عادي
أكد أن الولايات المتحدة باتت منقسمة أكثر مما كانت عليه في حرب فيتنام

كيسنجر يطالب الغرب بمراعاة مصالح روسيا للتسوية في أوكرانيا

00:53 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
1

دعا وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر الغرب إلى الأخذ في الاعتبار مصالح روسيا في أي تسوية للصراع في أوكرانيا، محذراً من أن العالم في طريقه إلى فترة صعبة للغاية، وأن الولايات المتحدة باتت أكثر انقساماً اليوم مما كانت عليه في وقت حرب فيتنام. 
وقدم كيسنجر، الذي عمل في إدارتي الرئيسين السابقين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد وسيصدر كتابه الجديد في الخامس من يوليو المقبل، رؤيته للوضع الحالي للسياسة الداخلية للولايات المتحدة، والأزمة الأوكرانية والموقف الأمريكي مع الصين، وذلك في مقابلة مع صحيفة «صنداي تايمز».
وأعرب السياسي المخضرم البالغ من العمر 99 عاماً، عن أسفه للكراهية الحزبية التي تصاعدت في الولايات المتحدة على مدى العقود العديدة الماضية. ووفقاً لوكالة «سبوتنيك» الروسية، فإن الدراسات الاستقصائية واستطلاعات الرأي الأمريكية أظهرت بشكل متزايد أن الديمقراطيين والجمهوريين ينظرون إلى أعضاء الحزب الآخر على أنهم أعداء أكثر من كونهم مجرد خصوم سياسيين.
ووفقًا لكيسنجر فإنه في أوائل السبعينيات، كان هناك «احتمال وجود شراكة بين الحزبين» في الولايات المتحدة، قبل أن يتجذر «العداء» بقوة. وقال: «كانت المصلحة الوطنية مصطلحاً ذا مغزى، ولم تكن بحد ذاتها موضوعاً للنقاش. لقد انتهى كل ذلك، فكل إدارة تواجه الآن العداء المستمر للمعارضة وبطريقة مبنية على أسس مختلفة».
وتشير القيم المعنية إلى المكانة المقدسة للدستور الأمريكي وأولوية الحرية الفردية والمساواة أمام القانون، كما يقول كيسنجر. 
وأعرب الوزير الأسبق عن أسفه للموقف الحالي الذي يتبناه «اليسار التقدمي»، والذي يقول إنه «ما لم يتم إلغاء هذه القيم الأساسية، وتعديل مبادئ تنفيذها، فليس لدينا أي حق أخلاقي حتى لتنفيذ سياستنا الداخلية، ناهيك عن سياستنا الخارجية».
كما تطرق كيسنجر، المعروف بجهوده لتهدئة التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي أيام الحرب الباردة، إلى موضوع الصراع المستمر في أوكرانيا، وأكد أهمية روسيا بالنسبة لأوروبا وحث الدول الغربية للضغط على كييف لقبول المفاوضات حتى لو كان ذلك يعني التنازلات الإقليمية.
وأضاف: «السؤال الآن هو كيفية إنهاء هذه الحرب. بعد أن تنتهي، يجب إيجاد مكان لأوكرانيا، وكذلك لروسيا، إذا كنا لا نريد أن تصبح روسيا قاعدة أمامية للصين في أوروبا».
وفي حديثه عن الناتو، قال كيسنجر إنه من المهم الحفاظ على تحالف يعكس التعاون بين أوروبا وأمريكا، لكن كان من الضروري الاعتراف بحقيقة أن الأشياء الكبيرة قادمة في الشرق الأوسط وآسيا.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الدول الغربية إلى عزل روسيا بسياسة عقوبات شاملة أثناء ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا والتطلع إلى توسع الناتو، توقع هنري كيسنجر أن قضايا كبيرة ستحدث في العلاقات بين الشرق الأوسط وآسيا، وبين أوروبا وأمريكا.
وأضاف أن أمريكا تواجه نفس مشاكل أوروبا، إذ إن السماح للصين بتوسيع نفوذها في العلاقات مع آسيا والشرق الأوسط يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة. وأوضح: «لا أعتقد أن الهيمنة على العالم مفهوم صيني، لكن من الممكن أن تصبح قوية للغاية. وهذا ليس في مصلحتنا».
ولا يشك كيسنجر في أن واشنطن هي الآن خصم لبكين، لكنه يؤكد على أهمية ضبط النفس. وأضاف: «يجب أن يكون هنالك حد أدنى من الالتزام المشترك لمنع حدوث تصادم لا مفر منه. وهناك بعض القوى العظمى التي ستساعد الآخرين، بينما قد تحاول دول أخرى الاستفادة من منافسيها. وحذر كيسنجر: «نحن في طريقنا إلى فترة صعبة للغاية».
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"