عادي

إنكار وادعاء بلا أدلة.. لماذا لا أحد يعرف من هو مؤسس «بيتكوين»؟

20:09 مساء
قراءة 4 دقائق
Video Url

دبي: خنساء الزبير

على مدى أعوام كان كُثر يناقشون الهوية الحقيقية لمخترع البيتكوين المعتمد «ساتوشي ناكاموتو»؛ ففي عام 2008 ظهر الموقع الإلكتروني «بيتكوين دوت أو آر جي» على الإنترنت، وبعد شهرين كشف النقاب عن «ورقة بيضاء» توضح بالتفصيل المفهوم الكامن وراء نظام النقد الإلكتروني من نظير إلى نظير (عبر بزنس إنسايدر).

وتضمنت هذه الوثيقة أيضاً اسم مؤلفها ساتوشي ناكاموتو مما دفع كثراً إلى الاعتقاد بأنه الإنسان الوحيد المسؤول عن إنشاء هذه العملة المشفرة الأكثر تداولاً اليوم؛ وبينما يوجد بلا شك الكثير من الأشخاص في العالم الذين يستخدمون هذا الاسم هناك شخص واحد على الأقل كان مرتبطاً بهذه العملة بناءً على مجموعة مهاراته وخلفيته المميزة. وهنا يظهر في الصورة «دوريان ساتوشي ناكاموتو» الرجل الياباني الأمريكي المسن الذي يعيش في تمبل سيتي بكاليفورنيا.

وفقاً لمجلة نيوزويك فقد كان دوريان مهندس حاسوب يتمتع بموهبة الأرقام والرياضيات، كما أنه كان شخصية غامضة حتى بالنسبة لعائلته. وربما هذا ما جعله هو الشخص المحتمل وراء البيتكوين إلى أن نفى دوريان بشكل قاطع جميع الادعاءات، مشيراً إلى أنه لا علاقة له بالتكنولوجيا، وأصدر بياناً ل «تبرئة» اسمه زاعماً أن هذه الادعاءات سببت له قدراً كبيراً من الارتباك والضغوط.

أدلة غير كافية

على الرغم من مكانته في «الميمات» باعتباره الوجه وراء البيتكوين اعترف دوريان بعدم امتلاكه أي معرفة بالتكنولوجيا المطلوبة لإنشاء عملة مشفرة، وبالتأكيد ربما تم التحقق من اسمه ولكن هذا لا يعني أن الشخص الذي أسس هذه العملة يجب أن يكون ساتوشي ناكاموتو. يمكن لأي شخص استخدام الاسم كاسم مستعار.

كان أحد الأشخاص الذين ادعى بالفعل استخدام الاسم كاسم مستعار هو كريج رايت، عالم الحاسوب الأسترالي، وادعى أيضاً –عبر نيويورك بوست- أنه المنشئ الفعلي للبيتكوين وحاول إثبات ادعاءاته من خلال محاولة صرف العملة باستخدام مفاتيح خاصة بإمكان ساتوشي ناكاموتو «الحقيقي» فقط الوصول إليها.

في مرحلة ما تمكن رايت من إقناع مطور بيتكوين، جافين أندرسون، بأنه شخص اختاره ناكاموتو شخصياً للعمل على العملة المشفرة ولكن قبل أن يظهر دليل الدخول الخاص به تراجعاً بسبب ثغرة أمنية محتملة زعم أنها ربما تعرضه للاستغلال والسرقة، وأوضح أنه ببساطة مفلس وليس لديه الشجاعة للقيام بذلك.

أثار عدم كفاية الأدلة هذا شكوكاً في ذهن أندرسون الذي أعرب منذ ذلك الحين عن فكرة أنه ربما تم اختراق ناكاموتو وفقد مفاتيحه الخاصة نتيجة لهذا الاختراق. علاوة على ذلك هناك أيضاً أدلة تدحض صحة ما يسمى بالمفاتيح الخاصة لرايت والتي يمكن لأي شخص المطالبة بملكيتها، وفقاً ل«كوينتيليغراف».

كيانات متعددة

هناك العديد من النظريات المتعلقة بهوية ساتوشي ناكاموتو مع تكهن البعض بأنه ليس مجرد شخص واحد ولكن كيانات متعددة تختبئ وراء اسم واحد. فقد نشر إيلون ماسك تغريدة عن نظرية قديمة تقترح أن ساتوشي ناكاموتو هو اندماج لشركات التكنولوجيا موتورولا وناكاميشي وتوشيبا وسامسونج؛ وفي حين أن هناك القليل من الأدلة التي تدعم هذه النظرية فقد أعرب ماسك أيضاً عن شكوكه في مرشح آخر وهو عالم التشفير وعالم الحاسوب «نيك زابو».

وذكرت «إنسايدر» سابقاً أن ماسك لديه شعور بأن زابو هو المسؤول عن البيتكوين أكثر من أي شخص آخر حتى أن المفهوم التأسيسي للبيتكوين متأثر بأفكار زابو السابقة.

ولم يكن ماسك الوحيد الذي أجرى هذه المقارنة حيث وصف الباحثون أوجه التشابه بين أسلوب كتابة زابو وورقة ناكاموتو البيضاء عن البيتكوين بأنه أمر غريب. علاوة على ذلك أسس زابو عملة مشفرة تسمى «بِت جولد» على مدى عقد من الزمان قبل إنشاء البيتكوين؛ وعلى الرغم من كونه من بين رواد العملات المشفرة إلا أنه لا يزال ينكر باستمرار كونه الشخص الذي صنع البيتكوين.

حقيقة أم خيال

أنكر أيضاً هال فيني، مطور ألعاب، والذي يشتبه في أنه مؤسس البيتكوين كما أنه واحد من أوائل الداعمين العلنيين للعملات المشفرة. ويبدو أن التحليل الذي أجرته شركة جولا وشركاه لصالح مجلة فوربس يشير إلى أن فيني ربما كان «كاتب الظل» لهذه الورقة البيضاء المنسوبة لناكاموتو.

فبجانب أن فيني كان يعيش بالقرب من دوريان ناكاموتو كان أيضاً أول من استخدم عملة البيتكوين بعد الشخص الذي أسسها. ومع ذلك فإن تبادل البريد الإلكتروني لفيني مع ناكاموتو الحقيقي يكشف أنه بينما كان مسؤولاً عن تطويرها فمن المحتمل أنه لم يكتب الورقة البيضاء المعروفة الآن. وقال ابنه جيسون فيني إن والده كان رجلًا أميناً، وإنه كان سيحب أن يكون جزءاً من تأسيس البيتكوين، وإذا كان الأمر كذلك فلن يخفيه.

ووفقاً لموقع بزنس إنسايدر فإن فيني، والذي توفي في عام 2014، كان مصراً على أنه لا يزال لا يعرف هوية منشئ البيتكوين، وربما كان ماسك محقاً طوال الوقت عندما تحدث في «بودكاست ليكس فريدمان» مما يشير إلى أن هناك القليل من الأهمية في محاولة اكتشاف المؤسس.

بينما يستمر البحث عن المؤسس الأصلي للبيتكوين تظل هناك احتمالية أن إخفاء هوية ساتوشي ناكاموتو هي منذ البداية جزء من خطة طويلة المدى بهدف استمرار التركيز على أولئك الذين يمتلكون هذه العملة ويستخدمونها بدلاً من التركيز على مؤسسها؛ وربما تكون لتمثال ساتوشي الذي أقيم في بودابست بالمجر ميزات محايدة حيث يمكن أن يمثل الشخص العادي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"