عادي

تجدد العنف يختبر قدرة الدولة على فرض الأمن شمالي مالي

15:37 مساء
قراءة 3 دقائق
قوات من الأمم المتحدة في شمالي مالي
(ا ف ب)
تجددت دوامة العنف في مالي حيث قتل مسلحون عشرين مدنياً على الأقل قرب مدينة غاو فيما قضى جندي في قوة حفظ السلام الأحد في كيدال بشمال هذا البلد الساحلي حيث يزداد الوضع الأمني سوءاً.
وقال مسؤول في شرطة المنطقة لم يشأ كشف هويته في اتصال هاتفي إن «ارهابيين مجرمين اغتالوا السبت عشرين مدنياً على الأقل في قرى عدة بمنطقة أنشاودج» التي تبعد عشرات الكيلومترات شمالي غاو. وأكد مسؤول في الشرطة في باماكو رفض أيضاً كشف هويته «اغتيال عشرين مدنياً السبت في إيباك على بعد 35 كم شمالي غاو وفي قرى مجاورة»، متهماً «مجرمين مسلحين بارتكاب هذا الفعل».

جرائم حرب

من جهته، قال مسؤول محلي إن «الإرهابيين اغتالوا 24 مدنياً في منطقة أنشاودج. إنه الذعر العام». وندد الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش «بشدة» بهذا الهجوم. وذكر في بيان بأن «الهجمات التي تستهدف الجنود الأمميين يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب من زاوية القانون الدولي وينبغي ملاحقة مرتكبيها». ولم يؤكد أي مصدر آخر أن الإرهابيين يقفون خلف الهجمات. ولكن في هذه المنطقة الساحلية المترامية، تزداد وتيرة هجمات الإرهابيين المنتمين إلى تنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى مع اتساع منطقة عملياتهم. وتتحدث المعلومات الضئيلة التي مصدرها هذه المنطقة النائية عن مقتل مئات المدنيين ونزوح الآلاف في الأشهر الأخيرة في منطقتي ميناكا، قرب الحدود مع النيجر، وغاو غرباً. والأربعاء، أكدت حركة تحرير أزواد، إحدى المجموعات التي تقاتل الإرهابيين، مقتل 22 شخصا بأيدي «مسلحين» في بلدة ايزينغاز بمنطقة ميناكا.

تهديد إرهابي

وقال المسؤول في منطقة غاو الأحد إن «الوضع مقلق جدا في منطقة أنشاودج» مع فرار عدد كبير من المدنيين من تجاوزات «ارهابيين» في القرى المجاورة. وأضاف أن «قسماً كبيراً من منطقتي غاو وميناكا يحتله إرهابيون. وعلى الدولة أن تفعل شيئا ما». وتشهد هذه المنطقة أعمال عنف منذ بدء النزاع في 2012، حين بدأت مجموعات مسلحة تمرداً ضد باماكو. ووقعت تلك المجموعات في 2015 اتفاق سلام مع مالي، لكن تنفيذه يتعثر.
وإضافة الى هذه المجموعات المسلحة، تنشط في المنطقة حركات إرهابية مرتبطة بتنظيمي القاعدة و«داعش» تقاتل من تتهمهم بدعم السلطات الرسمية، علماً أنها تتقاتل أيضا في ما بينها للسيطرة على الأراضي. وثمة حضور أيضا لمهربين وعصابات أخرى في هذه المنطقة الصحراوية الخارجة عن سيطرة الدولة. وفي تقريره الأخير عن مالي، لاحظ أنطونيو غوتيريش أن الوضع الأمني «تدهور إلى حد بعيد» في منطقتي غاو وميناكا، موضحاً أن «التهديد الإرهابي لا يزال يتمدد»، ومبدياً قلقه لـ«عدم وجود حضور معزز لقوات الأمن والسلطة العامة في هذه المناطق».

المهمة الأممية

ينتشر في غاو جنود ماليون وعناصر في قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما، 13 ألف جندي) إضافة إلى جنود فرنسيين في إطار عملية برخان. وبدأ الجنود الفرنسيون انسحابا تدريجيا من مالي بداية العام. وقالت هيئة الأركان الفرنسية إنهم سيغادرون نهائيا قاعدة غاو «مع نهاية الصيف»، علما أنها آخر موطئ قدم للقوات الفرنسية في مالي. وقتل صباح الأحد جندي أممي غيني بانفجار لغم في كيدال (شمال) فيما كان يشارك في دورية أمنية في إطار عملية لرصد الالغام، بحسب قوة الأمم المتحدة. ويأتي ذلك وسط توتر يسود المفاوضات حول تمديد مهمة قوة حفظ السلام في مالي التي تكبدت أكبر قدر من الخسائر في الأرواح. فمنذ إنشائها في 2013، قتل 175 من عناصرها في أعمال عدائية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"