الشارقة: محمود محسن
المسطّحات والمتنزّهات الخضراء سمة عرفت بها إمارة الشارقة، جعلت منها وجهةً لأسر وجاليات متعددة، تقصدها للاستمتاع، وسط فرحة الأطفال وانسجام الكبار كل منهم بما يناسب اهتماماته من مرافق راعت التنوع والاختلاف، أكثر من 120 حديقة تزخر بالمناظر الطبيعية الخلابة، وتحقيقاً للنوعية وتوفير خيارات تتماشى واختيارات رواد المتنزهات، ولكسر النمطية في ما تقدمه لجمهورها، نجحت في تطوير إحدى وجهاتها الترفيهية وتحويلها لإحدى أجمل الحدائق المائية، لتنفرد باستقطاب الراغبين في خوض المغامرة في دهاليز المنزلقات والألعاب المائية المشوقة، ضمن حدود شبه جزيرة تقع في قلب الإمارة الباسمة، تحدها المياه من معظم حدودها إلى جانب الأشجار والنباتات المتداخلة في مشهدٍ يعكس أجواء من الإثارة في خوض تجربة الاستمتاع بين ألعاب «حديقة المتنزّه».
على مساحة 126 ألف متر مربع تقع حديقة متنزّه الشارقة التي افتتحت عام 1979، وتعد من أوائل المتنزّهات في الدولة، إلى أن شهدت تطويراً واسعاً في مرافقها وخدماتها وأعيد افتتحها في 2018 بحلتها الجديدة حديقة مائية تفاعلية عائلية، توفر تجربة جديدة وفريدة لجميع أفراد الأسرة بجميع فئاتهم العمرية، حيث شهدت تحولاً جذرياً في طبيعة الألعاب، لتقدم برج منزلقات جديد يضم عدداً كبيراً من المنزلقات المائية، وآخر منزلق مائي جديد مخصص للأطفال يستوعب 110 أطفال من عمر 4 أعوام إلى 14 عاماً، وتوسيع مسار المغامرات ليشمل مساراً جديداً مخصصاً للأطفال، يضم شبكة للقفز بقدرة استيعابية تصل إلى 100 طفل في الجولة الواحدة، إلى جانب قطار مع عربتين رئيستين تتسعان ل40 راكباً في الجولة الواحدة، ضمن نطاق حديقتين مستحدثتين هما «مملكة اللؤلؤ» و«جزيرة الأساطير»، لتحصد حدائق المتنزّه التابعة لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، المرتبة السابعة عالمياً، ضمن قائمة أفضل الحدائق المائية في العالم، من الموقع العالمي «تريب أدفايزر»، وتصنف الجائزة ضمن فئة اختيار المسافرين «الأفضل»، بحسب التقييمات والآراء عبر موقع «تريب أدفايزر» عام 2019.
مملكة اللؤلؤ
مملكة عربية أسطورية مستوحاة من «لؤلؤة المعرفة»، وتوفر مملكة اللؤلؤ الواقعة في متنزّه الشارقة المائي مجموعة من أفضل الألعاب المائية للأطفال والكبار، مع مراعاة أهم معايير السلامة، وأهمها توفير أرضية مطاطية مانعة للانزلاق، مع طاقم من الموظفين والمشرفين المؤهلين لضمان السلامة للجميع، وتعد الأميرة لؤلؤة أبرز الشخصيات المميزة للمملكة.
وتوفر هذه المنطقة الترفيهية التي تعدّ من أفضل الحدائق المائية بالشارقة، مجموعة من الأفعوانيات والمنزلقات المائية، بواقع 36 منزلقاً مائياً تناسب مختلف الفئات العمرية وتضم منزلقات الوادي المهجور، ومنزلقات ساحل القراصنة، ومنزلق عرين القراصنة، منزلقات بساط الريح، وأفعوانية ومنزلق القلعة، ومنزلقات قصر الملك.
فعاليات وعروض
وتضم الحديقة مجموعة أخرى من الألعاب المائية والبرك المختلفة أيضاً، بما فيها بحر الصغار والواحة العظمى والنهر الغامض وغيرها، وتقام فيها مجموعة من الفعاليات على مدار العام، ومنها يوم السيدات في فصل الصيف، وتتيح الفعالية التي تقام مرة في الأسبوع الفرصة للسيدات والأطفال للاستمتاع بأرجاء ومرافق الحديقة بخصوصية تامة، مع ضمان سلامتهم، وتشمل العروض الموسيقية الحية «دي جيه».
جزيرة الأساطير
أطلق عليها هذا الاسم نسبةً إلى قصة مبنية على رحلة عبر الزمن تجوب 9 بلدان، وتسرد مجموعة من الأساطير التقليدية، والحكايات الخيالية، ويسافر زوار الجزيرة عبر الزمن ليشاهدوا الأساطير الشهيرة ولتجربة التشويق بأقصى صوره، إذ يمكنهم مواجهة وحش بحيرة لوخ نيس، أو مشاركة هرقل مغامراته اليونانية في القرون الوسطى، أو الانضمام ليكونوا جزءاً من الكرنفال الإسباني المشوّق.
26 لعبة خيالية
وتحتضن الحديقة 26 لعبةً مستوحاة من الحكايات الخيالية، تضم في طياتها ألعاباً مشوقة تبعث بالإثارة والفضول على نفوس مرتادي الجزيرة كونها تضم مجسمات صممت بعناية فائقة لتلامس الأساطير الخيالية وتنقل الزوار إلى قلب عالم الخيال لخوض مغامراته بنوع من الإبهار في مجموعة من الألعاب المثيرة، ويدخل ضمن تلك الألعاب لعبة «القصر»، حيث يأسر هذا المكان الساحر قلوب الأطفال ويملؤهم بالطاقة والحيوية والتحدي بمختلف الألعاب، مثل صعود السلالم، والزحف في الأنفاق والمنزلقات وغيرها. أما لعبة «قطار الزمن»، فتتيح لزوارها الصعود على متن قطار الزمن للقيام بجولة رائعة ومشوّقة تشمل أنحاء جزيرة الأساطير كافة، حيث يمكنهم مشاهدة العجائب والمناظر الملأى بالتشويق.
مغامرات وألوان
تتنوع أساليب الجذب في جزيرة الأساطير، إذ تنجح الألوان والمغامرات في استقطاب الأطفال للألعاب المنوعة، ويأتي في مقدمتها لعبة «الزهور الراقصة» التي تعدّ من المغامرات المفعمة بالمرح والألوان، إذ يحظى الأطفال بفرصة القفز داخل إحدى هذه الزهور أثناء دورانها وتمايلها في الهواء الطلق. أما لعبة «إبريق الشاي» فتتيح للزائر الجلوس داخل إبريق الشاي والاستمتاع بألوانه المفعمة بالحياة، والسفر عبر الزمن إلى مملكة إنجلترا القديمة، حيث يجد نفسه ضمن أجواء يسيطر عليها الطابع الإنجليزي، بما في ذلك بعض الأحجار الكريمة الدفينة الخاصة بشارلوك هولمز شخصياً.
غموض وتحدٍّ
يستمر التشويق فيما تخبئه ألعاب الأساطير لمرتاديها من غموض وتحدٍّ يكمن في ألعاب عدة، منها لعبة «القارب» وهنا يمكن للزائر الاستمتاع بجولة في نهر السكون، ومقابلة أكثر مخلوقات البحر غموضاً أثناء الجلوس في قارب رحلة البحث عن وحش بحيرة «لوخ نيس»، الذي يوفّر تجربة فريدة، لا تشبه أياً من المغامرات الأخرى. أما لعبة «تحدي التنين»، فتناسب محبي التجارب المفعمة بالتشويق والمتعة، حيث يذهب الزوار في رحلة جوية خيالية لمعانقة السحاب على متن التنين الصيني، فيما تتميز تجربة لعبة «برج البركان» في الشعور بأقصى أنواع المرح، ومشاركة التحدي مع ركاب هذه اللعبة لتختبر شجاعة اللاعبين في هذه المغامرة الحماسية.
10 آلاف زائر يومياً
الفعاليات والألعاب المستحدثة في متنزّه الشارقة منحته الفرصة لاستيعاب أكبر قدر ممكن من الجماهير من الكبار والصغار، حيث تقدر الطاقة الاستيعابية لمجموع زوار الحديقتين في اليوم الواحد إلى نحو 10 آلاف زائر، مقسمة بين 7 آلاف زائر لجزيرة الأساطير ونحو 3 آلاف زائر في مملكة اللؤلؤ، لاتساع رقعة الألعاب المشوّقة والممتعة على أرض الحديقة، فضلاً عن العروض الاستعراضية والفعاليات المشوقة، فضلاً عن ركن الطعام والمشروبات في كلتا الحديقتين وقدرته على تقديم الوجبات السريعة لمرتادي المتنزّه، إذ تضم جزيرة الأساطير وحدتين رئيستين توفران الأطباق لأكثر من 1500 ضيف ووجبات سريعة، فيما يقدم ركن المأكولات والمشروبات بمملكة اللؤلؤ وجبات سريعة متنوعة للجماهير، مع إمكانية تقديم الكثير من الأطباق لأكثر من 500 ضيف في الساعة الواحدة.
مواعيد وأسعار
وتستقبل الحديقتان زوارهما لتقدم خدماتها، عبر مواعيد سلسة في متناول الجميع، إذ تفتح مملكة اللؤلؤ أبوابها من 10 صباحاً وحتى 10 مساءً في فصل الصيف، وحتى الساعة 7 مساءً في فصل الشتاء، وتتفاوت أسعار التذاكر المقدمة بحسب الفئات العمرية.
فيما تستقبل جزيرة الأساطير زوارها من الساعة 1 مساءً حتى 10 مساءً.
فيما تقدر التعرفة الشاملة التي بموجبها تتيح للزوار الاستمتاع بالحديقتين الترفيهية والمائية طوال اليوم، وتتضمن معظم المرافق والألعاب 200 درهم للكبار، و170 درهماً للأطفال.
عجائب وكرنفالات
تتوالى سلاسل المرح والاستمتاع باختلاف الزيارات والفقرات المقدمة من باقي الألعاب فتقدم لعبة «رحلة الفايكينغ» رحلة يذهب عبرها زوار الجزيرة إلى أرض العجائب البيضاء «الإسكندنافية الجليدية»، حيث يمكنهم القيام بجولة بين ركام سفينة الفايكينغ، وبيت الإسكيمو الجليدي العملاق، والبحيرة شبه المتجمدة، وغيرها من عجائب القطب الشمالي، أما إذا كنتم من محبي الألعاب الجريئة، فلا يمكنكم إضاعة فرصة الاستمتاع بلعبة «قطار باز» والركوب على متنه والانطلاق في رحلة جوية مملوءة بالمغامرات. وتزداد التسلية بقضاء أجمل الأوقات في المهرجان الإسباني الذي يضم لوحات مختلفة من الألوان والموسيقى، والكثير من الألعاب الكرنفالية المختلفة، ليحظى زوار الجزيرة بفرصة لتجربة مسلية مستوحاة من قلب إسبانيا.
