عادي
فهل تنتهي المعاناة؟

إيلون ماسك يئن تحت ضربات أسبوع ثقيل حافل بالأحداث

13:23 مساء
قراءة 4 دقائق
إعداد: هشام مدخنة
في الوقت الذي يُنظر فيه إلى العام الجاري على أنه عام حافل بالأحداث المختلطة بالنسبة لإيلون ماسك، مرّ الأسبوع الماضي بشكل خاص ثقيلاً وصعباً بدرجة غير متوقعة على الملياردير الشهير وأعماله.
فقد انخفض سهم تيسلا، الذي خسر ما يقرب من نصف قيمته منذ أن بلغ ذروته في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بأكثر من 6% الأسبوع الماضي، حيث واصل المستثمرون التخارج من حيازاتهم التقنية، كما أن هناك أموراً داخلية وفنية في صانعة السيارات الكهربائية لم ترق للتطلعات، ورُبطت بقضايا السلامة مع أنظمة مساعدة السائق المتقدمة.
في الطرف الآخر، طردت شركة «سبيس إكس» الكبيرة التابعة أيضاً لماسك، مجموعة من الموظفين الذين عمموا خطاباً داخلياً انتقد الرئيس التنفيذي والمؤسس، ووصفه بأنه «مصدر تشتيت وإحراج».
ثم هناك «تويتر»، حيث وافق ماسك على شراء شركة التواصل الاجتماعي مقابل 44 مليار دولار في أبريل/نيسان الفائت، لكنه منذ ذلك الحين هدد بتراجعه علناً، مما أثار جميع أنواع المخاوف مما إذا كانت الصفقة ستتم أم لا، ويوم الخميس تحدث ماسك إلى موظفي «تويتر» لأول مرة عبر الفيديو، وتم انتقاده على نطاق واسع، بناء على التعليقات والرسائل التي ظهرت على لوحة الدردشة الداخلية في «سلاك».
حوادث «تيسلا»
قالت الإدارة الوطنية الأمريكية لسلامة المرور على الطرق السريعة، يوم الأربعاء، إن سيارات تيسلا مسؤولة عما يقرب من 70% من الحوادث المبلغ عنها والتي تشمل أنظمة مساعدة السائق المتقدمة منذ يونيو الماضي. وأظهرت البيانات أن السيارات الكهربائية تسببت في 273 حادثاً من أصل 392 حادثاً ورد ذكرها في التقرير وتضمنت بيانات من 11 شركة لصناعة السيارات.
ارتفاع الأسعار
عندما أعلن ماسك في يونيو عن خطط لخفض 10% من القوى العاملة في تيسلا، قال وقتها إن لديه شعوراً سيئاً للغاية بشأن الاقتصاد لكن بالنسبة للمستهلكين، تحولت هذه المخاوف إلى صدمة حقيقية. فقد رفعت تيسلا أسعار جميع طرز السيارات في الولايات المتحدة هذا الأسبوع مع استمرار الصناعة في صراعها المزمن مع قضايا سلاسل التوريد والتضخم وعدم اليقين الاقتصادي.
ورفعت الشركة سعر نسختها من طراز «Y» إلى 65,990 دولاراً من 62,990 دولاراً، وأضافت 2000 دولار على سعر الطراز «3» ليصل إلى 69,990 دولاراً. كما زادت سعر الطراز «Y» بنحو 5000 دولار إلى 104,990 دولاراً، في حين ارتفع سعر الطراز «x» ستة آلاف دولار إضافية.
قيود البرنامج الفضائي
واتخذت إدارة الطيران الفيدرالية يوم الاثنين قراراً بيئياً نتج عنه مزيج من الأخبار الجيدة والسيئة لشركة إيلون ماسك المتخصصة في برامج الفضاء «سبيس إكس»، وصاروخها العملاق «ستارشيب» الذي تعمل الشركة على تطويره في تكساس.
وأصدرت الجهة المنظمة قائمة بأكثر من 75 إجراء سلامة بيئية يجب على الشركة إكمالها قبل أن تواصل اختبارات المركبة الفضائية. ومن ضمن المتطلبات قيود على مستويات الضوضاء وعدد المرات التي يمكن فيها لـ«سبيس إكس» إغلاق الطريق السريع العام بالقرب من المنشأة.
وبعد القرار، قال ماسك، إن الشركة ستمتلك نموذجاً أولياً لصاروخ «ستارشيب» جاهز للطيران بحلول يوليو/تموز المقبل. والخبر السار للشركة هو أن إدارة الطيران الفيدرالية قد انتهت من تقييمها، ولا تتطلب مراجعة أكثر تعمقاً.
حرية التعبير!
وزّع عدد غير معروف من موظفي «سبيس إكس» رسالة داخلية مفتوحة انتقدوا فيها ماسك وسلوكه العام، واصفين إياه بأنه مصدر متكرر للإلهاء أو التشتت والإحراج، داعين المديرين التنفيذيين في الشركة إلى انتهاج ثقافة عمل أكثر شمولاً، وذلك وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز». وذكرت «سي إن بي سي» يوم الجمعة، أن خمسة موظفين على الأقل شاركوا في الخطاب وتم فصلهم بناء عليه. ويأتي ذلك بعد أقل من يوم واحد فقط على كلام ماسك عن حرية التعبير بلا قيود على منصة «تويتر!»
خطاب أول سلبي
خاطب ماسك موظفي تويتر يوم الخميس عبر الفيديو في محاولة لإرساء شعور بالثقة والشفافية مع الأشخاص الذين سيعملون معه، لكن ردود الفعل على منصة «سلاك» بعد الاجتماع كانت سلبية، ورسمت العديد من إشارات الاستفهام عن المخاوف والقلق الذي مازال الموظفون يعيشونه حتى اللحظة.
يُذكر أن ماسك وافق أخيراً على صفقة الاستحواذ، في الوقت الذي يتم فيه تداول سعر سهم تويتر عند حوالي 37 دولار، أي أقل بكثير من 54.20 دولار، ويشعر فيه المستثمرون والموظفون بقلق مبرر بشأن ما يخبئه المستقبل.
وبينما وعد الرئيس التنفيذي السابق جاك دورسي الموظفين بخيار العمل عن بُعد بشكل دائم، اتبع ماسك نهجاً مختلفاً تماماً مع شركاته البقية، حيث طالب مؤخراً عمال «تيسلا» و«سبيس إكس» بالوجود في المكتب 40 ساعة على الأقل في الأسبوع.
وخلال الحديث، قال ماسك إنه قد لا يكون صارماً مع موظفي تويتر؛ لأن تطوير البرامج الرقمية يمكن التعامل معه بسهولة أكبر من بعيد، في حين يتطلب تصنيع السيارات وجوداً مادياً، لكن يبدو أن كلامه لم يُهدّئ من القلق الحاصل.
وعند معالجة المخاوف بشأن التسريح المحتمل للعمال، قال ماسك، إن تويتر بحاجة إلى الدخول في حالة مالية صحية؛ الأمر الذي زاد مخاوف الموظفين وخشيتهم من فقدان مناصبهم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"