إعداد: راندا جرجس
يؤثر الجلوس لفترات طويلة ومتواصلة في الصحة العامة للإنسان، وفقاً لأبحاث دائرة الصحة البريطانية، التي ربطت هذه العادة بتدهور الحالة الصحية، والإصابة بداء السكري وزيادة الوزن المفرطة وبعض أنواع السرطان والوفاة المبكرة. ويعتقد الخبراء أن الجلوس لساعات طويلة متواصلة يعمل على إبطاء عملية التمثيل الغذائي، ما يؤدي إلى اضطراب في تنظيم نسبة السكر في الدم، وضغط الدم والنوبات القلبية، ويؤثر أيضاً في عملية تحطيم الدهون في الجسم.
وشملت إحدى الدراسات عينة من 800 ألف شخص، ووجدت أن الذين يجلسون لمدة طويلة تزيد عندهم نسبة الإصابة بمرض السكري بنسبة 112% عن الأشخاص الآخرين، و147% في أمراض القلب والأوعية الدموية و90% نسبة الوفاة بسبب أمراض القلب، و49% نسبة الوفاة الناتجة عن أي أسباب أخرى.
وأشارت الأبحاث الى أن عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يجلسون لساعات طويلة، لمشاهدة التلفاز أو استخدام أجهزة الكمبيوتر أو القراءة أو السفر لمسافات بعيدة، تحدث لهم أضرار على المدى البعيد، وتتسبب في الإصابة بأمراض متعددة وأخطرها السرطان، مع استثناء النوم من القائمة الطويلة من الأمور التي نقوم بها يومياً.
اتفق الباحثون والعلماء على أن الجلوس لمدة طويلة أحد العوامل المؤثرة وليست المسبب الوحيد، إلى جانب التدخين وشرب الكحول والنظام الغذائي الذي يتبعه الشخص، ولذلك شدد خبراء الصحة على ضرورة التحرك قليلاً من 1-2 دقيقة كل نصف ساعة أو المشاركة في النشاطات المنزلية أو التحدث بالهاتف في وضع الوقوف أو أثناء المشي، للأشخاص الذين تجبرهم نوعية الحياة أو طبيعة العمل على الجلوس ساعات طويلة، وحتى لو كانوا من ممارسي الرياضة المنتظمة، ونصحوا بالتمارين على الأقل 150 دقيقة بشكل أسبوعي.
ونصحت التوصيات بحماية الأطفال من هذه العادات عن طريق تحفيزهم على ممارسة الألعاب التي تحتاج إلى الحركة ككرة القدم وركوب الدراجة واللعب في الحديقة أو القفز، والحد من أوقات الجلوس في مشاهدة التلفاز أو أمام الألعاب الإلكترونية أو استخدام الكمبيوتر والأجهزة اللوحية لفترة طويلة.
