عادي

موجـة الحـر الإسبانيـة المتفاقمـة تداهـم فرنسـا

21:41 مساء
قراءة 3 دقائق
1

مدريد - أ.ف.ب

شهدت إسبانيا، الاثنين، موجة حر خانقة و«غير اعتيادية» في مثل هذا الوقت من العام، بسبب «الاحتباس الحراري»، وفق خبير من وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية (إيميت)، في حين ستواجه فرنسا هذا الأسبوع موجة حر جديدة في دليل جديد على كوكب يعاني الاحترار، على خلفية جفاف استثنائي للتربة، مما يثير مخاوف من فقدان المحاصيل واندلاع حرائق.

وقال المتحدث باسم «إيميت» روبين ديل كامبو: إنّ الموجة تأتي بعد شهر أيار/ مايو الذي اعتبر الأكثر سخونة في إسبانيا منذ ما لا يقل عن 100 عام، وستسجّل «درجات حرارة مرتفعة جداً» و«يمكن أن تستمر حتى نهاية الأسبوع».

وذكر أن درجات الحرارة ستتجاوز «40 درجة» نهاراً في عدة مدن إسبانية وستبقى مرتفعة ليلاً «متجاوزةً 20 أو 22 درجة».

وحذر عالم الأرصاد من أن الظاهرة «غير محصورة في شبه الجزيرة الأيبيرية» وستصل إلى دول أوروبية أخرى مثل فرنسا في الأيام المقبلة.

وقال: «هذا الحر الشديد في مثل هذا الوقت من الربيع، غير اعتيادي» ويعود إلى «الاحتباس الحراري».

وفي الأشهر العشرة الماضية، شهدت إسبانيا أربع موجات حر: واحدة في آب/ أغسطس حطّمت الأرقام القياسية (47.4 درجة في مونتورو، في جنوب البلاد)، ودرجات حرارة «مرتفعة بشكل استثنائي» بين عيد الميلاد ورأس السنة، وموجة حر في أيار/ مايو، وهذه الموجة حالياً.

ويمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 43 درجة في الأندلس (جنوباً)، خصوصاً في قرطبة أو إشبيلية، وفقاً لإيميت. منذ قبل الثورة الصناعية، ارتفعت درجات الحرارة في إسبانيا بمعدل 1.7 درجة أي (بدرجتين في أوروبا)، بحسب روبين ديل كامبو.

وبينما كانت إسبانيا تتمتع تقليدياً بصيف حارق، يشير إلى «أنها تزداد سخونة قليلاً كل عام؛ وذلك لمدة أطول: يستمر الصيف لمدة شهر إضافي مقارنةً بما كان عليه في الثمانينات»، ما يؤدي إلى وفاة نحو 1800 شخص سنوياً.

إضافة إلى العواقب الصحية، يحذر الخبير من الآثار البيئية، مع زيادة مخاطر الجفاف وصعوبات التزود بالمياه وزيادة الحرائق.

ويؤكد العلماء أن زيادة موجات الحر، خصوصاً في أوروبا، هي نتيجة للاحتباس الحراري.

إلى ذلك، ستواجه فرنسا هذا الأسبوع موجة حر جديدة في دليل جديد لكوكب يعاني الاحترار، على خلفية جفاف استثنائي للتربة مما يثير مخاوف من فقدان المحاصيل واندلاع حرائق، وحدوث منخفض محلي بين جزر الأزور وماديرا يسهم تدريجياً في هبوب هواء ساخن من المغرب العربي إلى أوروبا الغربية. وقد تأثرت شبه الجزيرة الأيبيرية مع توقع درجات حرارة تزيد على 40 درجة مئوية خاصة في إسبانيا.

وسيصل هذا الهواء الساخن إلى فرنسا، الثلاثاء، من الجنوب الغربي؛ حيث قد تصل درجات الحرارة إلى 35-36 درجة مئوية قبل أن ينتشر في النصف الجنوبي الأربعاء، ثم يتجه شمالاً.

بالنسبة للنصف الجنوبي «ذروة الحرارة ستسجل الخميس والجمعة والسبت مع 35 إلى 38 درجة مئوية» أو حتى 40 درجة مئوية محلياً، حسب ما قاله خبير الأرصاد الجوية في Meteo-France فريديريك ناثان.

إذا كان من الممكن أن تكون مدة هذه الموجة أقصر في النصف الشمالي، فسوف ترتفع الحرارة إلى 35 درجة مئوية، الجمعة، في رين (غرب) أو في باريس. وسيكون الجو حاراً في كل مكان، السبت، مع درجات حرارة تراوح بين 34 و38 درجة مئوية.

وشهدت البلاد درجات حرارة استثنائية خلال حزيران/ يونيو. وبالتالي، فإن درجات الحرارة القياسية المطلقة في فرنسا تعود إلى حزيران/ يونيو 2019 مع 46 درجة مئوية في فيرارغ (جنوب شرق) لكن في نهاية الشهر (28 حزيران/ يونيو).

وأشار خبير الأرصاد الجوية إلى أن موجة الحر ستكون «بداية على النطاق الوطني الأبكر منذ بدء تسجيل الأرقام». تعود موجة الحر السابقة إلى عام 2017 من 18 إلى 22 حزيران/ يونيو.

وتعد موجات الحر والقيظ من أوضح علامات الاحتباس الناجم عن النشاط البشري. وكتب خبير المناخ كريستوف كاسو على «تويتر»: «نحن نعيش تجربة مسبقة لما ينتظرنا مستقبلاً مناخياً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"