الإمارات.. لا للكراهية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

لا للكراهية في العالم وبين الشعوب وبين الحضارات والثقافات.
لا للكراهية في الآداب والفنون وفي مناهج التربية والتعليم.
لا للكراهية في العمل، وفي الشارع، وفي مراكز التسوّق، وفي التعاملات اليومية، والرسمية، والشعبية.
لا للكراهية في الصحافة والإعلام. لا للكراهية في الخبر وفي الصورة، وفي التعليق، والمتابعة، والتحليل.
لا للكراهية في الكتابة. لا للكراهية في الشعر. لا للكراهية في النثر. لا للكراهية في النقد. لا للكراهية في العلوم. لا للكراهية في الدين والفكر والمعتقدات. 
لا للكراهية في مطار أو في مرفأ أو في نقطة حدود. لا للكراهية لا في الجوّ، ولا في الأرض. لا في مطعم، ولا في شاطئ، ولا في سوق، ولا في ساحة.
لا للكراهية في أي مكان وزمان. لا للكراهية بين أسود وأبيض. بين ثريّ وفقير. بين غفير ووزير. بين شمالي وجنوبي. شرقي وغربي. مكان واحد للإنسان. زمان واحد للإنسانية.
هذه عناوين رفض الكراهية تماماً في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليس فقط في اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية «18 يونيو» من كل عام، بل، إن خطاب الكراهية مرفوض في الإمارات في كل يوم وفي كل الأيام. ثقافة إماراتية، شعبية، إنسانية، فطرية على النقيض الكلّي من ظواهر التمييز والعنصرية والفصل اللوني والديني والعقائدي والفكري. هذه ثوابت دولة وأسس وحكم وأخلاقيات بلاد وشعب.
تحدّد الأمم المتحدة يوماً عالمياً لمكافحة خطاب الكراهية هو الأول في تاريخ المنظمة الأممية التي اقترحت العديد من الأيام التي يتوجب على العالم أن يحتفل بها ليتذكر إنسانيته وآدميته البشرية وسط فيضانات من حالات العنف والتطرّف وفكر التكفير والعقاب وتسلّط الإنسان على الإنسان بتسييس الثقافات والأديان والمعتقدات، لا بل، ذهب هذا العنف العصابي الجاهلي إلى أبعد من ذلك.. إلى تسييس الفن وحقن الأدب بأمصال الضغينة وصفار القلوب والعقول.
علينا ألّا ننكر أن الكراهية بهذا المعنى هي خطاب. مجرد خطاب، ولكنها لن تكون ثقافة، ولن تكون سياقاً ثقافياً بأي حال من الأحوال.
إن كلمة ثقافة أنظف وأسمى وأشرف من أن ترتبط بمعنى الكراهية، تظل خطاباً بائساً معزولاً، وفي أوسع صور الكراهية هي حالة، أو ظاهرة، لكن هذه الصور البائسة سرعان ما تذوب وتتلاشى كالغبار حين تُحاصر بثقافة الفكر الإنساني التسامحي. فكر المعرفة الحرّة، والأدب الحرّ، والفنون الملتقية في جوهرها مع روح الإنسان الجميل المعافى من كل أمراض البدن، وأمراض النفس.
الإمارات العربية المتحدة دولة تسامح، ولغة تسامح، وثقافة تسامح تغطي أكثر من مئتي جنسية من بلدان العالم تعيش، وتعمل، وتأمن وتؤمن بثقافة الحياة لا ثقافة الموت في بلد الأرض والسماء.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"