ارتفاع غير مبرر

لا يخفى على أحد الجهود التي بذلها خط الدفاع الأول (الجيش الأبيض) خلال السنوات الماضية للسيطرة على انتشار جائحة فيروس «كورونا» التي ضربت كثيراً من دول العالم. وحققت وزارة الصحة ووقاية المجتمع والجهات الطبية المختصة نجاحات كبيرة في كبح لجام الفيروس، حتى وصلنا إلى الحصانة الكاملة من الفيروس، وهو منجز يحق لنا أن نفخر به على جميع المستويات. 
الزيادة في أعداد المصابين بالفيروس غير مبررة، كون الدولة وبدعم كامل من القيادة الرشيدة، ذللت كل العقبات التي كان من الممكن أن تقف أمام الجهات الصحية المختصة لمكافحة الجائحة، وبعد أن وصلت الإصابات اليومية إلى ما يقارب 250، فوجئنا بالأمس بالعدد يصل إلى 1179 إصابة جديدة، وهو رقم مؤلم بعد كل الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل كل القطاعات في الدولة للتعافي، ولا يبررها إلا عدم التزام البعض بالإجراءات الاحترازية، التي طالما أكدت عليها الوزارة في جميع الإحاطات الإعلامية التي كانت تعدها، وفي تصريحات جميع المسؤولين المختصين، الذين طالما أكدوا على ضرورة الالتزام بهذه الإجراءات حرصاً على سلامة الشخص نفسه وسلامة مجتمعه بشكل عام.  
وزارة الصحة ووقاية المجتمع، لديها خطة متكاملة لإجراء الفحوص في الدولة، بهدف الاكتشاف المبكر، وحصر المصابين بفيروس «كورونا» ومخالطيهم وعزلهم، ووضعت لها موازنات خاصة، وبمبالغ كبيرة، حفاظاً على سلامة وصحة المجتمع بشكل عام، لذا فإنها تعلن يومياً عن إجراء ما يزيد على ربع المليون فحص باستخدام أفضل التقنيات لتحصين المجتمع وحماية للأرواح، وهي جهود مقدرة للوزارة ولأطقمها التي واصلت العمل ليلاً ونهاراً خلال ذروة انتشار الجائحة، والتي أربكت الكثير من القطاعات على المستوى العالمي وخاصة القطاع الصحي. 
ما تحقق من إنجازات للدولة في هذا المجال، وانتصارها على الجائحة وحصارها قبل انتشارها، لا يجوز أن يعبث به البعض ممن لا يحمل أدنى مسؤولية تجاه نفسه ومجتمعه، لذا لا بد من إيجاد آليات رادعة للتعامل مع هؤلاء، كما يجب على جميع أفراد المجتمع الالتزام والحرص التام على سلامتهم وسلامة أسرهم، حتى نكمل النجاحات التي تحققت بتسجيل صفر إصابات قريباً إن شاء الله، وهو منجز في متناول اليد. 
[email protected]