عادي
ضمن مراسم احتفالية أقيمت تحت قبة المعهد الفرنسي في باريس

زكي نسيبة أول إماراتي يفوز بعضوية «أكاديمية العلوم الأخلاقية» بفرنسا

12:50 مساء
قراءة 3 دقائق
زكي أنور نسيبة

«الخليج»
مُنِحَ زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السموّ رئيس الدولة - الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، عضوية «أكاديمية العلوم الأخلاقية والسياسية»، ليصبح أول إماراتي ينضم إلى إحدى الأكاديميات التابعة للمعهد الفرنسي، بوصفه عضواً أجنبياً مشاركاً، وتمّ ذلك ضمن مراسم احتفالية أقيمت اليوم تحت قبة المعهد الفرنسي في باريس.
ويّعدّ انتخابه لعضوية الأكاديمية تكريماً لخدمته الحكومية الطويلة التي أثرى خلالها المؤسسات التعليمية والثقافية في دولة الإمارات، وأحرز الكثير من الإنجازات في إدارة الشؤون الثقافية، لا سيما عبر توثيق الصلات بين دولة الإمارات، والفرانكوفونية العالمية والمؤسسات التعليمية والثقافية الفرنسية المرموقة.
وجرت مراسم التعيين بقيادة ريمي براغ، رئيس الأكاديمية، البروفيسور الفخري للفلسفة العربية والدينية. وهو مُتخصّص في الفكر الإسلامي واليهودي والمسيحي في العصور الوسطى. وقد قدم جان روبرت بايت، الأمين الدائم للأكاديمية الجغرافي المعروف عالمياً، زكي نسيبة، على أنه مواطن عالمي، سفير لشرق مفتوح على جميع الثقافات، وصانع للسلام.. مشيراً إلى أنه مؤلف لكثير من المنشورات المُكرّسة للدبلوماسية الثقافية، ومكافحة التطرف والسعي إلى التسامح.
وأشاد بالتأثير الثقافي للإمارات وتقاربها الأخير مع إسرائيل الذي يرى فيه الأمل بتقدم السلام والحوار بين الأديان.
وقال الأمير الحسن بن طلال، في كلمة وجهها الى الحفل، ألقاها بالنيابة عنه البروفيسور ريمي براغ.. إن زكي نسيبة، أسهم في تطور الثقافة والفنون، والدبلوماسية في الإمارات، وفي تطوير بعض المبادرات الفنية والثقافية الرئيسية في أبوظبي.. لافتاً إلى أنه بانتخاب زكي نسيبة، تواصل كلية العلوم الأخلاقية والسياسية، بناء الجسور الثقافية بين فرنسا والعالم العربي وتُعزّز الحوار الثقافي بين المتقاربين فكرياً.
وبعد تنصيبه، ألقى زكي نسيبة، كلمة أمام جمهور الأكاديميين والضيوف المدعوين، ونسب الفضل في انتخابه إلى بيئة دولة الامارات وقال عنها «البلد الذي كان لي الشرف والنعمة والحظ السعيد أن أخدم فيه أغلبية مسيرتي».
وأضاف «ينضوي انتخاب الأكاديمية لأول أعضائها من الخليج العربي على معانٍ تاريخية عظيمة، فضلاً عن الشرف والمسؤولية الممنوحة لي مواطناَ من الإمارات. توصلت بالفعل إلى أن هناك علاقة أساسية ما بين نموي المهني والفكري والبيئة التي عشت بها. لذلك، لا أعزو الفضل في انتخابي إلى نفسي، بل هو شهادة على قيم دولة الإمارات وطموحاتها وقدراتها والأفراد الملهمين الذين قد قابلتهم فيها».
وقال: الإمارات العربية المتحدة دولة تعمّقت في التراث الحقيقي للإسلام، لذلك فإنها تعطي الأولوية لكرامة الحياة البشرية. إن رؤيتها الوطنية واستراتيجياتها تنسجم مع السعي للتسامح والتعاطف والرحمة. هي تعرض القيم الإنسانية القوية والأساسية التي تعكس التعاليم الإسلامية. كرّست قيادتها وحكومتها جهودها لضمان حصول كل مواطن من مواطنيها على فرصٍ متكافئة وعلى الأمن والمصادر والسبل الضرورية لعيش حياة صحية وآمنة وهادفة. ولطالما توسعت آفاق الإمارات إلى ما وراء حدودها، لتعزيز الانفتاح والتعاون والأعمال الخيرية الدولية. تؤكد هذه النظرة للعالم أن رفاهيتنا الوطنية مرتبطة بالرفاهية العالمية. وفوق كل هذا، تدعو الأمة إلى التعايش السلمي بين المجتمعات المتنوّعة متعددة الثقافات القاطنة على أراضيها، وبين بلدان وشعوب العالم.
وأضاف: تُقدم دولة الإمارات اليوم للعالم العربي نموذج التطور الإنساني. وإن سياساتها الداخلية، وتعاملها مع الدول العربية والإسلامية، والتزاماتها الأوسع تجاه مؤسسات الحوكمة العالمية تستكمل اليوم نهج قائدها ومؤسسها الأول. وتدرك قيادتنا الحكيمة الحالية أن تطور القدرات الإنسانية وتقديم الأولوية للرفاه الإنساني، وتطبيق الأخلاقيات الإنسانية والترويج لها ضرورة مصيرية للحفاظ على مرونة الدولة واستقرارها.
وفي ختام كلمته، عبّر نسيبة عن آماله لمستقبله الشخصي بوصفه عضواً أجنبياً مشاركاً منتخباً دائم العضوية في الأكاديمية.
ويأخذ نسيبة مكانه في الأكاديمية بالمشاركة مع: البابا الأسبق الكاردينال جوزيف راتسنجر. والملك خوان كارلوس ملك إسبانيا الأسبق، والأمير تشارلز، أمير ويلز ودوق كورنوول، والأمير الحسن بن طلال، وستيفين بريير، عضو محكمة العدل العليا في الولايات المتحدة، وجيان كلاود يونكير، رئيس وزراء لوكسمبورغ الأسبق، ورئيس المفوضية الأوروبية الأسبق، وماريو مونتي، مفوض المفوضية الأوروبية الأسبق، ورئيس وزراء إيطاليا الأسبق، والرئيس الدائم لجامعة بوكوني في إيطاليا، فولغانغ شويبله، رئيس البرلمان الفدرالي الألماني الأسبق، ودورا باكوينيس، عمدة أثينا السابقة، وأول امرأة تشغل هذا المنصب ووزيرة الخارجية ووزيرة الثقافة السابقة لدى جمهورية اليونان، وإسماعيل قادري، روائي وشاعر وسيناريست وكاتب مسرحي ألباني.
يُعدّ المعهد الفرنسي جمعية علمية رائدة أنشئت عام 1795، ويضم خمس كليات، أحدثها كلية العلوم الأخلاقية والسياسية. والأخرى هي: الكلية الفرنسية التي تُعنى باللغة الفرنسية، وكلية النقوش والدراسات الأدبية، وكلية العلوم، وكلية الفنون الجميلة.
وأنشىء المعهد الفرنسي تحت عناية رئيس الجمهورية الفرنسية بهدف المحافظة على التقدم الفكري، ودعم الإنتاج الإبداعي، وحفظ التراث المعماري والفني والفكري.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"