماراتية" .
له كتاب مترجم غير منشور/ قصائد عن الإنجليزية، نشرت بعض هذه القصائد في "ثقافة الدستور" وفي مواقع إلكترونية محكمة مثل موقع "جهة الشعر.
شارك في أماسي وملتقيات شعرية عربية كثيرة، وقد قدمت حول نتاجاته الأدبية الكثير من القراءات النقدية.
عضو رابطة الكتاب الأردنيين ، وعضو نقابة الصحفيين الأردنيين.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"