عادي
حصل على 3 أرقام قياسية من «غينيس»

هاردينغ: الإمارات مكان مثالي لإشباع روح المغامرة

22:38 مساء
قراءة 3 دقائق

حوار: مها عادل
اتخذ من المغامرة عنواناً لحياته، ومن الاستكشاف هدفاً يسعى إليه، إنه المغامر والمستكشف البريطاني، ورئيس مجلس إدارة شركة أكشن أفييشن المقيم في الإمارات، كابتن «هاميش هاردينغ» الحاصل على 3 أرقام قياسية من موسوعة غينيس في مجال الاستكشاف، والذي عاد مؤخراً من الرحلة المأهولة الخامسة إلى الفضاء التي تنظمها شركة «بلو أوريجين» والتي انطلقت في 4 يونيو الجاري، ليشحذ طاقاته، ويستعد لرحلاته الاستكشافية المقبلة في عمق المحيط وعلى قمم الجبال، مؤكداً أن الإمارات مكان مثالي لإشباع روح المغامرة.

خلال فترة التقاطه للأنفاس بين المغامرات بدبي، كان لنا مع المغامر هاميش هاردينغ، هذا اللقاء للتعرف أكثر على أفكاره وتجاربه بالحياة وخططه المستقبلية.

ويستهل كابتن هاميش هاردينغ حديثه عن علاقته وشغفه بالإمارات، فيقول: «أنا مقيم بالدولة منذ 20 عاماً، ولا أنوي مفارقتها لأي سبب، فهي مكان مثالي لتحقيق الطموح وإنجاز الأعمال والمشروعات الخاصة، لأنها توفر الأمان والتعايش والتسامح بشكل قد يندر وجوده في أي مكان في العالم. وقد اخترت العيش في دبي لأنها مدينة كوزموبوليتانية، مثل هونغ كونغ التي نشأت بها في السبعينيات، وأرى أن دبي تفوقت عليها كثيراً في الوقت الحالي، لذلك فأنا سعيد بتربية أبنائي وتنشئتهم فيها، وهناك سبب آخر مرتبط بعلاقاتي وأعمالي حول العالم، فدبي تتمتع بأفضل تايم زون مناسب للتواصل مع معظم أنحاء العالم، ورحلات الطيران بها يمكن أن تنقل المقيم بها شرقاً وغرباً، فموقعها المتوسط بين الشرق والغرب يجعلها مثالية لأصحاب الأعمال لإنجاز مهامهم بسهولة، وأنا فخور بتمثيل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة في رحلتي الأولى للفضاء».

ويحدثنا هاردينغ عن بداية شغفه بالفضاء، قائلاً: «أبلغ من العمر 57 عاماً، وكنت في عمر الخامسة عندما شاهدت الإنسان يصل إلى القمر برحلة (أبولو11) التي استقرت على سطح القمر، ومن هنا بدأ شغفي وحلمي بالفضاء، وأخيراً تحقق هذا الحلم في الرابع من يونيو الجاري، بالذهاب للفضاء، وأعتقد أن رحلتي الأولى لن تكون الأخيرة، فتجربتي لا توصف، فما أجمل أن تشاهد بعينيك الكرة الأرضية من الفضاء، وتلاحظ حجم الجمال الذي يتمتع به كوكبنا من هذا المنظور العلوي، فترى الكوكب كله وكأنه وطن واحد لا تفصله الحدود السياسية التي صنعها البشر».

ويضيف: «القيمة العلمية والمعنوية التي يكتسبها المغامرون وعشاق الفضاء لا تقدر بثمن، وأدعو الجميع لخوض هذه التجربة التي يمكن أن تغير رؤيتهم للحياة وللعالم، وأتمنى العودة للفضاء مرة أخرى، والبقاء به فترات أطول، واستكشاف الفضاء أكثر لخدمة البشرية».

وعن تفاصيل رحلته إلى الفضاء، يقول: «الرحلة كلها استغرقت حوالي 12 دقيقة، وهي تبدو مدة قصيرة جداً، لكنها ملأى بالأحداث والمسافات الهائلة التي قطعناها منذ انفصالنا عن القاعدة بسرعة 3500 كيلومتر بالساعة، حيث استغرق خروجنا من الغلاف الجوي والوصول للفضاء الخارجي حوالي دقيقتين فقط، وأمضينا 10 دقائق كاملة بالفضاء نراقب بها الكرة الأرضية والكون باستمتاع كامل».

وعن رؤيته لجهود دولة الإمارات في مجال الفضاء يقول: «الإمارات أخذت خطوات واعدة في هذا المجال، وأنا أعتبر رجل الفضاء الثاني الذي ينطلق للفضاء من الإمارات، وترتيبي هو 620 في قائمة الذين زاروا الفضاء حول العالم، وأعتقد أن الدولة قادرة على تحفيز الشباب من المواطنين والمقيمين لاستكشاف الفضاء لخدمة كوكب الأرض، وفي رأيي، فإن الإمارات قادرة ومؤهلة لبناء محطة فضائية لما تتمتع به من إمكانات وطاقات مذهلة ومساحات شاسعة من الصحراء، وبوجود الإرادة الواعية لحكامها والحرص على التفوق والتميز، فتعتبر الإمارات من أكثر دول المنطقة جاهزية لتبني هذه المشروعات الرائدة وقيادة التطور في مجال الفضاء وأبحاثه، وشبابها قادرون على خوض هذه التجارب والاستفادة من هذه المغامرات المحسوبة والمفيدة فلم تعد ناسا هي البوابة الوحيدة للذهاب إلى الفضاء، بل يستطيع الجميع ذلك الآن».

وينصح «هاميش هاردينغ» الشباب بعدم التردد بخوض المغامرة ورفع حس الاستكشاف لديهم، «الشباب بالإمارات محظوظون لتوافر فرص الاستكشاف والمناخ الداعم الذي يحفز على التطور والنجاح وخوض التجارب الاستثنائية».

ويتابع: «في الإمارات، توجد فرص لخوض مغامرات عديدة، وكلها محسوبة مثل تسلق جبل جيس في الشتاء، فهو يرتفع 6000 قدم، ويقدم مغامرة حقيقية، ولا يحتاج أهل الإمارات للبحث عن المغامرات خارجها، فأنا مارست القفز بالمظلات أكثر من 500 مرة بدبي التي أصبحت مركزاً عالمياً لممارسة هذه الرياضة، كما أن الفجيرة تقدم مكاناً مثالياً لرياضة الغوص بأعماق المحيط حيث المتعة والاستكشاف».

أرقام قياسية

يحمل هاردينغ أرقاماً قياسية عالمية عدة، بما في ذلك أسرع طواف بالطائرة بين القطبين الشمالي والجنوبي خلال مهمته One More Orbit على متن طائرة Gulf stream G650ER خلال 46 ساعة 40 دقيقة، كما حطم رقمين قياسيين عالميين في رحلته على متن غواصة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"