عادي

أسرة لبنانية تحتمي من أزمة الغذاء بالزراعة المنزلية

23:21 مساء
قراءة دقيقتين

جثم قاسم الشريم على الأرض يفحص محصوله من القمح في قرية نائية بجنوبي لبنان، حيث يشعر عامل البناء الذي تحول إلى مزارع بأنه محمي باكتفائه الذاتي رغم ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى عنان السماء وسط أزمة قمح عالمية والأزمة الاقتصادية في لبنان. ومثل العديد من الأسر في لبنان المبتلى بالأزمات، تحول الشريم إلى الزراعة بعد تراجع سعر الليرة اللبنانية في 2019 ما تسبب في نقص أعمال البناء، كما ارتفعت تكلفة المواد الغذائية التي يحتاج لشرائها.

وقال الشريم (42 عاماً): برنامج الأغذية العالمي إن أسعار المواد الغذائية قفزت إلى 11 مثلاً منذ بداية الأزمة في لبنان. وزادت السلطات اللبنانية تدريجياً سقف السعر الرسمي لرغيف الخبز وتنامى الخوف من نقص القمح منذ حرب روسيا في أوكرانيا وهو ما عطل شحنات الحبوب.

آثار هذه الأزمة بدت بعيدة جداً في بيت الشريم المتواضع، حيث تتوهج شرائح الشمام المزروع في حديقته والموضوع على الطاولة تحت شمس الأصيل بينما يمتلئ المطبخ بأرغفة الخبز التي خبزتها زوجته خديجة من قمح مزروع في أرضهما.

وتحولت الباحة الأمامية للمنزل إلى متجر حيث تمتلئ أكشاك خشبية صنعتها خديجة بثمار البطيخ الكبيرة وقوارير ورق العنب. على مدى السنوات الثلاث الماضية، زرعت أسرة الشريم كل شيء من القمح إلى العدس والباذنجان والفلفل الحار. وتقع قطعة الأرض على ارتفاع منخفض عن سطح البحر، حيث تتوافر المياه ويجري تدويرها بانتظام لتجديد العناصر الغذائية في التربة مع زيادة عدد المحاصيل إلى أقصى حد.

الشريم لم يكن في الأصل مزارعاً، بل تعلم كيف يبني الصوبات من «يوتيوب» وجمع النصائح والتوصيات من مزارعين آخرين. واعتمدت زوجته خديجة (39 عاماً) كذلك على التكنولوجيا في إدارة المتجر. وترسل أسعار منتجاتها يومياً لنساء على مجموعة على تطبيق «واتس» في التاسعة صباحاً وهن يرددن برسائل يطلبن فيها ما يردن. والاستقرار بالنسبة لها لا يتمثل فقط في الزراعة، فهي تشجع عملاءها على إحضار حقائب من القماش لتقليل استخدام أكياس البلاستيك وتبحث عن أساليب جديدة لحفظ الخضراوات على يوتيوب.

ومع ذلك لم ينج مشروع أسرة الشريم تماماً من آثار الأزمة اللبنانية.

ويحصل منزلهما على الكهرباء التي توفرها الدولة لمدة ساعة واحدة فقط كل يوم ويحصل على أربع ساعات أخرى من مولد خاص وهو ما يحد من حجم المياه التي يتمكنان من ضخها في الحديقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"