الإمارات تجدد العهد والوعد

00:07 صباحا
قراءة 3 دقائق

انظر حولك، تابع نشرات الأخبار، اقرأ ما يتداوله معظم بني البشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ستجد صورة المستقبل قاتمة، فمعظم الناس يخشون المجهول القادم بعد أن حاصرتهم المشاكل والهموم، نتيجة تلال من الأزمات التي صنعها قادة وزعماء: من حروب وتغيرات مناخية وأوبئة وأمراض وفيروسات سياسية واقتصادية وصحية تلاحق الإنسان في معظم أرجاء الكون، وستجد ارتفاع نسب التضخم والبطالة وغلاء الأسعار شبحاً لم يعد يهدد الفقراء وحدهم فقط، وإنما ينال أيضاً من استقرار وأمان الأغنياء.
 في المقابل تابع صور ومشاهد وكلمات الإماراتيين عبر وسائل الإعلام التقليدي والحديث، لتجد أن الإمارات كما لو كانت كوكباً مختلفاً عن الأرض، فالناس فيها سعداء ومتفائلون ومستبشرون بأن الآتي أفضل، وأن الأمس واليوم والغد تتواصل بلا انقطاع، ولن تنال منهم عوامل التعرية السياسية التي تصيب دولاً عدة، وأن دولتهم تُثبت دائماً أنها قادرة على مواجهة الطارئ والمجهول، وآخر المواجهات الناجحة كانت للجائحة التي نالت من الكبار، ورفعت مكانة الإمارات في المؤشرات العالمية ولدى المؤسسات الدولية، وذلك بفضل القرار الحكيم والتنفيذ السريع والالتزام من قبل الجميع. 
صاحب القرار في الإمارات يدرسه من مختلف جوانبه، ويحرص على أن يصدره في الوقت المناسب، ويوفر الآليات اللازمة لتنفيذه بالسرعة المفترضة، ويتابع نتائجه لحظة بلحظة حتى يحقق الهدف والمراد، وصاحب القرار في الإمارات هو صانع الأمل وناشر التفاؤل، وباعث الثقة في اليوم والغد وحاصد الحب والتقدير، وهو باحث دائم عن مصادر جديدة ومتجددة لإسعاد شعبه وتوفير سبل الحياة الكريمة له؛ لذا فمن الطبيعي أن تجد الإماراتي عاشقاً لقيادته، مؤمناً بوطنه، منتمياً له بكل مشاعره ووجدانه ومستعداً للتضحية من أجله عند الحاجة، نابذاً لكل خائن ورافضاً لكل عاق للوطن. 
الجولة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الإمارات المختلفة والتقى فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأصحاب السمو حكام عجمان والفجيرة وأم القيوين ورأس الخيمة، كما التقى خلالها المواطنين، كانت جولة خير للوطن كله.. جولة تجديد الوعد والعهد بين الشعب والقيادة على العمل يداً بيد من أجل أن يظل هذا الوطن نموذجاً يحتذى، وداراً للأمن والأمان وواحة للاستقرار، وأرضاً للرفاهية والعيش الكريم، وعد وعهد على أن تظل الإمارات نبراساً لمحيطها، عربية في هويتها، داعية سلام للعالم، وباعثة المحبة والتسامح بين بني البشر. 
الشيخ محمد بن زايد استمع وتحدث خلال جولته، ناقش وقرر، تعهد والجميع معه على العمل سوياً من أجل مستقبل أفضل للمواطن وللمقيم، للحاكم وللمحكوم، للقائد وللشعب. 
المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان القائد والوالد، وكان المؤسس والشريك، وبمجرد إعلان تأسيس دولة الإمارات كان حرصه على التجول في الإمارات المختلفة والاستماع إلى المواطنين والعمل على حل مشاكلهم، وسار على دربه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في بداية رئاسته للبلاد عام 2004، فكانت السُنّة التي ضعها المؤسس نهجها وخارطة طريق بدأ بها الشيخ محمد بن زايد عهده الجديد ليلتقي الحكام شركاء المسؤولية، ويستمع إلى المواطنين. وبمجرد الانتهاء من أولى جولاته رئيساً، كان القرار والأمر باستكمال جميع طلبات المنح الإسكانية للسنوات السابقة ضمن «برنامج الشيخ زايد للإسكان» بقيمة 2.3 مليار درهم، حرصاً على تعزيز الاستقرار الأسري للمواطنين.
نعم. سعادة المواطن والارتقاء به، وتوفير سبل العيش الكريم، هدف سام لدى رئيس الدولة ونائبه، وإخوانهما الحكام، وزيارة المواطنين في قراهم ومدنهم وبيوتهم، نهج أصيل لدى القيادة الإماراتية، ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم فعل يحرص عليه حكام الإمارات، لذا كان حرص الشيخ محمد بن زايد على تخصيص ثلاثة أيام ليلتقي خلالها من يريد من المواطنين في قصر الذيد، والاستماع إليهم وطمأنة من يبحث عن الطمأنينة بشأن المستقبل في عالم متقلب متصارع مأزوم. ولعل من أهداف سموه، التعبير عن الاعتزاز بتاريخ وعراقة مدن وأهل الإمارات؛ لذا شملت جولته زيارة «حصن الذيد» الذي يعود تاريخه إلى 1820، وكذلك الاطلاع على الإنجازات التي تتحقق في ربوع الإمارات، حيث زار عدداً من المشاريع التنموية الحيوية في مدينة خورفكان.
توحد البيت الإماراتي وتلاحم الشعب مع القيادة، وحرص القيادة على توفير سبل العيش الكريم، هو سر أسعد شعب وأنجح دولة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب صحفي، بدأ مسيرته المهنية عام 1983 في صحيفة الأهرام المصرية، وساهم انطلاقة إصداراتها. استطاع أن يترك بصمته في الصحافة الإماراتية حيث عمل في جريدة الاتحاد، ومن ثم في جريدة الخليج عام 2002، وفي 2014 تم تعيينه مديراً لتحرير. ليقرر العودة إلى بيته الأول " الأهرام" عام 2019

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"