عادي

ديون «واتس آب»

22:41 مساء
قراءة 3 دقائق
1
واتساب

كتبت: آية الديب

دفع الفراغ والملل شاباً ثرياً إلى قضاء ساعات طويلة، مستخدماً مواقع التواصل المختلفة، وخلال استخدامه لأحد المواقع المعروفة، تعرف إلى فتاة حسناء تعيش في الدولة. وبعد مدة قصيرة بدأ يشاركها كل تفاصيل حياته، وتطورت العلاقة بينهما، إلى أن وقع في حبها.

وبعد تعارفهما، وعلى مدار سنوات، تردّد الشاب إلى منزلها الذي تعيش فيه مع والدتها المنفصلة عن والدها، الذي يعيش في دولة مجاورة، وكانت تحكي له كل أمورها الشخصية. وكثيراً ما كانت تشعر بأنه هدية طال انتظارها، وأن الزواج منه سيحقق لها آمالها التي كان يحول دون تحقيقها وضعها ووضع والدتها المادي.

استمرت العلاقة بينهما على مدار 5 سنوات، وكان الشاب يواصل وعوده لها بالزواج، ودعمها وأمها مادياً بصورة كبيرة، وكانتا تعرفان ثراءه. وبطبيعة العلاقة المتطورة بينهما، كانتا تطلبان منه مساعدات مالية في أي وقت تحتاجان فيه إلى المال.

لكن خلال السنة الأخيرة، بدأت المشكلات تتسلل بينهما، إلى أن تفاقمت، فقررا قطع العلاقة، وبعدها طالب الشاب الفتاة وأمها بالأموال التي كان قد منحها لهما، وكرر مطالباته، ولكن دون جدوى. فاضطر إلى اللجوء للقضاء لاسترداد حقوقه، ورفع دعوى مدنية طالب فيها إلزام الفتاة بأن ترد له 366 ألف درهم، وإلزام أمها بأن ترد له 112 ألف درهم. مشيراً إلى أنه حول هذه الأموال لهما على سبيل السلف، ولكنهما تماطلان في السداد.

وأمام مكتب تحضير الدعوى، وعبر الاتصال المرئي، أكدت الفتاة وأمها أن الشاب خطب الفتاة، وكان على تواصل مستمر بهما ورغبة منه في التقرب من خطيبته، كان يجري هذه التحويلات خلال الخطوبة، على سبيل الهدية والهبة غير المستردة، وليس على سبيل السلف. وطلبتا رفض الدعوى وأرفقتا صورة من محادثة عن طريق برنامج «واتس آب».

وبسؤال الشاب خلال تحضير الدعوى، أكد أنه تعرف إلى الفتاة ولكن لم يكن هدفه الزواج منها، فقدمت الفتاة محادثات عن طريق برنامج «واتس آب» وبمواجهة الشاب بهذه المحادثات، أفاد بأنه كان ينوي التقدم لخطبتها، وأن المبالغ المحولة غير متعلقة بموضوع الخطبة، وكانت على سبيل القرض. مشيراً إلى أن الفتاة تعهدت له برد تلك المبالغ بعد حصولها على وظيفة. وقدم الشاب محادثات أخرى بينهما؛ وبمواجهة الفتاة بها أكدت أن المبالغ محولة منه على سبيل العطية، وهي التي أنهت العلاقة، لكثرة المشاكل والخلافات بينهما.

وقررت المحكمة توجيه اليمين الحاسمة للشاب، وفق صيغة محددة وبعدها حلف الشاب اليمين التي أكد فيها أن الأموال التي منحها للفتاة ووالدتها كانت على سبيل القرض والدين ولم تكن على سبيل الهدية والهبة.

وقضت محكمة أول درجة بإلزام الفتاة بأن تؤدي للشاب 366 ألف درهم، وإلزام والدتها بأن تؤدي له 112 ألف درهم، وإلزام الفتاة ووالدتها معاً بأن تؤديا له تعويض 8 آلاف درهم، مع إلزامهما الرسوم.

واستأنفت الفتاة ووالدتها الحكم، وأشارت الفتاة في الاستئناف إلى أنها تسلّمت من الشاب 126 ألف درهم، وليس 366 ألفاً. وأكدت والدتها أنها تسلّمت منه 76 ألف درهماً وليس 112 ألفاً.

ورفضت محكمة الاستئناف، استئناف الفتاة ووالدتها. مشيرة إلى أن الرسائل المتبادلة بينهم، تحمل دلالات على تلك المديونية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"