رسائل بوتين.. لماذا استعان الرئيس الروسي بتاريخ بطرس الأكبر؟

إعداد – محمد ثروت
قاربت الحرب بين روسيا وأوكرانيا على الوصول إلى 4 أشهر، بعد اندلاعها يوم 24 فبراير الماضي، ولا يزال الموقف على الأرض غامضاً، بعد التعديلات التي شهدتها خطة الحرب الروسية، التي تركّز حالياً على ضم إقليم دونباس شرق أوكرانيا.
وتحاول وسائل الإعلام العالمية، والغربية بشكل خاص، استكشاف الأهداف النهائية للكرملين من الحرب في أوكرانيا، وذلك من خلال بعض التفسيرات للتصريحات التي تصدر عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
دلائل تصريحات بوتين
وقالت شبكة التلفزيون الإخبارية الأمريكية «سي إن إن» إن تصريحات بوتين الأخيرة تشير إلى أنه يستهدف إعادة الإمبراطورية الروسية السابقة، وهو ما يمثل الهدف النهائي للرئيس الروسي من الحرب في أوكرانيا وما بعدها.
وأشارت الشبكة، في تحليل إخباري، نشرته الأحد، إلى اللقاء الذي جمع بوتين بمجموعة من رجال الأعمال الروس الشباب، حيث أكدت كلماته أن الهدف النهائي بالنسبة له يتمثل في استعادة أمجاد الإمبراطورية الروسية.
من هو بطرس الأكبر؟
وأضافت: «التقط بعض المحللين أكثر النقاط المثيرة للاهتمام في تصريحات بوتين، والتي قارن فيها نفسه بالقيصر الروسي السابق بطرس الأكبر، أحد القادة الذين ساهموا في تحديث روسيا، ومؤسس مدينة سان بطرسبرغ، مسقط رأس بوتين، والذي حكم البلاد في نهاية القرن السابع عشر».
ونقلت عن بوتين قوله: «شنّ بطرس الأكبر الحرب الشمالية العظمى لمدة 21 عاماً، وفي غضون ذلك واجه حرباً مع السويد، حيث استعاد منها أراضي، إنه لم يقم بالاستيلاء على شيء، إنه فقط أعاد الأمور إلى أصلها، هكذا كان الوضع».
التوابع المرتقبة
وأشار بوتين إلى أن بطرس الأكبر قام بتأسيس العاصمة الروسية في ذلك الوقت، وهي مدينة سان بطرسبرغ، التي ظلت عاصمة للبلاد لمدة قرنين، وشهدت معظم الأحداث التاريخية الروسية، ووقتها لم تعترف الدول الأوروبية بها كعاصمة لروسيا، بل كانت تعتبرها جزءاً من السويد، إلى أن تم تثبيت الأمر على أرض الواقع.
ورأت «سي إن إن» أن ما قاله بوتين، من خلال استدعاء ذكرى بطرس الأكبر، يوضح أن أهداف الرئيس الروسي مدفوعة بالمصير التاريخي، ويرى أنه يستطيع تحقيق مشروع الإمبراطورية الروسية، وهو ما يمتد إلى مناطق أخرى كانت تابعة للإمبراطورية الروسية أو الاتحاد السوفييتي، وهو أمر ينبغي أن يدق ناقوس الخطر في جميع الدول التي نشأت من انهيار الاتحاد السوفييتي.
وأشارت إلى أنه من وجهة نظر بوتين، فإن بقاء روسيا كقوة عالمية يرتبط بأن تظل إمبراطورية، بغض النظر عن تكلفة تحقيق هذا الهدف النهائي.