عادي
500 درهم حداً أدنى لساعة معلمي المناهج الأجنبية

امتحانات نهاية العام تشعل سوق الدروس الخصوصية

00:02 صباحا
قراءة 6 دقائق
الدروس عبر الاتصال المرئي تنخفض أسعارها عن الدروس المباشرة
الآباء يفضلون الاستعانة بمعلمي الفصول

تحقيق: آية الديب
بالتزامن مع اقتراب موسم الامتحانات للفصل الدراسي الثالث نهاية العام الدراسي في جميع مدارس الدولة بمختلف مراحلها التعليمية، اشتعل سوق الدروس الخصوصية في مختلف المواد الدراسية ومختلف المناهج التعليمية، حيث ضاعف بعض المعلمين الذين يقدمون الدروس من أسعارهم، نتيجة زيادة الإقبال من الطلاب وأولياء الأمور.

وقال طلاب في مراحل دراسية مختلفة: إن مواد الرياضيات والفيزياء والعلوم بشكل عام هي المواد التي يزيد فيها الإقبال على الدروس الخصوصية وبالتالي هي المواد التي ترتفع أسعار الدروس الخصوصية فيها وتتضاعف باقتراب الامتحانات الفصلية مقارنة بالمواد الأخرى، مؤكدين أن أسعار الدروس ترتفع مع نهاية كل فصل دراسي وتنخفض مجدداً بعد انتهاء الامتحانات، وأن دروس المناهج الأجنبية ترتفع أسعارها في مقابل أسعار دروس المناهج العربية.

وأكد أولياء أمور أن الدروس الخصوصية باتت مصدر تربح للمعلمين، حيث يعتبرونها تجارة، تتفاوت أسعارها وفقاً لزيادة الطلب، موضحين أن المعلمين ضاعفوا من أسعارهم بالتزامن مع قرب امتحانات الفصل الدراسي الثالث، وأنهم يغالون في أسعارهم دون الالتفات إلى معاناة ولي الأمر، وأنه يدفع تكاليف إضافية للمصروفات التي يدفعها للمدرسة.

وأشاروا إلى أن تلقي الدروس الخصوصية في المنزل يعتبر تقييداً لحرية كل أفراد الأسرة خلال فترة الدرس، مؤكدين أنهم يفضلون الاستعانة بمعلمي الفصول مقارنة بغيرهم، باعتبارهم يعلمون الأبناء ونقاط قوتهم وضعفهم الدراسي.

وأرجعوا ميل الآباء للدروس الخصوصية إلى الرغبة في دعم الأبناء، ولاسيما أبناء الأمهات اللائي ينغمسن في أعمالهن وليس لديهن الوقت الكافي لدعم ومتابعة أبنائهن دراسياً.

ومن جانب آخر، أكد معلمون أن كل معلم لدى استلام وظيفته يوقع على تعهد بعدم إعطاء الدروس الخصوصية، وأن الكثير من المعلمين الذين يقدمون الدروس الخصوصية والمعروفة أسماؤهم في المجال التربوي لا ينتمون إلى مدارس خاصة أو حكومية.

وأرجع معلمون يقدمون الدروس الخصوصية السبب وراء تقديم هذه الخدمة إلى ضعف رواتبهم في المدارس الخاصة، مؤكدين أنه في حال رفعت المدارس الخاصة رواتب المعلمين ستكون شريحة كبيرة من المعلمين في استغناء عن العائد الذي يرد إليهم من تقديم الدروس الخصوصية.

أسعار المواد الدراسية

قال يوسف ماهر (طالب في الصف العاشر): طلبت من والدتي تلقي درس في مادة «الرياضيات» لأنني أواجه فيها صعوبات، ولدى طلب الدرس من أحد المعلمين أكد لي أن مدة الحصة ستكون 60 دقيقة، وأشترط أن يشاركني في الدرس 3 طلاب آخرين على أن يقدم لنا المحتوى في منزلي مقابل 250 درهماً لكل طالب منا.

وقالت مايا أسامة (طالبة في الصف 12): مواد الرياضيات والفيزياء هي المواد الأصعب والتي أحتاج فيها إلى دعم إضافي، وتتضاعف أسعار تلقي الدروس في هذه المواد بالقرب من الامتحانات مقارنة بالمواد الأخرى كاللغة العربية واللغة الإنجليزية.

وأضافت: دراستي لمنهاج أجنبي تزيد من صعوبات دراسة هذه المواد، وبالبحث عن معلمين داعمين بإمكانهم مساعدتي في المنهاج الأجنبي وجدنا أن الحد الأدنى لحصة المعلم في الأيام الدراسية العادية 500 درهم للطالب وبالقرب من الامتحانات يكون السعر نفسه على أن يتلقى الطالب الحصة مع طلاب آخرين، وإذا رغبت في تلقي الحصة بمفردي يرتفع السعر.

معلم الفصل

وقالت ابتسام محمد (ولية أمر): لدي ثلاثة أطفال وبشكل عام لا يقل ثمن الحصة التي تستمر لمدة 60 دقيقة عن 150 درهماً وبالتزامن مع حلول الامتحانات الخاصة بالفصول الدراسية أو امتحانات نهاية الفصل الدراسي يضاعف بعض المعلمين أسعارهم، بينما يجمع معلمون آخرون أكثر من طالب في الحصة بنفس السعر الذي كان يدرس مقابله الطالب بمفرده.

وأضافت: من خلال تجربتي مع أبنائي في المراحل التي تسبق المرحلة الثانوية (الحلقة الثالثة) أدركت أنه يجب على ولي الأمر في حال لجوئه إلى الدروس الخصوصية أن يستعين بمعلم الفصل الذي يدرس ابنه لسببين، أولهما أنه يعرف شخصية الطالب ونقاط قوته وضعفه في المادة، وثانيهما لدرايته الكاملة بالمنهج الذي يدرسه الطالب وطبيعة الأسئلة التي قد ترد في الامتحان.

عمر الطالب

وقال وليد هاني (ولي أمر): تكاليف الدروس تختلف وفقاً لعمر الطالب، فدروس طلاب الحلقة الأولى التي يسميها المعلمون «دروس التأسيس» تنخفض أسعارها في مقابل الدروس التي يقدمها معلمو الحلقة الثالثة بمختلف المناهج، سواء المنهاج الوزاري أو المناهج الأجنبية.

وأوضح أن كلفة دروس التأسيس غالباً ما تتراوح ما بين 100 و150 درهماً للطالب، ولا يزيد فيها عدد الطلاب، لأنه في حال زيادة عدد الطلاب في ظل حداثة أعمارهم ينخفض السعر، فيما ترتفع الأسعار لطلاب المراحل العمرية الأكبر.

خارج الدولة

وأشارت عبير أحمد (ولية أمر) إلى أن طفليها يدرسان منهاجاً عربياً، وهو ما يسهل الاستعانة بأي معلم سواء من داخل الدولة أو خارجها، ومن هذا المنطلق تستعين بمعلمين من وطنها الأم لدعم أبنائها عبر أحد برامج الاتصال المرئي، وفي المقابل ترسل مبالغ شهرية للمعلمين، مؤكدة أن هذه المبالغ منخفضة جداً ولا تقارن بأسعار الدروس الخصوصية التي تقدم في الدولة سواء كانت مباشرة أو عبر الاتصال المرئي.

تجارة

وقالت سارة الشامسي (ولية أمر): الدروس الخصوصية باتت مصدر تربح للمعلمين، حيث اتخذ بعض المعلمين حاجة أولياء الأمور إليها واعتبروها تجارة، تتفاوت أسعارها وفقاً لزيادة الطلب، فكلما زاد الطلب على المعلم ارتفع سعر تقديمه للخدمة، دون الالتفات إلى الأعباء التي تقع على كاهل أولياء الأمور، وفي الوقت ذاته نجد المعلمين الجدد أو المعلمين الذين أنهيت خدماتهم من مدارسهم، يقدمون الخدمة في مقابل أسعار منخفضة، بهدف استقطاب المزيد من الطلاب وأولياء الأمور.

تقييد للحركة

ورأت نادية عاطف (ولية أمر) أن استقبال المعلم طلاباً آخرين زملاء للابن لتلقي درس في المنزل، يمثل عبئاً مالياً على الأسرة، وتقييداً لحرية كل أفراد الأسرة خلال فترة الدرس، حيث يلتزم أهل المنزل الهدوء والصمت، حتى يتسنى للطلاب والمعلم التركيز في المحتوى.

وقالت: ميل الكثير من أولياء الأمور إلى دعم أبنائهم من خلال الدروس الخصوصية يعود إلى رغبتهم في عدم الشعور بالتقصير تجاه الأبناء لاسيما وأن العديد من أولياء الأمور ليس لديهم الوقت الكافي لمتابعة أبنائهم دراسياً، أو يواجهون صعوبات في هذا الشأن فيقومون بإسناد المهمة إلى معلم خارجي.

اشتراكات شهرية

وقالت دينا عزت (ولية أمر): أبرز ما لفت نظري في الدروس الخصوصية هو تقديم بعض المعلمين عروضاً لأولياء أمور تتضمن مساعدة أبنائهم في مواد مختلفة مقابل اشتراكات شهرية تبدأ من 300 درهم وحتى 600 درهم بادعاء أن المعلم «معلم شامل» ويمكنه تقديم كل الدعم الذي يحتاج إليه الطالب في محاولة لجذب أولياء الأمور، ومن المؤكد أن القائمين على تقديم الدروس بهذه الطريقة يفتقرون إلى الخبرة والمهارة التي يحتاج إليها الطالب.

توقيع

وقال أحمد إبراهيم (معلم): لدى استلام كل معلم منا وظيفته في المدرسة التي يعمل بها يوقع على تعهد بعدم إعطاء دروس خصوصية، وعلى الرغم من ذلك لا يراعي الكثير من المعلمين هذا الأمر ويقدمون خدمة الدروس الخصوصية بعد ساعات الدوام المدرسي ظناً منهم أنهم يقدمونها في الخفاء.

وأضاف: الكثير من المعلمين الذين يقدمون الدروس الخصوصية والمعروفة أسماؤهم في المجال التربوي لا ينتمون إلى مدارس خاصة أو حكومية، بل يعتمدون على العائد الضخم الذي يرد إليهم نتيجة تقديم الدروس الخصوصية والمغالاة في أسعارها بالتزامن مع فترات الامتحانات.

وتابع: اختيار ولي الأمر للمدرسة المناسبة ذات المستوى التعليمي والأكاديمي المتميز يُغني ولي الأمر عن اللجوء للدروس الخصوصية، حيث يكون المعلمون في غنى عن منح الدروس، وبالتالي يقدمون كل الدعم للطلاب، وإن تطلَّب الأمر أن يتم دعم طالب معين في شق معين أو درس معين واجه صعوبة فيه.

ضعف الرواتب

وأرجعت مي محمد (معلمة) إعطاء بعض المعلمين الدروس الخصوصية إلى ضعف الرواتب التي يتقاضونها خلال عملهم في المدارس الخاصة، قائلة: في الوقت الذي تزيد فيه متطلبات الأسرة والأبناء، ومع تكرار طلب بعض أولياء الأمور بتقديم الخدمة لأبنائهم، يقدمها بعض المعلمين في نطاق محدود بهدف تحسين الدخل.

وتابعت: في حال رفع المدارس الخاصة لرواتب المعلمين ستكون شريحة كبيرة من المعلمين بغنى عن العائد الذي يردهم من تقديم الدروس الخصوصية، ولاسيما المعلمات اللائي يتركن أسرهن وأبناءهن بعد انتهاء ساعات دوامهم المدرسي من أجل إعطاء هذه الدروس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"