المستقبل عنوانه مكتبة

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين

رغم كل الظروف التي تجعل العالم على صفيح ساخن من التقلبات وعدم اليقين، وما يقال عن أن القراءة لم تعد سلاحاً مؤكداً لمواجهة اضطرابات البشرية وأسئلة الفرد الشائكة، إلا أن كتاباً بحجم طموحاتنا وجد موطئ مدينة مصغرة، ليستقر في مدينة تصنع نفسها كل يوم، كتاباً يضم ملايين الكتب ويفتح صفحاته لكل قارئ وباحث ورائد أعمال وصانع محتوى وشاب مقبل على العمر الجديد، هذا الكتاب الأيقونة، هو مكتبة محمد بن راشد، التي افتتها رسمياً «مهندس المستقبل» صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فلماذا المكتبة ولماذا الآن؟
في رصيد دبي والإمارات مشاريع معرفية لا تعد ولا تحصى، فمبادرات محمد بن راشد المعرفية لا تتوقف عن إبهارنا بكل ما من شأنه أن ينقلنا إلى نور التغيير الإيجابي، وربما كان تحدي القراءة العربي الذي يحشد ملايين الأطفال العرب حول كلمة «اقرأ»، هو أكبر دلالة على أن المعرفة ليست طارئة على تاريخ هذا الوطن، بل هي «جين» يحرك الكثير من إسهامات الإمارات في الميادين كافة، كما أن سباق التنافسية في ميدان الاقتصاد المعرفي والإبداعي، هو جزء لا يتجزأ من استراتيجيات حكومة الإمارات المستقبلية في الأعوام الخمسين القادمة.
مكتبة محمد بن راشد أحد مشاريع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي انطلقت بإصدار قانون الإنشاء عام 2016، واتخذت من الكتاب قالباً وجوهراً تتشكل من سبعة طوابق، تضم محتوى معرفياً ضخماً يتألف من أكثر من مليون كتاب ورقي ورقمي بلغات متعددة وعلى رأسها العربية، وما يزيد على 6 ملايين رسالة علمية، ونحو 73 ألف مقطوعة موسيقية، و57 ألف فيديو، وحوالي 13 ألف مقالة، وأكثر من 5 آلاف دورية ورقية وإلكترونية تاريخية كأرشيف ل325 سنة، ونحو 35 ألف صحيفة ورقية وإلكترونية من مختلف أنحاء العالم، وما يقارب 500 من المقتنيات النادرة.
بهذه الإطلالة العصرية التي دخلت تاريخ التصميم والمعمار تطل هذه الأيقونة المعرفية والثقافية على خور دبي، بمساحة إجمالية تقدر بأكثر من 54 ألف متر مربع، وتتكون من تسع مكتبات تخصصية تضيف اهتمامات قل أن توجد في المكتبات العامة مثل: مكتبة الإمارات المخصصة للإنتاج المعرفي والفكري المحلي، مكتبة ريادة الأعمال ومكتبة الفنون والإعلام، بالإضافة إلى مكتبة للمجموعات الخاصة ونفائس المقتنيات المعرفية.
من اللافت للنظر تلك البيئة التحفيزية بأدوات التكنولوجيا العصرية التي من شأنها النهوض بالصناعة الإبداعية في الدولة، الأمر الذي يتماشى مع رؤية قيادة الركب المعرفي ومفادها: «الاقتصاد بحاجة للمعرفة، والسياسة بحاجة للحكمة، والأمم بحاجة للتعلم.. وكل ذلك موجود في الكتاب» كما قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"