عادي

تعرف إلى مسيرة محمد صلاح من شوارع نجريج للمجد الأوروبي

11:26 صباحا
قراءة 6 دقائق
إعداد: معن خليل
احتفل المصري محمد صلاح الأربعاء 15 يونيو بعيد ميلاده الثلاثين، قضى 10 سنوات منها في رحلته الاحترافية في أوروبا، والتي بدأت في نادي بازل السويسري، ومن المفارقات أنها كانت في 15 يونيو أيضاً الذي أصبح يوماً خاصاً في حياة «الملك المصري».
تعاقد بازل مع صلاح في إبريل عام 2012، لكن العقد بدأ سريانه في 15 يونيو، ثم تتابعت الرحلة في تشيلسي الإنجليزي ومنه إلى فيورنتينا وروما الإيطاليين، ثم ليفربول ناديه الحالي الذي يلعب له منذ 2017.
ولد محمد صلاح في 15 يونيو عام 1992 في نجريج، وهي إحدى قرى مركز بسيون التابع لمحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية.
وعندما تبحث في محركات البحث عن نجريج، ستجد أن القرية الصغيرة تتصدرها عبارة «من أعلامها محمد صلاح لاعب نادي ليفربول والمنتخب المصري لكرة القدم».
وتشبه مسيرة محمد صلاح الكروية قصص العديد من النجوم الكبار في عالم المستديرة،حيث انطلق من الأحياء الشعبية الفقيرة، وصولاً إلى المجد، ولعب أولاً في شوارع قريته نجريج، وعندما لعب في دوري المدارس اكتشفه رضا الملاح وضمه إلى نادي المقاولون طنطا ثم لفريق المقاولون العرب بالقاهرة،
لم يكن ما فعله صلاح عادياً، فهو منذ أن بدأ مشواره مع الفريق المحلي اتحاد بسيون في سن الـ12 من عمره، أيقن كل من دربه أن طريق النجومية ينتظره، وبعد مشوار صغير في اتحاد بسيون ثم المقاولون طنطا، كانت بدايته الحقيقية في الفئات العمرية لنادي المقاولون العرب الذي انضم إليه في 2006 وتنقل بين فرقه وصولاً إلى الفريق الأول بسن الـ18 عاماً، حيث لعب له موسمين، قبل أن تأتيه الفرصة التاريخية بالانتقال في سن العشرين للاحتراف الخارجي في نادي بازل السويسري.
بداية النجومية
رأى كشافة بازل في صلاح نجم المستقبل، فلم يتوان النادي المعروف في سويسرا في دفع نحو 2.5 مليون يورو في لاعب غير معروف على الساحة الدولية، كما أنه أراد التعاقد معه مهما كان الثمن، لدرجة أن نائب رئيس النادي جورج هايتز استقل طائرة خاصة وسافر إلى القاهرة لإنهاء المفاوضات وحسمها بعد أن كادت تتعثر.
يوم خاص
ومن كواليس الصفقة، أن بازل من أجل رؤية صلاح نظم مباراة ودية مع منتخب مصر تحت 23 سنة، وذلك يوم 16 مارس 2012 في بازل، وقد سجل صلاح هدفين على الرغم من أنه شارك في الشوط الثاني فقط، ليقود «الفراعنة» للفوز 4-3، وفي 10 إبريل أعلن النادي السويسري التعاقد مع صلاح لمدة أربع سنوات بدءاً من 15 يونيو 2012.
بدأ صلاح باللعب مع بازل كبديل للنجم السويسري شاكيري، الذي للمصادفة هو نفسه من أصبح بديلاً لصلاح في ليفربول عندما تزاملا في «الريدز» لاحقاً.
وفي مقابلة قديمة له قال صلاح عن تجربته مع بازل «لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي، لم أكن على دراية كيف ستكون الأمور في أوروبا وما إذا كنت سأتأقلم مع الأجواء هناك، لكن العام الأول مر بشكل جيد، ولم أعان من حنين العودة، الأولوية بالنسية لي كانت تحقيق هدفي الأول وهو النجاح هناك طالما أنا ألعب بطريقة جيدة وأحقق أهدافي، فلا أكترث لما يحصل خارج الملعب من أحداث، وكنت آمل دائماً أن ألعب دوراً في تغيير وجهة نظر بعض الأشخاص في ما يتعلق باللاعبين المصريين في الخارج».
نجح صلاح في إيصال الرسالة التي أرادها وأصبح نجم بازل الأول ونال لقب أفضل لاعب في سويسرا بعدما قاده إلى التتويج في الدوري والكأس.
وكان أبرز ما فعله صلاح في صفوف بازل هو التسبب بإلحاق الهزيمة بنادي تشيلسي الإنجليزي مرتين تحت قيادة مدربه السابق جوزيه مورينيو، مما جعل الأخير يطلب وده ويضمه إلى «البلوز» عام 2014 مقابل 19 مليون يورو ليصبح آنذاك ثاني أغلى لاعب عربي في التاريخ بعد المدافع المغربي مهدي بنعطية الذي كان يلعب لنادي بايرن ميونيخ.
قاهر تشيلسي
وأطلق على صلاح اسم «قاهر تشيلسي» بعدما سجل في شباكه ثلاثة أهداف، ومازال الجميع يتذكر ما فعله في مباراة بازل وتشيلسي عندما سجل هدفاً على طريقة مارادونا حين مر عن المدافع الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش وانطلق بسرعته المعهودة لمسافة 40 متراً ثم واجه الحارس العملاق بيتر تشيك وأسكن الكرة في شباكه معلناً هدف الفوز على «البلوز» الذي وصفه صلاح آنذاك أنه أهم هدف في حياته.
التجربة الإيطالية
لم ينجح صلاح كثيراً في تشيلسي الذي أعاره عام 2015 إلى فيورنتينا الإيطالي، والذي بدأ معه النجم المصري رحلة جديدة من التميز، لذلك لم يكن نادي روما مخطئاً عندما دخل في 2016 في معركة حقيقية مع مواطنه فيورنتينا من أجل ضمه ونجح في ذلك عام 2016.
سرعان ما أثبت صلاح أنه صفقة رابحة، وكان لا يمر يوم دون أن يشيد رودي غارسيا المدرب الفرنسي لفريق العاصمة الإيطالية آنذاك بالقادم الجديد وموهبته وقدراته.
وعندما لعب صلاح مع فيورنتينا بنظام الإعارة قادماً من تشيلسي أصبح في فترة وجيزة أحد أبرز هدافيه بعدما سجل تسعة أهداف رغم انتقاله إلى صفوفه في يناير / كانون الثاني، لذلك رغب النادي «البنفسجي» الشهير في الكرة الإيطالية في إبقائه في صفوفه لكنه لم يوفق لأن عرض روما لم يكن لأحد القدرة على مقاومته.
ولم ينتظر محمد صلاح كثيراً ليفتتح باكورة أهدافه مع روما بعدما زار الشباك في لقاء مع ساسولو وكان من الصدف أنه سجل في نفس المباراة التي شهدت تسجيل زميله في الفريق آنذاك الأسطورة فرانشيسكو توتي لهدفه رقم 300 مع النادي الذي يعد من أبرز أساطيره على مر تاريخه.
الانتقال إلى ليفربول
في 2017، عرف الألماني كلوب مدرب ليفربول قيمة صلاح فضمه إلى صفوفه مقابل 50 مليون يورو بين راتب وبدل انتقال لناديه روما وحوافز، ليصبح وقتها أغلى لاعب في تاريخ «الريدز» والأول عربياً وإفريقياً، وهي مفارقات وضعت «ميسي مصر» كما لقب في بداياته الاحترافية في الواجهة الإعلامية التي أثبت ابن محافظة الغربية أنه ينجح في اختبارها دائماً.
ولم تتوقف أرقام صفقة لفيربول في 23 يونيو 2017 عند هذا الحد، حيث أصبح محمد صلاح أغلى لاعب باعه نادي روما في تاريخه بتفوقه على الصفقة القياسية حين باع الجناح الأرجنتيني إيريك لاميلا إلى توتنهام هوتسبيرز في 2013 مقابل 35 مليون يورو.
ولكن مسيرة محمد صلاح الاحترافية التي بدأت في بازل واستكملت في سويسرا وإيطاليا وبعض الوقت في إنجلترا عندما لعب لتشيلسي في 19 مباراة فقط في كافة المسابقات، ستكون في كفة، وتجربته مع ليفربول في كفة أخرى، وما فوزه بلقب الهداف الأول لـ«البريميرليج» في ثلاث سنوات، وحصوله على لقب أفضل لاعب في إنجلترا، وقيادة «الريدز» إلى لقب الدوري الممتاز بعد غياب طويل ثم ألقاب أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي ومونديال الأندية سوى دليل على ذلك.
قالوا في صلاح
يقول الأسطورة توتي الذي زامل صلاح في روما «صلاح لاعب رائع وكبير، ويستحق الإشادة من الجميع كشخص وكلاعب ،أحب شخصيته المميزة، لديه تقنية مثيرة للإعجاب داخل الميدان، ومفيد للغاية لأي فريق»، أما زين الدين زيدان فاعتبر أن «صلاح يمتلك سرعة رهيبة تجعله يتخطى المدافعين بسهولة»، في حين أكد أنشيلوتي المدرب الحالي لريال مدريد، حين كان صلاح في روما «هجوم روما الأفضل بتواجد لاعب رائع وسريع وهجومي من الطراز العالي مثل محمد صلاح، فهو لاعب مؤثر بكل تأكيد ويمنح القوة الكبيرة للفريق من جميع النواحي».
صفقة مميزة
ويفسر كلوب مدرب ليفربول لماذا اختار محمد صلاح لفريقه عام 2017، ويقول عن ذلك «محمد صلاح مزيج رائع من الخبرة والإمكانات الكبيرة والرائعة، إنها صفقة مميزة حقاً بالنسبة لنا، هو يعرف الدوري الإنجليزي جيداً، ولديه خبرة اللعب في دوري أبطال أوروبا، كما أنه واحد من أكثر اللاعبين أهمية لمنتخب بلاده، أرقامه الرائعة تتحدث عنه، يمتلك الصفات التي من شأنها تعزيز فريقنا، لقد تابعته منذ ظهوره في بازل، وقد نضج كثيراً، فسرعته رائعة ولا تصدق حقاً، أثق في أنه سيعطينا المزيد من المرونة في المنطقة الأمامية، وسيجعلنا أكثر خطورة».
ولقد كان كلوب محقاً في كل كلمة قالها، وأثبت صلاح ذلك في الملعب، وبكونه حطم أرقام العديد من أساطير ليفربول في فترة وجيزة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"