عادي

«الأمثال الشعبية».. ذاكرة وهوية في ندوة الثقافة والعلوم

19:34 مساء
قراءة دقيقتين
شيخة الجابري ود. حصة لوتاه وبلال البدور
جانب من الجلسة الحوارية
الحضور خلال الجلسة الحوارية

استضافت ندوة الثقافة والعلوم، في دبي، جلسة حوارية بعنوان «الأمثال الشعبية ذاكرة وهوية» للدكتورة حصة لوتاه، نظمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، بحضور بلال البدور، ود. رفيعة غباش، ود. محمد غباش، ود. مريم سلطان لوتاه، ود. فاطمة الشامسي، ود. منى البحر، والفنان إبراهيم جمعة، ونجاة الظاهري، ونخبة من المهتمين، وأدارت الندوة الشاعرة شيخة الجابري.

وأوضحت الجابري أن الحوار يدور حول الأمثال باعتبارها هوية وطنية وجزءاً مهماً من تراث الدولة، مؤكدة أن الأمثال على الرغم من تعدد لهجاتها، إلا أنها تتقارب وتتكرر لدى كثير من الشعوب، وحول هذا الموضوع يدور النقاش حول الأمثال ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية.

وذكرت أن للأمثال سيراً لأنها تذكر في مناسبات معينة، وحتى بعض الأشعار ترافق المثل في كثير من المواقف، فللمثل ميزة؛ إذ يكون مختصراً ومعبراً عن موقف معين وله مهمة تربوية وأخلاقية.

وأكدت د. حصة لوتاه، أن سبب اهتمامها بالأمثال الشعبية هو الخوف من نسيانها، لما تمثله من رمزية تراثية، خصوصاً في ظل المناخ العام الذي يسوده ابتعاد الجيل الشاب بعض الشيء عن المعرفة التراثية، سواء الأمثال أو المفردات الإماراتية القديمة التي تكاد تندثر لولا حفاظ بعض الأسر عليها، وواجبنا تجاه الأجيال الشابة هو الحفاظ على ثقافتنا المحلية والعربية التي تمثل هويتنا الأصيلة.

وأضافت لوتاه أنها حرصت على تجميع الكثير من الأمثال وأصدرتها في كتاب، حفاظاً على التراث والموروث، لما مثلته العولمة والانفتاح من تأثير في نمط الحياة، فأصبحت الجدران بين المنازل تمثل عازلاً عن الاندماج المجتمعي، ولم يعد هناك المناخ الحاضن للشباب، ولا يعرفون كثيراً من المفردات الأصيلة في اللهجة الإماراتية.

ورأت لوتاه أن المثل الشعبي يمثل مرآة الشعوب، وأهم دلالات التعامل مع الحياة؛ لذلك فمن المهم الحفاظ على الموروث للحفاظ على التركيبة والخصوصية الثقافية لمجتمع الإمارات ونمط الحياة فيها.

وعقبت بأن المثل يختصر الكثير من الكلمات ويدلل على معانٍ كثيرة، ويسهم في إيصال الصورة أو الرسالة المراد التعبير عنها في أسرع وأقصر صورة، ويحافظ على كثير من القيم.

وأشارت إلى أن الخراريف الإماراتية فيها جزء كبير من السيرة الهلالية، ما يؤكد أصالة النسيج العربي وعمق تمازجه، وأيضاً من حكايات الشعوب التي تتشابه في الغرض والمغزى.

وأوضحت أهمية توظيف التراث والموروث في الدراما، حتى تتعرف الأجيال الشابة إلى تراثها، وذكرت مسلسل (فريج) ومدى شعبيته وجاذبيته لكثير من الأجيال.

وذكر بلال البدور أن ثقافة الإمارات شفاهية، ولم تكن هناك ثقافة مكتوبة إلا ما ندر؛ لذلك حافظ الشعر على ثقافة الإمارات، وكذلك المثل؛ لأنه جسد القيم التي يمتاز بها المجتمع، والأمثال تمثل رؤية المجتمع.

وذكر أنه اهتم بالمثل، وكان كلما سافر إلى بلد عربي كان يبحث عن كتب الأمثال، ووجد هناك تشابهاً كبيراً بين الأمثال في أغلبية الدول العربية مع اختلاف المفردات، وتحوير بعضها، ولكن الهدف واحد.

وقالت د. رفيعة غباش: «الأمثال الشعبية فيها حكمة واختصار للغة، كذلك الشعر يختزل الكثير من التجارب، وللبشر جميعاً ذاكرة جماعية من الضروري حفظها وتوثيقها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"