عادي

عودة الفساتين.. نسائم الموضة لصيف مزركش

22:49 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: زكية كردي
مع عودة الصيف واقتراب عيد الفطر، يستوقفنا الحديث عن الفساتين التي باتت تملأ الأسواق والمواقع الإلكترونية ألواناً تشع بالأنوثة، ربما لأن هذه الحالة الجميلة التي تضفيها الفساتين كانت غائبة لسنوات طويلة جداً عن واجهات العرض، حتى استوقفتنا عودتها في السنوات الأخيرة في الماركات الشعبية الأكثر انتشاراً حول العالم، لنتساءل عن دلالات انحسارها في العقود الماضية؛ حيث اقتصرت على المناسبات والأزياء المحلية.

تقول حسناء يحيى، موظفة حكومية: «الذهاب إلى العمل بفستان صيفي واسع وطويل كان فكرة غريبة؛ إذ أذكر قبل سنوات عندما كنت أرى النساء يرتدين الفساتين، كنت متعجبة، فالفساتين انحسرت لسنوات طويلة، وأصبحت خاصة بالمناسبات والأفراح، ومع الوقت بدأت الموضة تستميل النساء للانضمام لهذا الفصل الجميل، وتوضح أنها استغرقت وقتاً إلى أن لبت رغبتها بارتداء الفساتين».

1

توافقها الرأي مريم الحسن، ربة منزل، وترى أن الموضوع يتعلق بالعادات، ولأن جيل الثمانينات وما بعدها نشأ على نمط مختلف من الملابس تبعاً للموضة وغيرها من الصور الاجتماعية بات ارتداء الفستان مستبعداً، وقالت: «كنت أشك أن الفستان قد يليق بي، كنت أستبعد الفكرة، وأرى فيه صورة مختلفة عني لم أعتدْ عليها، وما زلت أجد صعوبة الاعتياد على الفستان».

وتبرر نرمين جنيدي، مدرسة فنون، عودة الفساتين للصدارة مرة أخرى، قائلة: «لعل الخروج من عباءة الملابس الفضفاضة والفساتين الطويلة والانتقال إلى ارتداء البنطال كان أشبه بحركة احتجاج أنثوية غير مباشرة في الكثير من المجتمعات ترمز للحرية الشخصية، وإلى حق المرأة في تقرير ما ترتديه وما تفعله. وتضيف: «في الماضي كان ارتداء البنطال يعتبر تمرداً على العادات في الكثير من المجتمعات المحافظة، بالنسبة للرجل في البداية ومن بعده المرأة، ولهذا كان التمسك بهذا الرمز يرتبط بمعنى خاص لدى المرأة ليرتبط بشخصيتها القوية والعملية أولاً، وأيضاً بتعلقها بالموضة ثانياً، إلا أن السنين غيّرت الأوضاع، وتلاشت الفكرة وجاءت الموضة اليوم لتذكر المرأة بجمالية الفساتين التي تخلت عنها، وبروعة الأنوثة التي تمثلها تلك الفساتين الملونة والجميلة، فبدأت تستجيب لرغبتها بالتميز من جديد».

وتقول منى المنصوري، مصممة الأزياء الإماراتية: «الزي الإماراتي بقي صامداً في وجه المتغيرات وتأثيرات الموضة، بفضل تأكيد شيوخ الإمارات وحكامها على أهمية الحفاظ على الهوية الإماراتية، والتي يعتبر الزي التقليدي جزءاً مهماً منها».

وتضيف: «يعتبر الفستان التقليدي والعباية جزءاً من هوية المرأة الإماراتية، لهذا لم تبتعد عن ارتداء الفساتين، لكن بقيت هذه العلاقة إلى حد ما مرهونة بالفستان التقليدي الذي لم يتغير منذ سنوات طويلة، وانحسرت هذه العلاقة بالأعراس والأعياد والمناسبات، لكن مع تطوير نمط الحياة في الإمارات، وجذبها لأكبر أسابيع الموضة العالمية ومنافستها في هذا السياق، وأيضاً مع تطور التكنولوجيا وتأثيرها على حياتنا وعلى الأذواق بالعموم، نرى أن خيارات المرأة الإماراتية اليوم في الأزياء أصبحت أكثر تطوراً، متأثرة بالجنسيات الكثيرة التي تعيش على هذه الأرض ومؤثرة بها أيضاً». وتؤكد المنصوري أن الجائحة والمعطيات المرتبطة بها أثرت أيضاً على خيارات النساء، فصرن أكثر وعياً بخصوص خياراتهن بالأزياء والأسعار، وأصبحن أكثر ميلاً للفساتين الأكثر بساطة والأقل كلفة.

عنوان الموضة

أفادت ظلال جابي، مصممة أزياء درامية، بأن الموضة تتبع دراسات متخصصة تعنى بمراقبة النزعات البشرية التي تتأثر بالوضع السياسي وبالفن والسينما والهندسة، لتسقط عليها الحالات النفسية العامة للناس، ومن خلال التركيز على نتائج هذه الدراسات تحدد شركات الألبسة العالمية كيفية توجهها للزبون، تبعاً للحالة العامة من إحباط، أو سعادة، أو حماس، وهذا طبعاً يكون تابعاً للأحداث العالمية بالدرجة الأولى.

وتقول: «المفاجئ بالموضة هذا العام وقبله هو عودة ملامح من بداية التسعينات، مثل النقشات المستوحاة من الطبيعة، وأيضاً الألوان ففي نظرة خاطفة إلى الماركات الكبرى والماركات الشعبية نجد أن هناك مهرجاناً من الألوان، وهذا يدل على الحاجة إلى الشعور بالراحة والأمان، مع استمرار تأثير الحالة العسكرية التي نراها بالألوان وبالكبسات المعدنية بالملابس، وأيضاً الطباعة البلاستيكية التي تعكس مدى انغماسنا بالعالم الرقمي في هذه المرحلة، أما بخصوص عودة الفساتين بكثرة، فهي أيضاً تتفرع عن هذه الحاجة بالعودة إلى الأنوثة التي افتقدتها الموضة منذ وقت طويل، وهذا تابع لحاجتنا للإحساس بالجمال».

وتضيف أن العنوان العريض للموضة في هذه المرحلة الممتدة على عدة سنوات هو «الحنين إلى الماضي»، والذي تتفرع عنه خطوط وتوجهات فرعية منها الإحساس بالانتماء، والحاجة إلى الاستقرار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"