عادي

بعد أيام من تراشق حاد.. محادثات «مثمرة» بين الصين وأمريكا في لوكسمبورغ

14:53 مساء
قراءة 3 دقائق
بكين- أ.ف.ب
أعلنت بكين وواشنطن أن محادثات «صريحة ومثمرة» جرت، أمس الاثنين، بين كبار مستشاري الأمن والدبلوماسية للصين والولايات المتحدة، بعد أيام من المبادلات الحادة خصوصاً بشأن تايوان.
وانخفضت حدّة اللهجة فجأة أثناء الاجتماع في لوكسمبورغ مقارنة بما كانت عليه الأسبوع الماضي، عندما حذّر وزير الدفاع الصيني من أن بلاده لن تتردد في شنّ حرب لمنع استقلال تايوان، فيما انتقد نظيره الأمريكي «الأنشطة العسكرية الاستفزازية والمزعزعة للاستقرار» التي تقوم بها بكين.
ولم يعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان ومدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية الصيني يانغ جيتشي بعد لقائهما، الاثنين، عن تسوية بشأن نقاط الخلاف الرئيسية ولاسيما حول تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتنوي استعادتها يوماً ما بالقوة إذا لزم الأمر.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن يانغ قوله: إن مسألة تايوان تؤثر في الركيزة السياسية للعلاقات الصينية الأمريكية، وإذا لم تتمّ معالجتها بشكل صحيح، سيكون لديها تأثير ضارّ. ودعا الولايات المتحدة إلى تجنّب «الأحكام السيئة» و«الأوهام» في هذا الموضوع.
وقال البيت الأبيض في بيان: إن ساليفان أكّد مجدّداً موقفنا منذ وقت طويل بشأن صين موحّدة وكذلك مواقفنا ومخاوفنا بشأن تصرفات بكين العدوانية والقسرية عبر مضيق تايوان.
وفي الأشهر الأخيرة، تصاعدت التوترات بشأن تايوان، مع تكثّف عمليات اختراق الطائرات العسكرية الصينية منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي للجزيرة. وبدا الرئيس الأمريكي مؤخراً وكأنه يشكك في هذا التوازن الدبلوماسي الدقيق، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستدافع عسكرياً عن الجزيرة في حال غزتها بكين.
وجدّد ساليفان تأكيد سياسة «الغموض الاستراتيجي» التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ عقود وتقرّ بموجبها دبلوماسياً بالصين لكن في الوقت نفسه تدعم تايوان عسكرياً. وقالت مسؤولة رفيعة في البيت الأبيض للصحفيين: إنّ لقاء ساليفان مع يانغ في لوكسمبورغ استمر نحو أربع ساعات ونصف الساعة وجاء متابعة لمكالمة هاتفية بينهما في 18 أيار/ مايو.
وتدهورت العلاقات بين بكين وواشنطن في السنوات الأخيرة، وتتواجه القوتان العظميان في مجالات عدة مثل التجارة الدولية وحقوق الإنسان ومؤخراً الحرب في أوكرانيا. وذكر البيت الأبيض في البيان أنّ المحادثات «تضمّنت مناقشة صريحة وموضوعية ومثمرة لعدد من القضايا الأمنية الإقليمية والعالمية، فضلاً عن القضايا الرئيسية في العلاقات الأمريكية الصينية»، مع تأكيد ساليفان «أهمية الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة لإدارة التنافس بين بلدينا».
من جانبها، وصفت وكالة أنباء الصين الجديدة أيضاً اللقاء بأنه كان «صريحاً، وعميقاً وبناءً». ووافق يانغ على الحفاظ على الحوار لكنّه أشار بوضوح إلى أن بكين لن تعدّل خطوطها الحمراء.
وقال وفق ما نقلت عنه الوكالة الصينية: «منذ مدة يصرّ الطرف الأمريكي على احتواء وصدّ الصين أكثر بشكل شامل»، لكنّ الصين ترفض «تحديد العلاقات الثنائية بالمنافسة».
وبحسب تقرير وكالة الأنباء الصينية، عرض يانغ «أيضاً الموقف الرسمي للصين بشأن مسائل متعلقة بشينجيانغ وهونغ كونغ والتيبت وبحر الصين الجنوبي وكذلك حقوق الإنسان والديانة». وفي ما يخصّ هذه المواضيع، تكرّر الصين أنها لن تسمح بأي تدخّل في شؤونها الداخلية.
وتحذّر الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بشكل منتظم بكين من مطالباتها في بحر الصين الجنوبي، حيث تتنازع الصين السيادة على بعض المناطق مع الفلبين وبروناي وماليزيا وتايوان وفيتنام.
ودخلت العلاقات الصينية الأمريكية منعطفاً خطراً في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي أشعل فتيل حرب تجارية ردّاً على ما وصفه بالممارسات الصينية التجارية التعسّفية. ويقول بايدن إنّه يدرس رفع بعض الرسوم الجمركية في محاولة لكبح التضخم الهائل في الداخل.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"