الأمانة كبيرة

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين

التعليم ثم التعليم ثم التعليم.. لم يعد التعليم رفاهية تحظى بها مجموعة من الناس دون غيرها، أو مجرد طريق، على الإنسان حرية اختيار سلوكه أم الابتعاد عنه، إنما هو الخيار الوحيد الذي يجب أن يتمسك به إنسان اليوم والغد، وبات من واجب الدول فرض إلزامية التعليم وتأمينه لكل أفراد المجتمع لأنه حق من حقوق الإنسان ولأنه الدرع التي يتحصن خلفها المجتمع، والتعليم يعتبر خطاً من خطوط الدفاع عن الوطن والشريك الأساسي في تحقيق نهضته وتقدمه. 
أن يشدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على ضرورة الاهتمام ب «جودة التعليم ونوعية مخرجاته» فهو إصرار من قبل القيادة في الإمارات على وضع التعليم في مكانة متقدمة لأسباب عدة، منها وعي القيادة التام بأهمية التسلح بالعلم وتدريب عقول الأجيال الجديدة والشابة على التفكير السليم وكيفية استخدام العلم في سبيل خدمة الوطن والاستعداد لبناء المستقبل، وكلام رئيس الدولة عن «إيماننا بأنه (أي التعليم) الطريق إلى المستقبل وهو الرافد الأساسي للتنمية الذي يمدها بالكفاءات الوطنية المؤهلة لخدمة الوطن» زيادة في التأكيد على أهمية هذا السلاح الذي علينا أن نجيد استخدامه من أجل مصلحة الوطن.
منذ تأسيسها والإمارات - بفضل حكمة قادتها-، تسعى إلى دعم قطاع التعليم وفتحت الأبواب أمام الفتاة لتنهل من العلم ما تشاء، وسخرت الإمكانيات من أجل تيسير أمور أبنائها لمن يشاء استكمال تعليمه في الخارج (من الذكور والإناث لا فرق)، وهو ما أثمر فعلياً وصار للدولة كوادر من المتخصصين في مجالات مختلفة، وتألقت المرأة الإماراتية وتحدثت باسم بلدها في الداخل والخارج وتولت مهام رسمية نجحت فيها كلها؛ واليوم تزيد الإمارات من إصرارها على دعم قطاع التعليم فتوصي بوعي وإرادة من رئيس الدولة وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، المسؤولين اليوم عن قطاع التعليم بضرورة الوجود في الميدان، و«تطبيق أفضل النماذج التعليمية العالمية، والعمل على ترسيخ هويتنا وثقافتنا الوطنية، مستقبل بلادنا بدايتُه من مدارسنا، والأمانة كبيرة» كما يقول الشيخ محمد بن راشد. 
نعم، كل البداية من المدارس وما نزرعه في عقول أبنائنا وما نحصنهم به من وعي وتعليم وثقافة وفكر، فإما أن نحسن توجيههم ورعايتهم فيكبرون بصحة فكرية سليمة ويكبر معهم وبهم الوطن، وإما أن نتركهم لرياح التضليل فتتلاعب بعقولهم وهو ما لا يرضى به أحد ولن تسمح به الدولة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"