عادي

ميركل ترفض الاعتذار عن سياستها حيال روسيا

14:50 مساء
قراءة 3 دقائق

(ا ف ب)
دافعت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل عن سياستها حيال روسيا، مؤكدة أنه لا يتوجب عليها «الاعتذار» عن اعتمادها على الدبلوماسية والتجارة في محاولة لتجنب الحرب في أوكرانيا.
وبدت المستشارة السابقة التي تبلغ من العمر 67 عاماً وانسحبت من الحياة السياسية، مرتاحة الثلاثاء في أطول مقابلة عامة لها بحضور جمهور في مسرح في برلين منذ مغادرتها رئاسة الحكومة قبل ستة أشهر. ودانت مجدداً بشدة العملية العسكرية الروسية التي قالت إنها «لا مبرر لها». وأضافت «أنها خروج وحشي عن القانون الدولي لا عذر له إطلاقاً». لكنها رفضت الانتقادات القائلة إن سياساتها لها علاقة بذلك. وقالت ميركل إنها كانت على علم منذ سنوات عدة بـ«التهديد» الذي يشكله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأمن الأوروبي. وأضافت المستشارة السابقة التي تولت الحكم في أكبر اقتصاد أوروبي مدة 16 عاماً، أنه كان من مصلحة ألمانيا «إيجاد تسوية مؤقتة مع روسيا حتى لا نجد أنفسنا في حالة حرب» بل «نكون قادرين على التعايش بالرغم من كل خلافاتنا».


 جارة لأوروبا 


 منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اتُهمت المستشارة السابقة التي تنتمي لليمين الوسط بزيادة اعتماد أوروبا على قطاع الطاقة الروسي، بما في ذلك من خلال الترويج لبناء خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» على الرغم من تحفظات شركائها الأوروبيين والأمريكيين. ومنذ العملية الروسية في أوكرانيا، توقف خط الأنابيب الذي كان يفترض أن يضاعف قدرة ألمانيا على التزود من الغاز الروسي، حتى قبل أن يبدأ تشغيله. واتبعت ألمانيا لفترة طويلة سياسة تواصل مع روسيا بناء على فكرة أن التجارة ستؤدي إلى إحلال الديموقراطية تدريجاً في هذا البلد. وكان رئيس الدولة فرانك فالتر شتاينماير الذي كان وزير خارجية في حكومة ميركل أقر في مطلع إبريل أنه ارتكب «خطأ» بدعم إنشاء خط أنابيب الغاز هذا. لكن ميركل لا ترى الأمر بهذا الشكل. وقالت المستشارة السابقة «لم أتصور أن بوتين سيتغير بفضل العلاقات التجارية»، معتبرة أن الرئيس الروسي ألغى فكرة الديموقراطية. وأضافت في المقابلة التي أجراها معها صحفي من مجلة «دير شبيغل» الأسبوعية أنه كان من الواضح في نظرها أن روسيا «ستبقى دائماً جارة لأوروبا لا يمكن تجاهلها». وتابعت مبررة موقفها أنه إذا لم يكن من الممكن تحقيق تقارب سياسي «فمن الملائم أن تكون هناك علاقات تجارية على الأقل». وقالت ميركل بإصرار «لن أعتذر» عن الخط السياسي الذي اتبعته في السنوات الأخيرة.

 ضرورة الدبلوماسية


ودافعت ميركل أيضاً عن الجهود الدبلوماسية التي بذلت في إطار ما يسمى بـ«صيغة النورماندي» مع فرنسا بعد ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا في 2014 والنزاع في شرق أوكرانيا. وقالت إن هذه العملية لم تجلب السلام المأمول بل «بعض الهدوء» الذي سمح لأوكرانيا بالاستفادة من سبع سنوات إضافية لتتطور كدولة وتعزز جيشها، مشيدة «بشجاعة وحماس» الأوكرانيين في الدفاع عن بلدهم. لكن ميركل التي بقيت مستشارة لأربع ولايات والتقت فلاديمير بوتين مرات عدة اعترفت في الوقت نفسه «لم ننجح في استحداث بنية أمنية تسمح بتجنب» الحرب «المأساوية» التي تدور حالياً.

 القراءة وشكسبير 


وللمرة الأولى، تحدثت المستشارة التي ما زالت تتمتع بشعبية كبيرة في ألمانيا، عن حياتها منذ تقاعدها، ما أثار ضحك الجمهور مرات عدة.
وقالت خصوصاً إنها أمضت خمسة أسابيع على شواطئ بحر البلطيق حيث استعادت متعة القراءة ووجدت الوقت الكافي لذلك، واكتشفت أيضاً الكتب المسجلة صوتياً التي تتطلب «تركيزاً أقل». وقالت إنها انتهزت الفرصة للاستماع إلى «ماكبث» لوليام شكسبير. وخلال خوضها غمار السياسية مدة ثلاثين عاماً، عقدت المستشارة السابقة «اللقاء تلو اللقاء». لكنها تؤكد اليوم أنها تقدر استعادتها حريتها. وقالت «شخصياً أشعر بأنني بحالة جيدة»، قبل أن تضيف «لكنني كنت أتصور تقاعدي بعد ولايتي بشكل آخر»، في إشارة إلى الأحداث في أوكرانيا.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"