د. حسنين السعدي
تكنولوجيا الليزر دخلت حياتنا على مختلف الصعد. وتدرجت من أبسط الاستعمالات مثل ضوء بسيط إلى أدوات تقوم بأعقد المهام الصناعية. استجابت الشركات في مختلف دول العالم لهذا التطور الصناعي المهم، وأصبحت تبدع في إيجاد مجالات جديدة لاستيعاب هذا الضوء، حتى بلغ حجم سوق تكنولوجيا الليزر في عام 2020 ما مجموعه 11.7 مليار دولار، فيما يتوقع أن يتجاوز 17 مليار دولار خلال السنوات الثلاث القادمة بحسب موقع «ماركتس آند ماركتس» المتخصص في الأبحاث والمعلومات البحثية الاقتصادية والتكنولوجية.
أحد أهم مجالات التطور هي استخدامات تكنولوجيا الليزر في الصناعات الطبية، هذا المجال الحيوي والمرغوب عالمياً، فسوق الليزر الطبي العالمي وصل إلى 5.546 مليار دولار في عام 2021 بمعدل نمو سنوي بلغ 11.1%. على الرغم من تأثير جائحة «كوفيد-19»، والتي أدى في وقت سابق إلى إجراءات احتواء تقييدية تشمل التباعد الاجتماعي والعمل عن بُعد، وإغلاق أغلب الأنشطة التجارية. ومن المتوقع أن تصل قيمة السوق إلى 8.645 مليار دولار في عام 2025.
ويتكون سوق الليزر الطبي من مبيعات الليزر الطبي والخدمات ذات الصلة من قبل الكيانات (المنظمات والتجار الفرديين والشركات) التي تصنع الليزر الطبي. الليزر الطبي هو عبارة عن أجهزة تعالج الأنسجة أو تزيلها باستخدام مصادر ضوء مركزة بدقة. ويتواجد الليزر الطبي في العديد من العمليات الجراحية، بما في ذلك جراحة العيون وجراحة التجميل وإجراءات الأسنان وغيرها من الإجراءات العامة.
هذا التطور دفع اللاعبين الرئيسيين العاملين في السوق إلى تطوير منتجات مبتكرة جديدة بتقنيات متقدمة، من أجل خدمة المتخصصين في الرعاية الصحية ومرضاهم بشكل أفضل، وضخ المزيد من الأموال في هذا القطاع الحيوي للوصول إلى تقنيات أقل كلفة لاستخدام الليزر.
هذا السباق المحموم للوصول إلى أفضل تطبيقات لليزر تختفي منه الشركات العربية بحثاً أو صناعة، وهو ما يجعلنا نتساءل: لماذا لا نكون موجودين في هذه المنافسة؟. خاصة أن العديد من الكفاءات العاملة في الشركات الأجنبية عربية الأصل، وقادرة على الإبداع متى ما توفرت لها الأرضية المناسبة، فتكنولوجيا الليزر تمثل سوقاً كبيراً واعداً وبخاصة في الاستخدامات الطبية، والمجال مازال مفتوحاً لنكون نحن أيضاً في خضم السباق في حال خصصنا جهوداً وتمويلاً مناسباً للبحوث العلمية وتطبيقاتها في مجال الليزر.
دكتوراه في فيزياء الليزر
