عادي
د. يوسف السركال مدير عام مؤسسة «الخدمات الصحية» لـ«الخليج»:

«الإمارات للخدمات الصحية» تدشّن خدمات التطبيب عن بعد

00:10 صباحا
قراءة 7 دقائق

حوار: إيمان عبدالله آل علي
أكد الدكتور يوسف محمد السركال، مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن المؤسسة تقود تحولاً نوعياً في منظومة وكفاءة الخدمات الصحية التي توفرها في جميع المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية المنضوية تحت مظلتها، والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الروبوتية، وتقنيات المحاكاة والتدريب، وإنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وذلك ضمن استراتيجية الاستعداد للخمسين المقبلة بهدف تعزيز قدرتها التنافسية على الصعيدين المحلي والعالمي، وتعتزم العمل على مشاريع مع القطاع الخاص في عدة مجالات بما في ذلك المشاريع السريرية وغير السريرية كخدمات الصحة النفسية وإدارة المستشفيات التي تنوي إطلاقها في المرحلة المقبلة، واستحداث عيادات الإخصاب في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال وتوفير الكوادر التخصصية المؤهلة والأجهزة المتطورة لتقديم هذه الخدمة تحت سقف واحد.

1
الدكتور يوسف محمد السركال

وأوضح أن المؤسسة انفردت بإطلاق أول «تقنية للواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد» (ميتافيرس) على مستوى العالم، لتوفير خدمات التطبيب عن بعد، كما زودت مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال بالروبوت الجراحي دافنشي والروبوت الجراحي كوريندس، مستهدفة فئة الأطفال، وبلغ إجمالي عدد الجراحات الروبوتية 78 عملية منذ مطلع العام الجاري 2022، وتتابع المؤسسة إمكانية زرع أجهزة دقيقة تنبئية في الجسم تعطي تنبيهات عن إمكانية حدوث أمراض أو مضاعفات صحية معينة، وإتاحة المجال للتدخل السريع من الطبيب المعالج عن بعد باستخدام الأجهزة الذكية والروبوت دون حاجة لنقل المريض للمنشأة الصحية.

وقال في حوار خاص ل «الخليج» إن المؤسسة تقف على أعتاب مرحلة جديدة من مسيرتها نحو العالمية، تقود خلالها مسيرة التنمية في قطاع الرعاية الصحية وفق نسق تصاعدي، يواكب الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، ويتسق مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار2071، ويلبي طموحات وتوجيهات قيادتنا الرشيدة التي تؤكد أن الإنسان في دولة الإمارات هو محور الاهتمام.

وتالياً نص الحوار:

* ما أبرز المشاريع والخدمات التي تنوي المؤسسة إطلاقها خلال المرحلة القادمة؟

- في إطار تعزيزها لتنافسية قطاع الرعاية الصحية على مستوى العالم، حرصت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على تعزيز مشاريعها الصحية النوعية من خلال خدمات المختبرات والأشعة وغسيل الكلى، كما تعتزم العمل على مشاريع مع القطاع الخاص في عدة مجالات بما في ذلك المشاريع السريرية وغير السريرية كخدمات الصحة النفسية وإدارة المستشفيات التي تنوي إطلاقها في المرحلة المقبلة، لضمان توفير أعلى معايير خدمات الرعاية الصحية والعلاجية، واتخاذ التدابير الوقائية ومكافحة الأوبئة والأمراض.

* هل تنوي المؤسسة افتتاح أقسام وعيادات جديدة؟

- تولي المؤسسة أهمية بالغة لتقديم الخدمات العلاجية الجديدة لتعزيز سعادة المتعاملين ورفع نسب الرضا لديهم وتهدف إلى تقديم خدمات متكاملة عن طريق استحداث عيادات الإخصاب في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال وتوفير الكوادر التخصصية المؤهلة والأجهزة المتطورة لتقديم هذه الخدمة تحت سقف واحد، كما وضعت المؤسسة ضمن أولوياتها تقديم خدمات الكلى المتكاملة في مستشفى القاسمي لخدمة شريحة أكبر من المرضى في مدينة الشارقة.

* ما أبرز التقنيات الجديدة التي زودت بها المؤسسة مستشفياتها العام الجاري؟ وهل ثمة أقسام ستحول إلى مراكز تميز؟

- انفردت المؤسسة بإطلاق أول «تقنية للواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد» (ميتافيرس) على مستوى العالم، لتوفير خدمات التطبيب عن بعد، بما تشمله من خدمات الصحة النفسية، وتعزيز صحة الأسرة، وسعادة المتعاملين، وتتيح التقنية النوعية لمختلف أفراد المجتمع الإماراتي دخول العالم الافتراضي عبر الأجهزة الذكية، مما يوسع نطاق الوصول إلى شرائح واسعة من الأفراد ويعزز تجربتهم من خلال حزمة خدمات استباقية مبتكرة، تتيح لهم الوصول إلى المؤسسة عبر الواقع الافتراضي.

كما زودت مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال بالروبوت الجراحي دافنشي والروبوت الجراحي كوريندس، مستهدفة فئة الأطفال مما أسهم في إحداث نقلة نوعية في خدمات الجراحات الطبية في المستشفى، كما تواصل المؤسسة الارتقاء بالخدمات الحالية في مختلف أقسام ومراكز المستشفيات لتحويلها لمراكز امتياز كمركز المناظير في مستشفى الكويت الشارقة، ومركز امتياز العيون في مستشفى صقر، ومركز امتياز المسالك البولية في مستشفى صقر، كما سيتم تحويل العديد من الخدمات إلى مراكز امتياز، ومنها مركز خدمات القلب في الفجيرة، ومركز امتياز القلب ومركز الجلطات الدماغية في مستشفى إبراهيم بن حمد عبيدالله، ومركز جراحة الأعصاب في مستشفى القاسمي، ومركز امتياز كبار المواطنين في مستشفى إبراهيم بن حمد عبيدالله لكبار المواطنين، ومركز امتياز المناظير في الكويت بالشارقة، ومركز امتياز العيون ومركز امتياز المسالك البولية في مستشفى صقر.

* بدأت المؤسسة في خصخصة بعض الأقسام في المستشفيات، كمختبرات الدم وطوارئ مستشفى القاسمي وغيرها، ما أبرز النتائج بعد اعتماد نظام الخصخصة؟ وهل ثمة خطة لتحويل أقسام لتكون تحت إدارة القطاع الخاص؟

- في ضوء توجهات الحكومة الاتحادية في عام 2020 لتعهيد الخدمات بهدف الارتقاء بمستوى جودتها لتتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، حرصت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على خصخصة بعض الخدمات الصحية المساندة كخدمات المختبرات والأشعة، وخدمات تعقيم المعدات والمستلزمات الطبية، إضافة الى الخدمات الطبية الأخرى مثل طب الطوارئ في مستشفى القاسمي ومستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال وخدمات الكلى في جميع مراكز المؤسسة.

وأثمر تعهيد الخدمات الهدف المنشود مثل زيادة الإنتاجية وتقديم مجموعة من الفحوصات الجديدة بما يتجاوز ال 200 فحص، وتحسين فترات تقديم الخدمة عن طريق نظام الأتمتة، وتحديث الأجهزة والمعدات الخاصة، والحصول على نتائج أدق وأوضح كخدمات الفحوصات المخبرية والأشعة، وتحسين استجابة المرضى للخطط العلاجية مثل خدمات غسل الكلى.

* ما هي أبرز المشاريع الوقائية والعلاجية المتوافقة مع أحدث التقنيات الطبية التي اعتمدتها المؤسسة؟

- تواصل المؤسسة السير بخطى ثابتة ووفق استراتيجية محكمة وخطط مدروسة لتحقيق أهداف مئوية الإمارات، وإحداث تغيير نوعي في تقديم الرعاية الصحية، ومتابعة تحسين الرحلة العلاجية للمرضى بتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو وتقنيات «بلوك تشين»، والرعاية المنزلية عن طريق إنترنت الأشياء، والطب التجديدي والعلاج بالخلايا الجذعية، وذلك امتداداً للجهود المتواصلة التي تبذلها لتعزيز قدرات القطاع الصحي، وإعادة ابتكار خدمات صحية مستقبلية توفر حلولاً تنبئية للمرضى، إضافة لتقديم خدمات الرعاية الصحية والجراحية عن بعد، وتقديم حلول طبية ذكية على مدار الساعة عن طريق التكنولوجيا دون تدخل بشري من خلال خدمات ذكية تصل للمريض والمتعامل في كل مكان وحتى خارج المنشآت الصحية.

وتتابع المؤسسة إمكانية زرع أجهزة دقيقة تنبئية في الجسم تعطي تنبيهات عن إمكانية حدوث أمراض أو مضاعفات صحية معينة، وإتاحة المجال للتدخل السريع من الطبيب المعالج عن بعد باستخدام الأجهزة الذكية والروبوت دون حاجة لنقل المريض للمنشأة الصحية، حيث قطعت المؤسسة أشواطً مهمة نحو تمكين دمج التكنولوجيا الحديثة مثل الأنظمة الذكية والروبوتية والذكاء الاصطناعي واستخدام الواقع المعزز في التخطيط للجراحات ومحاكاتها قبل إجرائها في منشآتها الطبية، وتقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من مسيرتها نحو العالمية، مستندة إلى رؤية الخمسين المقبلة كجهة حكومية تفاعلت بكل مقدراتها مع أكبر استراتيجية عمل وطنية من نوعها للاستعداد لرحلة تنموية مستدامة.

* كم عدد العمليات الجراحية التي أجريت (الصغيرة والكبيرة)؟ وكم وصل عدد الزيارات لمنشآت المؤسسة في عام ٢٠٢٢؟

- حرصت المؤسسة على مواكبة الدول المتقدمة في المجالات الطبية والصحية بمواكبتها في تقديم الخدمات الجراحية باستخدام الروبوتات ومن أبرزها جهاز دافنشي الذي يستخدم في الجراحات المختلفة مثل جراحات المسالك البولية والجراحات النسائية وعمليات قسطرة القلب حيث تم تقديم هذه الخدمات من قبل الجائحة ولضمان استمرارية الإعمال تم تقديمها وفق البروتوكولات المتبعة والإجراءات الاحترازية.

وكانت لمبادرات المؤسسة في استخدام هذه التقنيات الأثر الواضح في تقليل فترة البقاء في المستشفيات وبالتالي استقبال حالات أكثر، تقليل فترة الألم للمريض بعد العملية، تسريع فترة الشفاء والتعافي والعودة للنشاطات اليومية، التقليل من العدوى، تقليل وقت العملية وبالتالي تقليل فترة التخدير للمريض بالإضافة إلى تقليل مضاعفات ما بعد العمليات، كما تهدف المؤسسة إلى استكمال الجهود في تقديم الجراحات الروبوتية المتقدمة بتوفير جهاز جراحي متطور لتقديم خدمات العمليات الجراحية المختلفة.

ووصل إجمالي عدد العمليات الجراحية الصغيرة التي تم إجراؤها خلال العام 2020 إلى 5313 جراحة مقابل 5836 عملية للعام الماضي، كما شهد العام 2020 إجراء 11487 عملية جراحية للعام 2020، و12128 جراحة للعام 2021، ووصل عدد الوصفات الطبية التي تم صرفها خلال العام الماضي 7619444 وصفة مقابل 9721125 في العام 2021، وشهدت مراكز الرعاية الصحية تحديد 147928 موعد افتراضي في العام 2020، مقابل 244142 موعداً في العام 2021.

ووصل عدد زيارات المرضى المقيمين في المستشفيات التابعة للمؤسسة منذ مطلع العام الجاري 2022 إلى 23901 زيارة، وفي ما يتعلق بزيارات مراكز الرعاية الصحية الأولية لنفس الفترة فقد بلغت 481903 زيارة، و31043 زيارة لمراكز طب الأسنان و 5088 زيارة لمراكز العلاج الطبيعي، فيما وصل عدد وصفات الأدوية التي تم إيصالها إلى المنازل منذ مطلع العام الجاري إلى 19873 وصفة طبية، مقابل.39034 وصفة طيلة العام 2021، كما استقبلت أقسام الطوائ 470029 شخصاً خلال العام 2020، مقابل 549299 شخصاً خلال العام الماضي 2021.

* كم عدد الجراحات الروبوتية في مستشفيات المؤسسة وأبرزها وماذا عن نتائجها مقارنة بالعمليات التقليدية؟

- بلغ إجمالي عدد الجراحات الروبوتية خلال العام الماضي 77 عملية، مقابل 78 عملية منذ مطلع العام الجاري 2022، تضمنت العديد من عمليات قسطرة القلب، وجراحات المسالك البولية، والجراحات النسائية، حيث أظهرت نتائج اعتماد الروبوتات الذكية في إجراء الجراحات تقليل مدة إجراء العملية، وتقليل مدة الاستشفاء والتعافي، وحدّت بشكل كبير من مخاطر العدوى.

الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد

قال الدكتور يوسف محمد السركال مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن المؤسسة انتهجت استراتيجية تهدف إلى إحداث تحول نوعي في قطاع الرعاية الصحية، وتقود إلى توفير خدمات تطبيبية وفق أفضل الممارسات العالمية، من خلال تزويد المنشآت الصحية التابعة لها بأعلى معايير الخدمات الصحية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد، إلى جانب تطوير أدوات البحوث والدراسات العلمية، وتعزيز جاهزية المنشآت والمرافق الصحية، ومواصلة تمكين قدرات الكوادر الطبية والتمريضية عبر حزمة من البرامج التدريبية المتخصصة، فضلاً عن تعزيز أطر التعاون المشترك وتبادل الخبرات والتجارب مع الشركاء الاستراتيجيين على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، ومنذ انطلاقها تمكنت المؤسسة من تحقيق مجموعة من الإنجازات النوعية التي تتمثل في حصول جميع مستشفياتها على الاعتماد الدولي، بالإضافة إلى حصدها أكثر من 61 جائزة دولية، وغيرها من المنجزات التي جاءت تتويجاً لجهود المؤسسة واستراتيجتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"