عادي
انقلب على النمط التقليدي للتجريدية

«كانيون» لروشينبرغ.. ثقافة «البوب» في لوحة

18:10 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: عثمان حسن
روبرت روشينبرغ (1925- 2008) فنان جرافيك أمريكي، أحدث تحولاً في التعبيرية التجريدية نحو «فن البوب» أو الفن الشعبي.
عمل في النحت والطباعة والتصوير الفوتوغرافي، وكانت نقطة انتقاله الحقيقية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي تحديداً ما بين (1954 – 1964) حين ابتكر ما أطلق عليه «دمج المواد»، ومن لوحاته الشهيرة في هذا الإطار «كانيون» التي رسمها في عام 1959، وابتكرها باستخدام ألوان الزيت، وقلم الرصاص، والمعدن، والقماش، والكرتون، والطلاء، ومواد أخرى، وكان أبرز ما فيها هو النسر المحنط، واللوحة محفوظة في متحف الفن الحديث، نيويورك.
درس روشينبرغ في معهد كانساس سيتي للفنون وفي أكاديمية جوليان في باريس، في عام 1964 كان أول فنان أمريكي يفوز بالجائزة الكبرى في بينالي البندقية، وفي عام 1995 حصل على الميدالية الوطنية للفنون عام 1993.
تعتبر «كانيون» من أشهر أعمال روشينبرغ، وقد صاغ مصطلح «كومباين» والتي تعني «دمج المواد» منذ عام 1954 لوصف أعماله الفنية التي تتضمن عناصر من النحت والرسم.
* قصة
في عام 1959، تلقى روشينبرغ مكالمة هاتفية من صديقته الفنانة ساري دينيس، التي عرضت عليه نسراً محنطاً وجدته في كومة من المتعلقات المهملة في قاعة كارنيجي. فقام روشينبرغ بلصقه - أي النسر- على قماشة من بين مواد أخرى (كمّ لقميص رجل، عبوة معدنية، وسادة) مع مجموعة من الصور والمواد المطبوعة وغمرها بالطلاء.
قدم الناقد الفني د. توماس فولاند، قراءة في لوحة «كانيون» متسائلاً: هل هي لوحة أم منحوتة؟ فالنصف العلوي من اللوحة عبارة عن كتلة من المواد التي تشمل كمّ القميص والورق المطبوع وخط من الطلاء المسحوق والصور الفوتوغرافية التي تبدو جميعها ثابتة في مكانها، بينما يمثل الجزء السفلي نسراً ممدود الجناحين على وشك الإقلاع من صندوق مفتوح.
تحدى روشينبرغ الطرق التقليدية في فنون ما بعد الحداثة ولا سيما «مدرسة نيويورك»، وهي مجموعة من المهاجرين الأوروبيين والفنانين الأمريكيين المتشابهين في التفكير (بما في ذلك جاكسون بولوك وويليم دي كونينج وأتباعهم)، والذين تمت الإشادة بهم على أسلوبهم التجريدي، حيث قام روشنبيرغ بانتهاك قواعدهم مفككاً أصولها الفنية من خلال نهج فني هجين عرف به.
*سيرة
عاش روشينبرغ وعمل في مدينة نيويورك وجزيرة كابتيفا، فلوريدا، حتى وفاته في 12 مايو 2008، كان النقاد يطلقون على أسلوبه أحياناً «الدادية الجديدة»، وهي تسمية شاركها مع الرسام جاسبر جونز، قال روشينبرغ: «إن الرسم له علاقة بالفن والحياة، وأنا أردت أن أبحث في الفجوة بين الاثنين».. وكما أسلافه الدادائيين، شكك روشينبرغ في التمييز بين الأشياء الفنية والأشياء اليومية.
من خريف عام 1952 إلى ربيع عام 1953، سافر إلى إيطاليا وشمال إفريقيا مع زميله الفنان وشريكه سي تاومبلي، وهناك، ابتكر كولاجات ومنحوتات صغيرة، من المواد الموجودة، عرضها في صالات فنية بروما وفلورنسا.
بحلول عام 1962، بدأت لوحات روشينبرغ تدمج ليس فقط الأشياء، بل والصور التي تم العثور عليها بعد زيارته استوديو (آندي وارهول)، في ذلك العام، بدأ باستخدام شاشات حريرية لنقل الصور إلى قماش. دفعت اللوحات بالشاشة الحريرية التي رسمت بين عامي 1962 و 1964 النقاد إلى تصنيف عمل روشينبرغ على أساس أنه ينتمي إلى فن البوب.
* نكنولوجيا
جرب روشينبرغ التكنولوجيا في أعماله الفنية في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، حيث استخدم أحياناً أجهزة الراديو والساعات والمراوح الكهربائية كمواد نحتية، وقد اكتشف لاحقاً اهتمامه بالتكنولوجيا أثناء عمله مع بيلي كلوفر حيث أدركا معاً بعضاً من أكثر التجارب القائمة على التكنولوجيا طموحاً مثل السبر (1968)، وهو تركيب ضوئي يستجيب للصوت المحيط.
في عام 1966، أطلق كلوفر وروشينبرغ رسمياً «تجارب في الفن والتكنولوجيا» وهي منظمة غير ربحية تأسست لتعزيز التعاون بين الفنانين والمهندسين.
عمل روبرت روشينبرغ في مجموعة واسعة من الوسائط بما في ذلك الرسم والنحت والمطبوعات والتصوير الفوتوغرافي والأداء على مدى ستة عقود. ظهر على الساحة الفنية الأمريكية في الوقت الذي كانت فيه حركة التعبيرية التجريدية هي المهيمنة، ومن خلال ممارسته الفنية تحدى الرسم التجريدي الإيمائي ونموذج الفنان البطولي المعبر عن الذات الذي دافعت عنه تلك الحركة.

1
روبرت راوشنبيرغ
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"