المواقع الخدمية الصامتة

00:41 صباحا
قراءة دقيقتين

الجهات الخدمية التي تعتمد اعتماداً شبه كلي على استقبال طلبات خدماتها على مواقعها الإلكترونية أو تطبيقاتها الذكية، حالها حال بقية الجهات الحكومية بعد أزمة كورنا، والتي تحولت أغلبها إلى خدمات إلكترونية وذكية، لا بد أن تعيد النظر في تقييم خدماتها في مواقعها «الصامتة»، وتحرص أشد الحرص على تقييم مدى سهولة الوصول إلى الخدمة، ومدى رضا المتعاملين معها، وأهم من ذلك كله مدى سهولة تقديم طلب الخدمة والحصول على الخدمة الفعلية بأقصر وقت متاح.
فبعض المواقع الحالية يضطر المتعامل أن يخصص ساعات طويلة من أجل إدخال طلب معين في إحدى الجهات الخدمية، وبعد قطعه شوطاً كبيراً في إتمام متطلبات الخدمة، لا يتم الموقع طلبه لخطأ إلكتروني ما، ارتكبه صاحب المعاملة أو خطأ في الموقع ذاته، هنا يقع المتعامل في «حيص بيص» لا يدري كيف المخرج، فلا مجيب على الرقم المجاني الذي وضع للمساعدة، ولا أفادته خدمة الرد الإلكتروني على الموقع، ما يضطره إلى إغلاق الموقع، وتحين الفرصة لزيارة قسم «سعادة المتعاملين» في الجهة ذاتها.
ورغم أن بعض الجهات أبدعت في إرضاء متعامليها بسهولة استخدام الخدمات الإلكترونية والذكية التي تقدمها، كالخدمات الذكية التي قدمتها وزارة الداخلية، وتحولها بنسبة 100% لخدمات ذكية لا يحول بينها وبين تواصل المتعامل مع موظفي الوزارة للمساعدة وإتمام الخدمة وسهل جداً الوصول إلى موظف «واقعي» للرد على الاستفسارات، وقد لا تأخذ المعاملة الواحدة أكثر من ربع ساعة في تقديم كافة المتطلبات والحصول عليها، ما يجعلها في مقدمة الخدمات النموذجية المطلوبة، والتي يتطلب من الجهات الخدمية الأخرى اتباع نظامها وطريقتها في تقديم خدماتها.
والطريقة الأمثل لاكتشاف مستوى الخدمة، أن يتقدم المسؤول نفسه بأي خدمة عبر حساب الجهة التي يترأسها ليعرف النتيجة، وقد تعتبر أسرع طريقة لتقييم مستوى الخدمات التي تعتمد عليها شريحة كبيرة من المجتمع، بهذا يمكنه الوقوف على طبيعة الخدمة وتطويرها وتحسينها ويمكنه تحويلها إلى خدمات «ناطقة»، فضلاً عن استخدام المتسوق السري الإلكتروني، والكثير من خدمات التقييم الدورية السهلة الهادفة لتحسين الخدمة وتطويرها وكسب رضا المتعاملين وسعادتهم من خلالها، وتحويل المواقع الإلكترونية الصامتة إلى مواقع متفاعلة ناطقة، تسر المتعامل وتخدمه بدلاً من أن تلعب بأعصابه وتجهده وتضيع وقته!.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"