نوعية من المدارس

00:51 صباحا
قراءة دقيقتين

ونحن على أعتاب نهاية العام الدراسي الجاري 2021-2022، نجد الميدان التربوي، يتأهب لخوض الامتحانات النهائية التي تبدأ الاثنين المقبل، والاستعداد للمرور إلى الإجازة الصيفية التي تعد استراحة لالتقاط الأنفاس، للعودة مجدداً إلى حقبة تطويرية جديدة في مسيرة التعليم.
ولكن في ظل رحلة التأهب للامتحانات النهائية والإجازة والعودة، هناك ممارسات غير مقبولة، من بعض إدارات المدارس الخاصة، التي تعكر صفو الميدان؛ إذ فرضت على كوادرها مواصلة الدوام لبعد السادسة مساءً، ولا نعلم لماذا؟، وأجبرت معلمين وإداريين على الدوام خلال الإجازة الأسبوعية من دون أجر مادي، وأبدعت في توزيع الإجازة الصيفية بمزاجية عالية، وبدأت جولة جديدة لمساومة المعلمين على البقاء أو تقليص رواتب الصيف.
والمتعارف عليه وفق القوانين ومفاهيم العدل، أن الموظف يستحق أجراً في حال فرضت عليه مصلحة العمل التواجد خلال إجازته، فإسناد صلاحيات القرار للمدارس في مثل هذه الأمور، لا يعني أبداً حرمان الكوادر من إجازاتهم، أو تشغيلهم من دون أجر.
مع الأسف نوعية هذه المدارس وتجاوزاتها تتكرر معنا سنوياً في هذا التوقيت، فأصبح الأمر بحاجة إلى وقفة جادة من الرقابة، لوقف الممارسات التي قد تؤثر سلباً على الكفاءات، وتدفع بالكوادر التدريسية والإدارية، إلى هجرة مجتمع التعليم الخاص، والبحث عن فرص بديلة تضمن لهم حقوقهم، وتحقق العدالة الإنسانية في التعامل، والاستقرار الوظيفي والأسري من دون أية مساومات.
فرق الرقابة مطالبة، بالاستماع أكثر إلى الكوادر في الميدان، للوقوف على واقع التحديات التي لم يجدوها بين الأوراق والملفات التي تقدم لهم خلال التقييم، فالسبب الوحيد وراء قبول بعض المعلمين والإداريين والفنيين، لهذه التجاوزات هو «لقمة العيش»، ولا يجوز أن تودع تلك المدارس العام الدراسي سنوياً، إما بإنهاء خدمات كوادرها، أو الضغط عليهم بتمديد ساعات العمل، أو إجبارهم على الدوام في إجازاتهم، أو بمساومات أخرى غير مبررة.
عجلة تطوير التعليم مستمرة ولم تتوقف، ومدارس الأجيال التي تم الإعلان عنها منذ أيام شعاع نور جديد وخطوة في سلسلة طويلة للتطوير التعليمي، فهل سيكون للمدارس التي تتبع هذه السلوكيات نصيب في تلك المسيرة؟
الحل الأمثل، يكمن في الالتحاق بركب التطوير، وفهم اتجاهاته وأهدافه، والمحافظة على الكوادر بمختلف أنواعها، لاسيما ذوو الكفاءات منهم، وأصحاب المؤهلات والخبرات، حتى لا يأتي يوم على تلك المدارس لا تجد فيه من يعمل فيها ويُعلم الأبناء، ويكفي أن بعضها يستعين بمعلمين بلا خبرة أو كفاءة، وكل مؤهلاتهم «إخطار التعين».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"